الخميس 19 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبه

انت في الصفحة 12 من 160 صفحات

موقع أيام نيوز


ترفع عيناها عن الأرض 
فأردف متسائلا 
عملتوا إيه مع الشرطة.. مټخافيش منهم لازم تاخدي حقك.. علشان لو كل واحدة سكتت عن حقها في كدا.. هندي فرصة للزيهم يتمادوا 
رفعت عيناها التي تشبه مياه البحر فتقابلت عيناهما للحظات حتى ذهب بنومه مرة أخرى 
غادرت شمس مع والدها.. وظل يونس بجواره ينتظره حتى يفيق كاملا.. ولكنه غفى بمكانه 

أسدلت الشمس ستائر نورها الدافئ ولاتزال سماء الأسكندرية ملبدة بالغيوم تارة تحجب أشعتها وتارة تتغلب على سحبها السوداء فتنير الأرض 
اعتدل يونس وهو يمسك عنقه بسبب نومه على المقعد.. نهض يفحص ابن عمه ثم جلس مرة اخرى ينتظر ايقاظه... أمسك هاتفه يتفحصه.. واتسعت عيناه مما رأى 
فتح راكان جفنيه وحاول الأعتدال ولكنه تألم.. ساعده على الأعتدال بعض الشئ ثم تسائل
حاسس بإيه.. أومأ له وأجابه بصوتا مرهق أحسن الحمدلله.. تليفوني فين لازم أعمل مكالمة ضروري 
اعطاه يونس هاتفه وانتظر بعد إنتهائه من مكالمة عمله... ظل يطالعه بنظرات غاضبة 
قول ماتقعدش تبحلق فيا كدا.. ولا أقولك أقوم خلينا نمشي.. أنا مبحبش المستشفيات.. ظل يونس صامتا للحظات ثم تحدث متهكما 
انت عارف العيال اللي اتخنقنا معاهم فيهم ابن المسيري 
تجهمت ملامح السخرية بنبرته وهو يسأله
ومين البتاع اللي قولت عليه دا 
ارجع يونس خصلاته للخلف پغضب وتحدث 
والله العيلة دي ماهتتبرى مني غير من أعمالك دي ياراكان.. استعد لڼار جدك لما يعرف.. استعد ياحبيبي.. ولا اقولك ولا كأننا عملنا حاجة ولو حد سألني هقولهم انك اټسممت وعملت تنضيف معدة 
ابتسم بسخرية لم يستطع مدارتها وهو يعود بظهره على فراش المشفى للخلف مستندا على مرفقيه 
قوم يابني يلا علشان نروح معرفش مخبوط على دماغك ولا مالك على الصبح.. عكننت عليا الهي ربنا يعكنن عليك دنيا واخرة 
نهض وهو يميل عليه هامسا 
المسيري ياراكان.. اللي اڼضرب امبارح وعملناله قضية اڠتصاب.. انت فاهم معنى القضية ياحضرة النايب.. يعني هيفتح علينا چحيم جهنم وياسلام لو جدك عرف.. دا هنولع قبل مانوصل 
هنا تذكر ذاك الرجل.. فحاول النهوض يستند على يونس 
طيب تعالى نمشي... أومأ يونس برأسه 
أحسن برضو .. لكن غريبة راكان يسمع كلامي من غير جدال.. إيه اللي ناوي عليه ربنا يستر 
وصل بعد فترة لسيارته بعدما أنهى يونس الأوراق الخاصة بالمشفى 
صعد للسيارة بهدوء بسبب جرحه وجلس بصعوبه ثم اتجه بنظره ليونس 
روح على القسم.. عايز أعرف إزاي العيال دي طلعت في قضية أقل حكم فيها عشر سنين 
هنا صفع يونس على وجهه وظل يتمتم 
احيه عليك ياراكان... وحياة ربنا أخرتي في العيلة دي على ايدك 
نهاية الفلاش 
 
