الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية كامله جديده بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 71 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز

شيخ فارس دى تقصد بيها ايه
نظر له مينا بحنق ولم يجبه فكرر عامر اعتذاره ل فارس فقال فارس على الفور وهو ينظر ل عامر 
اتفضل احكيلى ايه اللى حصل يا عم عامر
قال ابو يحيى معترضا 
منا حكتلك الحكايه كلها يا دكتور هو هيقول ايه يعنى مختلف عن اللى قلته 
نظر له فارس مبتسما وحاول أن يعطيه احساس بأنه ليس ضده وقال 
معلش يا أبو يحيى أى حد بيحكم بين طرفين لازم يسمع من الاتنين .. ربنا سبحانه وتعالى بيقول فى آيه فى القرآن الكريم وكان بيكلم فى الايه دى سيدنا داوود عليه السلام يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله 
والايه دى نزلت بتحكلنا عن سيدنا داوود لما اتنين اخوات راحوله وواحد فيهم اشتكى من التانى فسيدنا داوود شافه مظلوم فعلا فحكم له من غير ما يسمع للتانى اللى هو اصلا كان واقف جانبه وسامع أخوه بيتكلم وعلشان كده سيدنا داوود فكر فى أن لو كان اللى بيشتكى بيقول غير الحق كان التانى أتكلم وقال أنه بيكدب لكن فسر سكوته بأنه عارف أن اخوه بيقول الحق علشان كده حكم بسرعه من غير ما يطلب يسمع من التانى ورغم أنه حكم صح لكن الآيه دى نزلت تقولنا أن ده غلط وفيه خوف من اتباع الهوى هنا ...
علشان كده حتى لو انتوا الاتنين قدام بعض لازم اسمع من الطرفين قبل ما اقول أى حاجه ...
هز عامر رأسه موافقا بإعجاب وهو ينظر إلى فارس الذى كان يتحدث بطلاقة شارحا الآية وسبب نزولها فقال 
أنا كلامى مش هيختلف فى حاجه يا دكتور فارس هو نفس الكلام .. مراته سلفت مراتى واتفقت معاها على زيادة 500 جنيه بس مراتى خبت عليا موضوع الزيادة دى ومكنتش اعرفها ولما كنت قاعد مع الحج عبد الله وبحكيله قالى أن ده عندكو اسمه ربا يعنى انا مجبتش حاجه من عندى وده كده فى ظلم كبير لينا لاننا معناش المبلغ ده دلوقتى المكنه باظت ومستفدناش منها بحاجه
مال ابو يحيى مستندا بيده على مكتب فارس وهو يقول 
طب أنا ذنبى ايه العقد شريعة المتعاقدين ومراتك وافقت من الاول
ابتلع فارس ريقة وهو يشعر أنه يقف بقرب فوهة بركان تكاد أن ټنفجر فى وجهه فى أى وقت ولكن الحق احق أن يتبع ..سلم أمره لله ونظر إلى عامر الذى كان ينتظر كلمة حق ..شعر بسخونه تسرى فى جسده فهو يعلم ماذا سيفعل به أبو يحيى إذا ما نصر عليه غريمه .. لكن هل يقول كلمة تقرب بينه وبين حبيبته وزوجته وتبعده عن الجنة وتلقى به فى الچحيم وبحسبة بسيطة حسم فارس أمره ونظر إلى عيونهم المتعلقة به وأخذ نفسا عميقا وقال 
عم عامر على حق ده عندنا اسمه ربا
فعلا
ارتسمت ابتسامة رضا على وجه عامر بينما حدق مينا فى فارس بدهشة واڼفجر بركان ابو يحيى فى وجهه كما توقع تماما وقال صائحا 
أنت بتنصره عليا يا جوز بنتى يعنى أنت موافق على اللى بيقوله ده 
نهض فارس محاولا تهدئته وقال على الفور 
اسمعنى يا عمي بس أنا هافهمك ليه 
صاح فيه ابو يحيى قائلا
كويس أنى عرفتك قبل ما أديك بنتى راجل بوشين صحيح أومال دقن وعاملى فيها شيخ وكمان بتنصر المسيحى عليا يا عم الشيخ .. ملكش عندى بنات للجواز عن اذنك
لحق به فارس عند باب الحجرة وجذبه من ساعده برفق محاولا إيقافه وتهدئته وهو يقول برجاء 
هفهمك انا قلت كده ليه .. ده شرع ربنا مش كلامى
دفعه ايو يحيى بثورة عارمة وهو يصيح شرع ربنا ايه أنتوا كل واحد فيكوا يربى دقنه ويتاجر بشرع ربنا يا ڼصابين ...
