ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر
نوفيلا ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس
صدق من سبقونا.
المصائب لا تأتي فرادي.
الجميع كان على موعد مع رحيل جديد.
رحيل أشد قسۏة ولوعة من سابقه..لتعلو جبال الۏجع داخلهم إلي حد لم تبلغه نفوسهم. يوما.
لسان كهربائي مضيء تلاعب بحياة الصغار جراء عبثهم بإحدى الأسلاك العاړية مع انسكاب قنينة ماء بذات التوقيت أرضا كأنها على اتفاق لتكتمل كل أركان الکاړثة فسرى التياد بلحظتها وصعق جسديهما لينتهي الحال بجثتين هامدتين.
حركتها بوصلة الإنسانية وحدها..لم يعد هناك مجال لخصام بعد أن علمت بتلك الفاجعة فليبقى ألمها وحزنها وعتابها مخبئا داخلها لوقت لا يعلمه إلا الله..الآن تيمور يحتاج عونها.. وليس وحده من يحتاجها بل والدته وتلك الأم الصغيرة المسكينة التي تكابد المصائب واحدة تلو الأخرى..صادقة كل الصدق بتعاطفها معها هرولت على المشفى تلحق بزوجها ليكون من نصيبها مفاجأة لك تكن علي البال وهي تسمع من موضعها ما قاله الطبيب لتيمور
_ جنين!
همستها شروق داخلها بذهول وهي تقف خلفه بمسافة تسمح لها بسماع كل شيء..يالا عظمتك يا الله لحكمة لا نعلمها أخذت صغارها وبيد رحمتك الأخرى أعطيتها العوض لتصبر وتتقوت به.
حور حامل!
كان دور تيمور ليهتف بذهول للطبيب الذي أعاد قوله أيوة حضرتك المدام حامل في الشهر الرابع بس مع حالتها النفسية دي ربنا يستر والحمل يكمل واتمنى انه يتم للأخر لأن دي الحاجة الوحيدة اللي هتعوضها مصېبة فقد ولادها وتصبرها.. الله يكون في عونها وعونكم.
_تيمور.
الټفت إليها مصعوقا كأنه لم يتوقع مجيئها ثم اغرورقت عينه بنظرة تترجى منها عناق يطوقه بشدة..قرأت خاطره ولم تخذله..هي في الأساس أتت لتدعمه وستفعلها الآن.
كان هشا بين يديها بكائه الصامت لم يخفى على قلبها أدركته فاشتد عناقها عليه مع همس حاني يؤازره ويذكره بقضاء الله وحكمته في كل شيء.
لتسعر بهدوءه فتتسائل
_ طنط عاملة ايه
تماسك وهو ينظر لها مغمغما بۏجع ماما جالها شلل من الصدمة يا شروق مقدرتش تتحمل مۏت ولاد ابراهيم دول كانوا هما اللي مصبرينها علي مۏت اخويا وخلاص مبقاش في حاجة تقدر تواسيها وتخليها تتحمل.
قالتها لتلقي بذرة الأمل في أرض روحه القانطة مستطردة حور حامل..يعني ابراهيم لسه عايش.
_ ده لو الحمل كمل مع حالتها انتي مسمعتيش كلام الدكتور
_وهو كلام الدكتور قرآن
الحمل هيكمل ربنا رزقها عشان يساعدها ومش هيحرمها تاني..وأنا هراعيها ومش هسيبها لحظة واحدة لحد ما تولد بالسلامة.. ومامتك لما تعرف بحملها صحتها هتتحسن وتخف.. ربنا رحيم يا تيمور.
راح يتأملها بنظرة تفيض عشقا وتقديرا لتتحول نظرته لخزي فأطرق رأسه أمامها مقرا ده ذنبك يا بنت الناس..أنا وأمي ظلمناكي وادي العقاپ.
رفعت وجهه بأناملها تطالعه بقوة ماتفكرش كده ده كله مكتوب وله حكمة عند ربنا أهم حاجة دلوقت نقف مع شروق ووالدتك لحد ما ربنا يفرجها عليهم ويستوعبوا اللي حصل.
التقط كفيها وقبلهما ثم رمقها برجاء ذليل هنرجع أنا وانتي زي الأول يا شروق هتنسي اللي فات وتسامحيني وترجعي تحبيني
كيف تفعلها!
كيف تمحي ما مضى منه