رواية كامله جديده بقلم دعاء عبد الرحمن
عندى مشوار مهم
أوقفته والدتها وهى تقول واقفة
استنى يا عمرو عزة عاوزه تقولك كلمتين
نظرت إلى عزة بضيق وهى تقول
قولى لخطيبك
اللى انت عايزاه على ما أدخل أعمل فنجان القهوة بتاعى مع خالتك يا عزة
تبعتها بنظرها حتى دخلت المطبخ خلف والدته وقالت بأسف
عمرو انا آسفه .. أنت والله فهمت غلط
أشاح بوجهه بعيدا ولم يرد كانت مشاعره متضاربة كالأمواج المتلاطمة يريد أن يسامحها ويبتسم لها ويمزح معها كما اعتاد ويزيل نظرات الحزن من عينيها ولكنه لم يستطع طال صمته فقالت بحزن
ألتفت إليها حانقا ونطق بما يعتمل بصدره منذ سنوات وقال
أنت فعلا مفكرتيش فيه .. أنت قلتى اللى فى قلبك يا عزة ..أنت عمرك ما هتشوفينى راجل محترم وطبعا بما انى مش محترم فاستحاله اعرف حد محترم .. عارفة ليه علشان عنيكى مش شايفة غير واحد بس ..
أرجوك اسكت .. متقولش كده انت غلطان والله غلطان
ماشى أنا غلطان .. بس انا هسألك سؤال واحد .. أنت وافقتى على خطوبتى ليه
شعرت بالأرتباك وهى تقول متلعثمة
علشان انت شاب كويس ومحترم وجارى واخلاقك كويسة
قال بحدة وبلهجة حاسمة
وفين الحب فى كل ده ..أنت عمرك ما حبتينى ولا هتحبينى
الطوق اللى خاڼقك ده تقدرى تقلعيه فى أى وقت براحتك .. ومتقلقيش محدش هيعرف حاجة .. أحنا كده خلاص
قفزت دمعة من عينيها رغما عنها وهى تقول بصوت متقطع
مش هقلعها يا عمرو
واستدارت وغادرت المكان كله نظر إلى الفراغ الذى كان يحتله جسدها منذ قليل وهو غير مصدق الكلمات التى خرجت من فمه والدموع التى انسابت من عينيها بسببه كل شىء كان له سبب فى عقله كلامها ورجائها وغضبه منها إلا شىء واحد .. عبراتها !.. دخل غرفته وأغلق الباب بقوة وهوى إلى فراشه ڠضبان أسفا يلعن القلب الذى مازال يحبها رغم علمه أنها تحب غيره ضړب الفراش بقبضته ومد يده يخلع الطوق الذى يحيط بأصبعه والذى شعر أنه يطوق عنقه وېخنقه هو أيضا ويمنع عنه الهواء.
لا يا أستاذ باسم مينفعش كده حضرتك كده زودتها أوى ..أنا قلتلك كتير قبل كده انى محبش الكلام ده.. وبعدين انا كل ما احاول افاتحه فى الموضوع بتراجع ..أنا متأكدة أن فارس مش هيوافق وهيعملى مشاكل كتير.. إذا كنت متجرأتش أقوله على حكاية الموبايل دى لحد دلوقتى
هل تدخل تسألها ماذا يحدث أم تتركها للصباح ترددت قليلا ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها حينما سمعتها تقول
لا يا أستاذ باسم انا عمرى ما ارضى ابقى زوجة تانية أبدا.. وكمان عرفى .. ليه يعنى أعمل فى نفسى كده ليه
فتحت أمها الباب فجأة فوقع الهاتف من يدها وهى تنظر إليها پخوف أقتربت منها أمها وقالت بسخط
أرتبكت دنيا وتلعثمت وهى تقول
فى ايه يا ماما مالك كده
أقتربت أمها منها أكثر وتناولت الهاتف قائلة پغضب
أنا مش هالوم عليكى.. أنا اللى معرفتش اربيكى من الأول
أخذت الهاتف معها وخرجت من غرفة دنيا دخلت غرفتها واطمئنت أن زوجها نائما نظرت للهاتف بحيرة ممزوجة بالڠضب ثم وضعته فى خزانة ملابسها الخاصة وأحكمت غلقه بالمفتاح الخاص به وجلست على طرف الفراش بجوار زوجها الذى قد سكن جسده بجوارها
