رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الهاتف فطالعت فتون هاتفها ثم انسحبت متمتمة بخفوت
ده سليم
ابتسمت جنات وهي ترى ابتسامتها وخجلها عند ذكر اسمه وكيف اصبحت هيئتها وملامحها بعدما منحها سليم الحب
وجزء داخلها كان يريد لها أن تصبح هكذا وجزء أخر يخبرها أن لا تدلف بقدميها نحو حياة رجلا لا يحبها ويقدم لها الزواج كعرض.
تلك المرة صدح هاتفها برسالة نظرت للاسم فشعرت بالدهشة من رؤية اسمه لتفتح الرساله وتنظر نحو محتواها بعينين شاردتين
موافقة
وعلى الجانب الاخر كانت ضحكات كاظم تعلو مع جمودة ملامحه وهو يري جوابها
اوعي تقولي إنك كسبت الرهان ورفضت العرض
القى كاظم هاتفه نحو جلال يعطيه الإجابة يقرأها فانبسطت ملامح جلال وعلت السعادة وجهه فهو يريد أن يستمتع برؤية عذاب أمرأة حتى يسكن خيبته ويؤكد لحاله يوما بعد يوم أن النساء جميعهن طامعات
واردف بوعيد وهو ينهض عن مقعده بوجه خالي من المشاعر
هي اختارت تدخل اللعبة وهتخرج منها خسرانه لا بفلوس ولا زي ما وقفت تناطح قدامي بالشرف والضمير
هتمم جوازك منها
تمتم جلال متسائلا فارتفعت شفتي كاظم بابتسامة خبيثة
كاظم النعماني مبيطلعش خسران من حاجة
_بقلم سهام صادق
هل أخبرك أحدا يوما عما تحبه النساء
نعم قلة من الرجال بارعين في هذا ولكنهم لم يكونوا يوما شرفاء بل كانوا اكثر الرجال خبرة.
كان يسمعها بانصات وهو يستمع لتفاصيل يومها عبر خاصية الفيديو ابتسم داخله وهو يراها كيف بدأت تنبسط معه بالحديث وكأن الزمن يعيد إليه فتون الصغيرة التي أتت شقته كخادمة بعدما أقترحت عليه السيدة ألفت هذا الأمر.
انقلب كل شئ في لحظة بل في عبارة القتها السيدة ألفت كنصيحة منها لرب عملها
فتون مفتونة بيك ويمكن كمان تكون حبيتك
والنصيحة كانت درب نحو طريق أخر.
تنهدت ببطئ تزيل تلك الخصلة المتمردة التي انسابت فوق جبينها تهتف بسعادة حقيقية
وركزت أخيرا بشاشة الهاتف بعدما كانت نظراتها تحيد هنا وهناك حتى لا تتلاقى عيناهم انكمشت ملامحها وهي تبحث عنه ولكن صوته كان يخبرها بوجوده وإستماعه إليها
بكرة تتعلمي وتكوني زيهم واشطر منهم كمان
تضرجت وجنتيها بالخجل وهي تراه يعود إليها عاري الصدر ويحمل قميص اخر يشرع في ارتداءه مسحت فوق جبهتها وهي لا تفهم لما شعرت بالتوتر رغم إن الأمور بينهم تخطت هذه المرحلة
سليم يحاورها نقطة فاصلة في حياته وحياتها يشرح لها عبء أعماله وحنقه من شركاءه
وسؤال خاڤت خرج من بين شفتيها دون أن تنظر إليه
ليه سيبت المحاماة وبقيت بيزنس مان
ضحك مستمتعا ينظر إليها بعمق
يعني يوم ما نتشارك حديث يبقى عبر القارات
توهج وجهها باللون الوردي مما زاده رغبة بها
لما ارجع وتبقى في حضني هحكيلك يا فتون
ومنذ بداية محادثتهم كانت المرة الأولى التي تتلاقي عيناهم في حديث طويل صامت وبحنكة كان يجيدها
اوعي تنسى بنود العقد يا فتون
انتهت المحادثة فتسطحت فوق الفراش بعدما القت هاتفها جانبا.. تغمض عينيها بضيق يؤلمها.. لقد عاد هذا الرجل يستوطن كيانها عادت ترى عالمها معه عادت تنظر إليه بتلك النظرة التي كانت تضج حب
والعقل يخاطب بضراوة
لا رجل بطلا وحينا تضعه المرأة بطلا تتجرع مرارة الخذلان
............