خرج من ذكرياته على رنين هاتفه.. زفر متخذا نفسا ورفع الهاتف 
أيوة ياسليم... تمام.. قالها ثم أغلق هاتفه وقاد السيارة عائدا لمنزله.. وبدأت أنفاسه في الاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق حتى شعر بأنه سيفقد وعيه بسب ماتذكره من ماضي مؤلم لروحه 
وصل بعد قليل... ترجل من السيارة 
قابله والده توقف أمامه 
مش هتحضر الأجتماع ياراكان.. براحتك يابني.. أنا هروح الشركة مينفعش سليم يكون لوحده.. ماهو مينفعش تكون تلات أرباع الشركة من نصيبنا وسليم يوقف لوحده في الأجتماع
وقف أمام والده بجسد مستقيم رغم احزانه التي ټحرق قلبه فتحدث بصوت رصين 
بابا عايز تروح اتفضل .. أنا هنزل بعد شوية.. 
سحب نفسا وطرده حاول أن يتحلى بالجلد والصمود فخرج صوته معبأ بالألم 
ياريت تكلم جدي يخليه بعيد عني زي ماكان بعيد عني السنين اللي فاتت لو فعلا عايزني أروح الشركة 
زفر والده بحزن 
يعني يابني زعلان من جدك وأنت دلوقتي داخل على إتنين وتلاتين سنة يعنى مش صغير زي ماإنت لسة قايل.. 
هرب اللفظ من بين شفتيه فأخذ نفسا مطولا 
المطلوب من ابنك اللي داخل الخمسة والتلاتين إيه... قالها عندما أختنق من إصرار والده 
مال والده عليه ينظر بحدقيته فتحدث قائلا 
أنا هتنازل عن مجلس الإدارة لحضرتك ياحضرة النايب.. واعمل حسابك مفيش اعتراض.. ماهو تعبي السنين دي كلها ميوقعش في الأرض عشان غضبك من جدك وهتكون جنب سليم لحد مايعرفك مكنونات الشغل ورغم إني عارف ومتأكد انك متابع كل حاجة... بدليل شركتك وارباحها اللي بتذيد 
ربت على كتفه وأكمل 
راكان انت الكبير مينفعش سليم يدير الأمبراطورية دي كلها لوحده.. يونس وانت ادرى بعاميله... ونوح يوم في الشركة وعشرة لا 
سحب أسعد نفسا وطرده وأكمل بإبانة 
أحنا اكتر ناس هتضرر ياراكان.. متنساش النصيب الأكبر في المجموعة بتاعنا والمعظم عايز المجموعة توقع 
زفر بضيق وحنقه زاد بسبب ذاك العمل 
فتحرك بعض الخطوات وتحدث 
حاضر هنزل الشركة مع سليم وكمان حضرتك ماتزعلش..لكن لوي الدراع دا بلاش منه تمام ... 
أستدار بجسده يطالع والده.. ثم أشار بكفيه 
عندي شروط لأستلام المجموعة.. وأولها 
أي غلط من اعمامي وجدي صدقني العواقب هتبقى وخيمة على الجميع على الكل يابابا..مش هرحم حد 
تقصد إيه ياراكان...قالها أسعد 
احتدت نبرته وأجابه 
جدي لو فضل مصر يفضل مسيطر عليا وعلى اخواتي هطلع القديم والجديد صدقني مش هرحم حد.. خاصة سيلين 
تنهد أسعد بحزن وحاول أن يستجديه بعطفه على سيلين فاستغل نقطة ضعفه 
طيب ياحبيبي لو فعلا خاېف على اختك من جدك سكته واتجوز بدل مايحط سيلين في دماغه مكانك.. هو اهم حاجه عنده تتجوز
اشتعلت عيناه كجمرتين من اللهب الحارق 
وصاح پغضب 
طيب خليه يقربلها وشوف هعمل إيه.. أقسم بالله العيلة كلها ماتكفيني 
دنى اسعد منه بعد محاولته الفاشلة 
طيب لو قولت عشان خاطر أبوك ياراكان 
تسمع الكلام المرادي بس.. انت يابني على طول كدا.. نفسي أفرح بيك وأشيل ولادك.. ولا شايف دا كتير على باباك
تنهد بحړقة شديدة وغاص في عتمة عناده وأردف بنفاذ صبر 
بابا حضرتك شايف إني في مركزي دا... استنى حد يختارلي شريكة حياتي 
ربت والده على يديه وتحدث بهدوء 
انت مش كدا كدا هتجوز ماهو مش معقول هتفضل يابني من غير جواز... خلاص اتجوز اي واحدة تعجبك ياسيدي وجدك يسكت 
صمت هنيهة يحاول تمالك اعصابه 
حاضر يابابا هشوف موضوع جوازي دا... بس مااوعدكش حاليا ومش علشان جدي.. لا علشان زي ماحضرتك قولت جه الوقت اللي أعمل عيلة 
وقف وتحدث 
انا هطلع اغير وأنزل على الشركة حاضر 
قالها ثم تحرك للأعلى 
بعد قليل وصل للشركة دلف لغرفة مكتب سليم 
نهض سليم وهو يرفع يديه يادي النور... يادي الهنا والله الشركة نورت ياحضرة المستشار قالها سليم وهو يرفع حاجبه بشقاوة أمام أخيه. 
وقف بشموخ وبخطوات ثابته متجها لغرفة الأجتماعات 
عارف يابني مالوش لزوم أعرفك المكان اللي راكان البنداري بيدخله بيذيده شرف 
توقف سليم يقهقه عليه وهو يومأ برأسه ويرفع ذراعيه 
اتفضل سمو الأمير على الرحب والسعة 
لكزه بكتفه ورفع حاجبه وأردف بفظاظة 
إسمها اتفضل سمو الملك.. الأمير دا ابني اللي هجيي لما ندفن جدك إن شاء 
قوس فمه معلقا
أصلي خاېف لو اتجوزت دلوقتي أجيب ولد شبه.. كفاية عمك خالد.. تلاتة في العيلة كدا ممكن العيلة تولع 
توقف سليم ومازال يطلق ضحكاته على اخيه الذي خرج وهو جلس يجيب على هاتفه 
تحرك متجها للمصعد ولكن قطعه رنين هاتفه زفر پغضب و توقف للايجاب 
أيوة يانورسين.. أيوة في الشركة خلاص نازل... قالها ثم اغلق قائلا 
بنت باردة..
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 160 صفحات