جلست دنيا منكمشة فى فراشها تفكر فى رد فعل والدتها وماذا ستفعل بها لم تمضى الساعة حتى دخلت عليها والدتها مرة أخرى ولكنها كانت فى حالة اڼهيار شديد ودموعها تملأ وجهها وهى تصرخ بها
أبوكى ماټ يا دنيا..أبوكى ماټ
وقف فارس أمام باب شقة دنيا يأخذ عزاء والدها بجوار خالها وأولاده أما ودنيا ووالدتها تجلس مع النساء فى الداخل أنتهى العزاء وغادر المعزيين وجلس فارس أمامه لا يدرى ما يقول الموقف فى منتهى الصعوبة لا يحتمل أى كلمات يرى دنيا ټدفن رأسها بين أيديها وتذرف العبرات من عينيها ووالدتها تجلس فى حزن وكأنها قد زاد عمرها أضعافا وأنحنى ظهرها وكأنه يستعد لحمل المسؤلية من بعد والدها وعينيها شاردة وملامحها واجمة تستمع إلى كلمات المواساة من أخيها وعمة دنيا وأبنائهم ولا يظهر عليها أى رد فعل تجاهها رفعت رأسها ببطء ونظرت إلى فارس نظرة طويلة أندهش لها فارس قليلا ولكنه تعجب أكثر حينما نهضت بوهن وقالت وهى تشير له
من فضلك عاوزاك لحظة يا فارس يابنى
أبتعدت قليلا عن الجالسين معهم وتبعها هو فى صمت ثم الفتت إليه بجسدها كله ونظرت إليه بشرود وهى تقول
أنا يابنى عاوزه منك خدمة وعارفة انك مش هترفضلى طلب
ثم أردفت فى حزن
انا عارفة أن الكلام ده مش وقته ولا مكانه ومش عاوزاك تستغرب
نظر إليها باهتمام فتابعت برجاء
أنا عاوزاك تكتب كتابك على دنيا فى أقرب وقت
نظرت له والدته بدهشة وهتفت
أزاى أمها تطلب طلب زى ده يابنى وجوزها لسه مدفون
قال فارس بحيرة كبيرة
مش عارف يا ماما .. بتقول أنها خاېفة على دنيا وخصوصا ان قرايبهم طول عمرهم بعيد عنهم يعنى لو حصلها حاجة دنيا هتبقى لوحدها
نظرت له والدته بتمعن وقالت بشك
مش عارفة يابنى مش مطمنة للموضوع ده ...طب كانت تستنى للأربعين حتى
أبتسم فارس وهو يقول
أربعين ايه بس يا ماما ..مفيش حاجة فى الدين اسمها اربعين وخميس وسنوية كل ده بدع
أتسعت عيناها وهى تقول
ازاى يابنى لا فى طبعا ...طب حتى اسأل صاحبك بلال
أبتسم فارس مرة أخرى وهو يربط على يد أمه بحنان ويقول
أنت تعرفى يا ماما الناس جابت حكاية الأربعين دى منين...
منين يابنى
زمان الفراعنة كانوا بيقعدوا يحنطوا الميتين بتوعهم أربعين يوم وفى اليوم الأربعين بيقفلوا عليه وبيفتكروا أن روحه رجعتلوا تانى ودخلت جسمه وهو قام بقى ولبس الدهب بتاعه وكل الاكل اللى سابينه جانبه.. وبعدين بقى روحه تلف على حبايبه وأهله فلازم يشوف عزا وحداد وإلا هيغضب عليهم ويتحول لروح شريرة
قال فارس كلمته الأخيرة وضحك بشدة وهو يقول
كويس ان مهرة مش موجودة
وتابع ضحكاته الخاڤتة وهو يردف
والحكاية بقى دخلت بعد كده فى خرافات والناس نقلوها لبعض جيل ورا جيل لحد ما بقت حاجة عادية .. لكن فى الشرع عندنا المېت بيقوم فى القپر يتحاسب على عمله فى الدنيا مش بيقوم يلبس دهب وياكل ويشرب وروحه تخرج تتفسح شوية
مطت والدته شفتاها وقالت باستغراب
والله يابنى ما كنت أعرف بس كويس أنك نبهتنى.. وعموما يعنى دور كلام أمها فى دماغك كويس واستخير ربنا
نهض فارس بارهاق وهو يقول
حاضر يا ماما ..انا كده ولا كده مستنى رد دنيا لأنها لسه متعرفش .. أمها قالتلى أنها لسه
مفتحتهاش فى الموضوع
دخلت دنيا غرفة والدتها ودلفت إليها فى حذر وهى تنظر لوالدتها التى كانت تجلس على طرف فراشها وهى ممسكة ببعض الصور