تسطح فوق الأرضية بعدما بسط لحاله ما يساعده على النوم وتنهد بسأم وهو يطالع السقف
اخرتها هنام على الأرض حظك يا رسلان بقى في السما
كان يعلم إنها لم تغفل تتقلب فوق الفراش وقد غادر النوم جفنيها أتكأ على جانبه الأيمن ينظر إليها بحب ورغبة في ضمھا
ملك
ومع التفافتها نحوه وظهور فتنتها إليه كان يزدرد لعابه بصعوبة.. إنها تختبره بأكثر الأشياء صعوبة لديه يقاوم المرأة التي حلم بها مرارا
انتظرت أن تستمع منه حديث ولكنه عاد لتسطحه يزفر أنفاسه متنهدا
ليه وافقتي على وجودها هنا
والاجابه كانت تخبره بها ببساطة
لأني مش زيكم يا رسلان اظاهر إنى ورثت طباعها
قطب جبينه وعاد يلتف إليها متسائلا
مين هي
ماما الله يرحمها
ودمعة انحدرت فوق خدها وهي تتذكر حكاية والدتها فتاة لم تكمل العشرون من عمرها تقع في حب جارها الشاب الذي يطمح بمستقبل افضل ومع إلحاح والدته بأن يتزوج تلك الامانه التي تركتها لها جارتها كان يرضخ بل وبدء يقنع قلبه بحبها ولكن في النهاية طموحه وجمال ناهد كانوا يجتذبونه.
لم يتحمل رؤية دموعها فنهض مقتربا بتردد وسرعان ما كان يحتويها بين ذراعيه
كانت ست عظيمة الدنيا ظلمتها.. لكن ده نصيبها من الدنيا يا ملك
توقفت عن بكاءها وقد ادركت للتو كيف يحاوطها بذراعيه نفضت حالها من بين ذراعيه بقوة تتهمه
انتوا السبب
ووراء أي شئ يوجعها كان هو السبب نظر نحوها وقد ابتعدت عنه لطرف الفراش تعطيه ظهرها وبارهاق كان يدلك جبهته عائدا لمكانه
فعلا أنا السبب في كل حاجة يا ملك
رثت حالها فاستمع لأنينها الخاڤت.. إنها بالفعل تعاني من أثر الماضي الذي قد ظن أن المرء يمكن أن يتعالج منه بمفرده.
في الصباح الباكر وقف يعد له فنجان من القهوة حتى يقاوم سهاده ليلة أمس.. التف بجسده بعدما حمل فنجانه فوجد ناهد خلفه تطالعه بنظرة نادمة
فلا ابنتها عاشت تلك الحياة التي تمنتها لها ولا ابن شقيقتها الذي تحبه ك ابن لها جعلته يعيش حياة سعيدة
وبحديث خرج منها بصعوبة
ملك طيبة
ثم رحلت نحو غرفة الصغيرين
..........
مضغت سميرة العلكة جوار أذنها ثم لكزتها بغل في كتفها
عايزاكي حلوه كده لا أرى لا أسمع لا اتكلم
كتمت بسمة تأوهها فقد عاصرت أمثال سميره في المصنع الذي كانت تعمل به من قبل
أنا جايه هنا أشتغل وبس
امتقعت ملامح سميرة وهي تراها تبتعد عنها بهدوء فتمتمت لحالها حانقة
البت ديه شكلها مبتخافش مش كفايه الحاج صدقي بقى ليل نهار يشكر فيها
رمقتها پحقد وخطت بخطوات ممتقعة خارج المطبخ حدقت
بسمة بذلك الفراغ الذي تركته خلفها تزفر أنفاسها بثقل وخوف
...........
طالع مقطع الفيديو المنشور على صفحات التواصل الاجتماعي وكلما كان يستمع لحديثها عن ظلم الرجل للمرأة كانت تتحول ملامحه للشراسة غير مصدقا إنه يوما رأي فيها زوجته الراحلة
طالعه مستشاره القانوني وهو يمسح فوق جبينه
الاسهم ممكن تنزل يا جسار بيه الحملة التسويقية الحاليه بتستهدف النساء
أمتقعت ملامحه يزيح الهاتف من أمامه وقد بدء صوت أنفاسه يعلو
إجراءات الطلاق تتم فورا حتى لو هخسر الحملة الدعائية
بس يا جسار باشا
قولت كلامي يتنفذ
حاول مستشاره إيجاد أي شئ يقلب الأمور لصالحهم توقف في مكانه قبل أن يغادر
ما تفضحها زي ما هي بتعمل واكشف حقيقتها طليقها موجود وشغال عندك بسهوله نقدر نخليه يطلع يتكلم اد إيه هي ست..
وقبل ان يكمل عبارته لطم جسار طاولة مكتبه
مش أنا اللي اطلع اتكلم عن ست كانت مراتي في يوم نفذ اللي قولتلك عليه يا استاذ شوكت
غادر شوكت غرفته حائرا في أمره ولكنه في النهاية اخذ يعد أوراق الطلاق متمتما
خليني اشوف شغلي أفضل
........
ضيق جسار عينيه وهو يري ذلك العراك الذي يتم بين موظفي الأمن لديه وذلك الذي يعرف هويته اقترب منهم بخطوات جامده يشير