قال كلمته بعد ان دفع فارس بقوة وصفع الباب خلفة پعنف
زفر فارس وهو يمسح بكلتا يديه على شعره بقوة وهو يقول 
لا حول ولا قوة الا بالله ليه كده بس طب كنت استنى لما تفهم
تبادل عامر مع ولده مينا النظرات المتعجبة واتجه عامر إلى فارس قائلا بإعتذار 
انا آسف يابنى
رفع فارس رأسة إليه وقال بعدم تركيز 
لا..لا وانت ذنبك ايه يا عم عامر
اقترب مينا من فارس وقال بإرتباك 
أنا آسف انا كمان يا دكتور فارس مكنتش أعرف أنك هتيجى فى صف الحق مهما كان هو مع مين
حاول فارس أن يرسم ابتسامة مجاملة على شفتيه ولكنه عجز عن ذلك فعقله يدور ولا يعلم ماذا سيفعل مع والدها وماذا سيحدث بعد ذلك ..
ظل والدها ېصرخ فى وجهها صائحا 
هيطلقك يعنى هيطلقك وأنتى اللى هتطلبى الطلاق منه انتى فاهمه ولا لاء
أنسابت عبراتها وهى تهتف 
ليه بس يا بابا طب حتى استنى لما تسمع منه
صاح بصوت هادر 
اللى بقولك عليه تعمليه يا بت انتى والا والله أمك هرميها فى الشارع ومش هتلاقى مكان يلمها
بكت مهرة بشده وجسدها يرتجف وينتفض بقوة وهى تستغيث بالله أن ينقذها مما تقاسيه ... تدخلت والدتها وقالت له بجمود 
هو أنت كل ما يحصل حاجه تهددنى بالطرد والطلاق أنت فاكرنى هترمى فى الشارع يعنى من غيرك
توجه إليها فى ڠضب عارم ولوى ساعدها خلف ظهرها وهو ېصرخ فيها 
ايوا هتترمى فى الشارع ياختى ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل
دفعته بكل طاقتها بعيدا عنها بعد أن شعرت أن يدها ستكسر فى قبضته وهرولت نحو باب الشقة وهى تأخذ محفظتها وتجذب حجابها وتضعه على شعرها وهى تقول پغضب 
سايبهالك مخضرة ابقى هات مراتك التانيه تعمرها بقى
خرجت وأغلقت الباب خلفها ونسيت أن ابنتها فى أشد الحاجه إليها ڠضبت لنفسها واڼفجر بركان صمتها الذى كان هامدا طوال تلك السنوات والان اڼفجر ولكنه لم ينفجر فى وجهه وحده وأنما فى وجه مهرة ايضا ..
فتحت أم فارس باب شقتها عندما سمعت صوت الصړاخ الآتى من شقة مهرة فوجدت ام يحيى وهى تهرول هابطة للأسفل حاولت إيقافها ولكن عينيها كانت تتطاير منها الشرر وهى تصيح فيه وكأنه مازال يسمعها 
روح هات الغندورة التانيه تقعدلك فيها أنا مستحملة وصابره بلاويك فى الاخر حصلت تمد ايدك عليا
لم تسمع نداءات ام فارس ولم تعيرها اهتماما نظرت للاعلى لدقيقة ثم عادت إلى شقتها مرة اخرى عندما سمعت صوت رنين الهاتف ... أجابته قائلة 
السلام عليكم أيوا يا فارس
قال بسرعة 
ماما مهرة عندك 
قالت متعجبة 
لاء يابنى ده أنا سمعت صوت خناق جاى من عندهم وشفت أم يحيى وهى نازله تزعق على السلم وبتقول انا سايبه البيت وماشيه شكل جوزها مد ايده عليها
سمعت صوت زفيرة الحار وهو يقول 
أنا جاى حالا اقفلى دلوقتى
عاد فارس سريعا إلى المنزل فوجد والدته تنتظره على باب الشقة ويظهر عليها القلق الشديد وقالت سرعا 
ايه اللى حصل يابنى بينك وبين ابوها البنت كلمتنى ومفحومه من العياط مفهمتش منها حاجه كل اللى فهمته ان ابوها كان هيضرب امها وأنه عاوزها تطلب الطلاق منك 
قال فارس بلهفة 
مد ايده على مهرة 
هزت رأسها نفيا وهى تقول 
مش عارفه يابنى فهمنى طيب ايه اللى حصل
لم يستطع ان ينتظر اكثر من هذا صعد الدرج قفزا حتى توقف أمام باب الشقة تنفس
70  71  72 

انت في الصفحة 71 من 81 صفحات