الخميس 12 ديسمبر 2024

لم تكن يوما خطيئتى

انت في الصفحة 30 من 107 صفحات

موقع أيام نيوز

اوعي يحصل غلطة ولو صغيرة يا حمدي.. عيلتك هتكون ثمنها فاهم
هتف حمدي برضوخ لأنه يخافه بشدة ويعرف أنه يمكن أن يؤذيه بسهولة مفهوم كل اللي طلبته هيتنفذ يا باشا
أغلق مراد الهاتف ونهض يضع في جيبه الخلفي ثم إلتقط سترته من خلف مقعده وتوجه إلى باب المكتب وخرج من الشركة وهرع إلى سيارته يقودها متوجها إلى شركة البارون.
عند مراد بعد فترة وجيزة
وصل إلى الشارع الذي تتواجد فيه الشركة وظل جالسا في سيارته يتابع مدخل الشركة بتركيز.
بعد دقائق قليلة سمع رنين هاتفه فأجاب على الفور.
مراد ايوه يا ياسمين.. حصلت حاجة عندك 
ياسمين بثرثرة مدام كارمن خرجت من المكتب معها شطنتها وشكلهم فعلا اتخانقوا وهي خارجة من الشركة دلوقتي يا باشا
مراد بسأم خلاص سلام
انهي مكالمته معها ثم اتصل بحمدي...
مراد بسرعه حمدي ركز كويس كارمن هتخرج دلوقتي تنفذ اللي قولتو.. واياك يحصلها حاجة
أومأ حمدي بطاعة كأنه يقف امامه تحت امرك يا باشا
أغلق الهاتف ونزل من سيارته ووقف علي الرصيف وظهره للشركة حتى لا يلاحظه أحد.
في هذا الوقت خرجت كارمن من الشركة على عجل وأرادت عبور الشارع لكن الدموع التي ملأت عينيها جعلت نظرها مشوش ولم تلاحظ السيارة التي ظهرت أمامها فجأة.
نظرت إليها في ذعر والډماء تهرب من جسدها وتتصلب قدميها في الأرض.
تشعر انها لا تستطيع التحرك فأغمضت عينيها بقوة وهي تستعد لإرتطامها بها.
شعرت فجأة بيد تمتد من خلفها تشد ذراعيها لتسحبها إلى الخلف بسرعة وبقوة وتصطدم في صدره القاسې.
مرت بضعة لحظات مبهمة قبل ان تدرك أنها بين ذراعي شخص ما.
فتحت عينيها وهي ترفع وجهها إلى ذلك الشخص الطويل الذي تراه لأول مرة.
في مكتب ادهم
بعد أن ركضت للخارج من أمامه پغضب استمر هو في توبيخ نفسه لقسوته تجاهها.
نفخ بسخط من نفسه وتوجه إلى مكتبه ثم قام بتشغيل جهاز الحاسوب ليرى ما حدث في مكتب السكرتيرة أثناء الاجتماع.
لكن شيئا ما في الكاميرات لفت انتباهه اتسعت عيناه في صدمة شديدة وخوف حقيقي لأول مرة يشعر به وركض من المكتب والشركة بأكملها في هلع.
عند كارمن
رمشت بعينيها عدة مرات لتستعيد تركيزها وأدركت أنها في أحضان شخص غريب فصبغت خديها بحمرة الخجل وخرجت من حضنه ثم تنحنحت بحرج وهي تمسح دموعها وقلبها يكاد ان يتوقف من شدة دقاته بعد أن أحست بالمت الذي كان قريبا جدا منها.
تمتمت كارمن بصوت خاڤت ونظرتها موجهة للأرض احم انا....
قاطع أدهم بصياحه كلماتها كارمن...
________________________________________
استدارت ورأت أدهم يندفع نحوها بخطوات واسعه اقرب الي الركض وعندما وصل إلى مكانها بتلقائية شدها بين ذراعيه وعانقها بقوة وخوف شديد وكاد قلبه أن يتوقف عن النبض من الهلع عليها وفي نفسه يحمد الله على انها لم تصاب بمكروه.
أما بالنسبة لها فقد كانت متفاجئة للغاية من تصرفه لكنها شعرت بدفء يسري في جسدها

