الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 87 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


لا يحلم ألا يرتدي ثوب زفاف ولكن هي حياتها دوما كانت مختلفة عن الأخريات 
وكده خلصنا كل حاجة وفاضل ننام يا برنسيس ديدا
ابتسمت الصغيرة وشبت فوق أطراف اصابعها تقبلها اتسعت عينين فتون وقد لمعت السعادة في عينيها فافعال الصغيرة تجعلها حقا تشعر بوجودها في حياة أحدا
بكرة تحكيلي حدوته يا فتون عشان برنسيس ديدا عايزه تحلم النهاردة بالاميرة والأمير

فلتت ضحكة خاڤتة من شفتي سليم وهو يتابع ويستمع لحديث صغيرته الذي يكبر سنوات عمرها التفتت فتون خلفها لتجده قد رحل بعدما كانت ترى خياله وهو يقف يطالعهما 
اغلقت أنوار الغرفة وانحنت تدثر الصغيرة بأحكام فوق فراشها واقتربت منها تلثم جبينها تخبرها 
احلام سعيدة يا برنسيس 
ابتسمت الصغيرة وهي تغلق جفنيها بقوة وتختضن دبها الصغير تنعم بدفئه ودفئ فراشها 

تنهد جسار حانقا بعدما أوقف سيارته جانب الطريق يمسح فوق خصلاته متنهدا نظر للخلف فقد تجاوز مسافه كبيره بعيدة عنها 
هو انا ناقص بلاوي ومصايب 
دار سيارته عائدا إليها ليجدها مازالت واقفة مكانها تمسح عيناها بقوة تنهد وهو يطالعها يصدر بوق سيارته لتنتبه على عودته 
تعلقت عينيها بالسيارة ودون أن تنتظر اي أشارة أخرى كانت تركض نحو السيارة تفتح بابها وتصعدها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة 
الحمدلله الحمدلله كنت عارفه مش هتسيبني هنا ملك ديما بتقول عنك راجل شهم 
ارتفع كلا حاجبيه يرمقها للحظات فعلى ما يبدو أن علاقتها
بملك كانت متطورة للغاية ثم عاد ينطلق بسيارته 
بعد ما نوصل اسكندريه مش عايز أشوفك في طريقي من تاني أنا مش ناقص مصايب ده أنتي أخوكي سوابق ورد سجون 
أصاب حديثه جزء من قلبها فاطرقت عينيها تفرك يديها حزنا 
متقلقش وصلني بس لمكان في ناس وأنا هعرف طريقي كويس 

انهت تفريش أسنانها تنظر لهيئتها نحو المرآة فمسحت فوق جبهتها تتحسس تلك الحرارة المنبعثة منها كانت حرارة طبيعيه ولكن مع المشاعر التي تتخبط بها تشعر وكأن الحرارة تنبعث من سائر جسدها 
زفرت أنفاسها تنهر قلبها وعقلها عن التفكير بكل ما يفعله معها ومن أجلها
كل اللي بيعمله معاك ده يا فتون عشان هو عايز يمثل عليك مافيش راجل بيعامل مراته كده فاكرة لما كان بيعملك وأنت خدامة عنده كان بيعملك بلطف لحد ما خلاكي ڠصب عنك تحبيه وفي النهاية كان عايز يغتصبك وطردك من المزرعة في نص الليل وأنت مش ساترك غير هدومك المتقطعه وبتجري حافية
غادرت المرحاض ووقفت تطالع عيناه التي تتفرسها ابتسم وهو يراها بذلك الثوب القصير وتراقص قلبه وهو يراها لم تعد تخجل منه فنهض من فوق الفراش واقترب منها 
أنت عايزة تموتيني يا فتون طب أنا كده مش هنام ولا هعرف أسافر بكرة
رفعت عينيها إليه تجيبه بالجواب الذي لا ينتظر سمعه بل ويمقته ولكنه اضطر مرغما على مسايرتها فيه حتى تتجاوز مشاعرها المضطربة وتنسى تلك الفترة التي رسخت بعقلها 
أنا بنفذ بنود 
وقبل أن تكمل باقية عبارتها كان يبثها مشاعره القوية ينهل منها دون أن يشعر أنه أرتوي 
وبأنفاس مسلوبة هادرة كان يضمها إليه 
والدك مرضاش يمسك المزرعة رغم إني اديته كل الصلاحيات تعرفي إن الحاج عبدالحميد شبهك يا فتون
طالعته بعدما استطاعت التحرر من أسر ذراعيه فابتسم وهو يلثم جبينها 
بتبصيلي كده ليه فعلا أنت شبهه تعرفي إنك اكتر واحده في اخواتك يمكن بيحبها بس هو مش عارف يتعامل مع تربيتكم 
ولكنه توقف عن حديثه وهو يراها تبتعد عنه تضم الغطاء نحو جسدها ودموعها ټغرق خديها آلما
لو كان بيحبني مكنش جوزني لحسن زمان ولا كان جوزني ليك امي كانت ديما بعيده عني وعن اخواتي البنات لكن هو كان ديما يقولنا إنه بيحبنا وأن هو اللي اختار اسامينا بنفسه
شعر بالتأثر من حديثها بل وقد ألمه قلبه عليها فقد أثرت نشاءته عليه رغم توافر كل السبل لديه رغم عناية جده عظيم باشا وحبه الكبير إليه حتى خديجة عمته رغم لم يكن فرق السن بينهم كبير إلا إنها كانت تعتني به وتحبه ولكن
فتون زوجته الصغيرة لم تحظى إلا بالألم وقد كان له دورا في إذاقها له 
تركها تتحدث بكل شئ حتى إنه حاول تمالك غضبه وهي تخبره عن قسۏة العلاقة بينها وبين حسن حاول السيطرة على غضبه وهي تصف له بمنتهى الدقه ولم تشعر إلا وهو يجذبها إليه يخبرها بصوت جامد
كفايه يا فتون
تعلقت عيناها بعينيه التي أصبحت قاتمة وقد ظنت إنه سيمارس معها قسوته حتى يعاقبها على ذكر اسم رجل أخر ولكنه معها كان أبعد عن القسۏة التي لو رأتها منه لكرهته بالفعل
ولكن هي شئ أخر بحياته
اندمجت أرواحهم وكلما كان يتذكر حديثها عن حسن وعلاقتهم الزوجيه كان يحاول السيطرة على حاله يخبرها بهمس
ثقي فيا يا فتون ثقي فيا وحبيني
والحب رغما عنها كانت تتشربه في علاقتهما وهل للحب طريقا صعبا

تقلبت فوق فراشها دون راحة ولأول مرة تشعر بتلك الاحاسيس التي تراودها في ذلك العمر 
نهرت عقلها ولكن قلبها كان وكأنه يتوق لتلك المشاعر ولكن كيف يأتي بها الحال لتفكر برجلا يصغرها بخمسة عشر عاما
أنت شكلك محتاجه اجازة الفترة ديه خديجة شكل ضغط الشغل أثر على عقلك مجرد عيل بالنسبه ليك خلاكي تفكري في رسايله
والتقطت هاتفها تمسح رسائله فلما تتركها في هاتفها 
لو موقفش عند حده هعرف اوقفه كويس هو ميعرفش أنا مين خديجة
النجار مافيش راجل يهز فيها شعره ولا يملي عينيها
وها هي تقترب من خطوتها الأخيرة وإزالت رسائله ولكن اصابعها قد توقفت وهي تجد رساله منه في ذلك الوقت الذي تجاوز منتصف الليل 
توقفت عيناها نحو الصوره المرفقه مع رسالته والتي يخبرها فيها بكل وقاحة إنه تخيلها معه وتمني رفقتها وأن في عدم حضرتها لم يعد للنساء معنى بحياته 
اغمضت عيناها بقوة تشعر بصدق كلماته ودون شعور منها كانت تقبل مكالمته دون ادراك وتستمع إليه
كنت فاكر إنك نمتي
بحاول أنام وانت ازعجتني الصراحة
صدحت ضحكت أمير عبر الهاتف وكم كانت ضحكته جميله رنانه كحال ملامحه
جرحتي مشاعري يا خديجة هانم
ثواني كان الصمت يغلفها لكن هو كان بارع في كسر ذلك الصمت بينهم
وجودي في إيطاليا قرب ينتهي مش عارف هرجع ازاي مصر تاني من غير ما اشوفك 
أمير بلاش تجاوز في كلامنا إحنا بنا شراكة وبس
فعادت ضحكاته تعلو وهي يستمع لعبارتها يمسح فوق لحيته
بلاش تجاوز طب لو قولتلك إن مبقتش احلم غير بيكي وفي أوضاع مش هتعجبك لو قولتلك عليها
اتسعت عيناها من شدة وقاحته وقبل أن تنهي المكالمه كان يخبرها بتوق كم يتمني أن يكون الحلم حقيقة
اغلقت المكالمه بل الهاتف تماما تضع بيدها فوق قلبها غير مصدقه أنها سمحت له أن يصل به التجاوز معها إلى ذلك الحد
وقح أنا لازم اكلم كاظم يشوف حد بدل أخوه فاكر نفسه مين فاكرني زي اي ست بقع بكلمة
 

86  87  88 

انت في الصفحة 87 من 298 صفحات