وهي تجرب عناقه لأول مرة.
تمسكت كارمن به بقوة وأغمضت عينيها وهي تسمع نبضات قلبه السريعه بداخل ضلوعه ثم اخذت تتنفس بهدوء هي بحاجة إليه الآن ولا تستطيع وصف الاحساس بالأمان الذي شعرت به داخل ذراعيه في هذه اللحظة رغم أنها كادت أن تفقد حياتها وهو السبب.
أخذ نفسا عميقا قبل ان يخرجها من حضنه ممسكا وجهها بيديه راغبا في طمأنينة قلبه عليها.
تكلم بسرعه وهو يتفحصها جيدا بعينيه انتي كويسة.. حصلك حاجة.. في حاجة بټوجعك.. اخدك علي المستشفي
اجابت بهمس مؤكدة مافيش داعي.. متقلقش انا محصليش حاجة واقفة قدامك اهو
ثم نظرت إلى الشخص الذي يقف أمامهم والذي كاد ان يخرج الدخان من أذنيه من الشدة الڠضب فكل ما خطط إليه وفعله راح هباءا.
كارمن بإبتسامة مرتجفة ونبرة امتنان انا متشكرة لحضرتك جدا علي اللي عملته.. لولالك انا كان زماني مت
كان مراد مسحورا تماما بابتسامتها البريئة وبأسلوبها الرقيق للغاية حيث شعر لأول مرة بضربات قلبه تنبض في صدره بتلك القوة منذ وقت طويل قبل ۏفاة أعز الناس إليه.
توجهت نظرات أدهم الثاقبة إلى الشخص الواقف أمامهم والذي لم ينتبه إلى وجوده بسبب شدة توتره.
شعر أدهم بالغيرة الجارفه تتوقد في قلبه بقوة من ابتسامة كارمن وكلماتها المعبرة عن شكرها لذلك الوسيم وما زاد جنون غضبه اكثر رده علي كلماتها ونظرات الإعجاب اللامعه في عينيه بوضوح اليها
و بحركة تلقائية منه وضع ذراعه علي كتفيها من الجنب واحتضنها إليه بتملك فما هي الغيرة إلا مجموعة من التصرفات الغريبة والأحاسيس المشتعله التي تظهر على الإنسان من دون أن يتحكم بها.
في نفس التوقيت حاول مراد أن ينفض ذكرياته المؤلمة من عقله وهو يجمع تركيزه الكامل عندما رأي حركة ادهم وقد فهمها جيدا فأراد حړق ډم أدهم بعد أن شهد احتضانه القوي لكارمن أمام عينيه مم جعله يشعر بالغيرة القاټلة منه عليها.
انفرجت شفتي مراد بإبتسامة جذابة جدا قائلا بصدق يشوبه المكر بعد الشړ عنك.. مافيش داعي للشكر وحمدلله علي سلامتك يا انسة
تحدث ادهم بنبرة باردة كالصقيع وهو يشدد علي كلماته لا اكيد الشكر واجب.. متشكر جدا علي انقاذك حياة مراتي يا استاذ
نظر مراد اليه بحاجب مرفوع يتصنع الدهشة قائلا بمكر مراتك.. تمام معلش بعتذر ماخدتش بالي لإني ماشوفتش دبلة في ايد المدام
نظرت كارمن لإصبعها في حرج من تلك المحادثة التي كانت تدور امامها وأرادت أن تخفف من ڠضب أدهم الذي أصبح واضحا عليه من تعقيد حاجبيه.
همست كارمن بكذب وهي تبتسم بتوتر ايوه فعلا اصلي انا نسيت الدبلة في البيت.. متشكرة لحضرتك مرة تانية
تجاهل أدهم هذا الحديث من ذلك الدخيل أمامه فوجه حديثه لكارمن قائلا بجدية ماشوفتيش العربية اللي كانت هتخبطك 
هزت رأسها بمعني لا
تدخل مراد في الحديث بثقة معتقدش ان الغلطة من صاحب العربية لان المدام كانت بتعدي الشارع وهي بټعيط اكيد ماوقفش عشان مايحطش نفسه في مشكلة
ثم واصل حديثه قائلا المهم انها بخير واني لحقتها في الوقت المناسب..
ثم اردف بثقة عالية في النفس وهو يمد يده إلى ادهم انا مراد عزمي اتشرفت بيك
مد ادهم يده اليه قائلا بفتور ادهم البارون.. الشرف ليا
ابتسم مراد لكارمن بجاذبية ميرسي عن اذنكم عندي شغل
ثم ابتسم لأدهم ابتسامة صفراء وغادر بهدوء بعد أن أحدث عاصفة عڼيفة داخل قلب أدهم.
ادهم بهدوء مفتعل يلا بينا
نظرت اليه كارمن بدهشة هنروح فين
تحدث أدهم وهو يرفع أطراف أصابعه بلطف ويزيح خصلة من شعرها سقطت على عينيها هنروح البيت عشان تستريحي بعد اللي حصل
أثارها لمسه اللطيف على وجهها ونبرته الحنونه وكان قلبها لا يزال ينبض بعد عناقه الدافئ لها
كارمن بخجل طيب وشغلك 
ابتسم ادهم قائلا بحنو مش ورايا حاجة مهمه.. انتي متأكدة انك مش حاسة بۏجع ممكن نروح المستشفي نطمن
كانت سعيدة بداخلها لأنه ېخاف عليها لكنها لم تنس ما فعله بها منذ قليل فأجابت بهدوء وهي تبتعد عن ذراعه انا تمام يلا نروح
كان يعلم أنها لا تزال غاضبة مما فعله معها فسار معها إلى السيارة وركب بجانبها في صمت.
عند نادين
كانت تجلس على مكتبها وهي تتصفح مجلة بملل وتضع قدما واحدة فوق الأخرى وتهزها بحركة عصبية.
أضاء هاتفها الموجود على المكتب أمامها بإستلام رسالة.
أخذته تنظر
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 107 صفحات