لم تكن يوما خطيئتى
الانظار حولها ولكن تلك الهاله لم تكن الا إطار يحوي لوحة فارغه
تعلقت أعين أدهم بنظرات شهاب...فلم تكن القادمه الا شيرين زوجة عمه السابقه
تعلقت نظرت شيرين نحو أدهم الذي رمقها ببغض وهو يغادر لتطرق عيناها حزنا.. فعائلة العزيزي لا تراها الا صفحة سوداء بحياتهم
شهاب
خرج اسمه من شفتيها بتوتر وهي تري نظراته الجامده نحوها
مش هفضل طول عمري بعيده ياشهاب
وتعلقت عيناها به بشوق
طول السنين اللي فاتت كنت بتابع كل حاجه عنك... شهاب انا لسا بحبك
بتحبيني
استنكر عبارتها يرمقها بكرهه وذكريات الماضي تمر امام عينيه
وانا منستش انك السبب في مۏت ابني
فتسقط دموعها تقبض فوق ذراعيه
قولتلك ماليش ذنب..ماليش ذنب صدقتي
ذنبك انك كنتي ام مهمله
اتمنى مشوفكيش تاني ياشيرين
أصابة كلماته قلبها فأطبقت جفنيها علي دمعة تنحدر من بينهما تتحسر علي ما اضاعته .
طالعها خالها وهو يدلف من الباب الشقه يحمل بعض أكياس الطعام
وادي ياستي الخضار والفاكهه... خالك اه ليه نفع مش زي ما انتوا فاكرين
تأملته بحب فلن ولم تنظر اليه يوما بتلك النظره التي وسمه بها الكثير حتى أصبح لا يهتم بشئ الا راحته
والتقطت منه الأكياس تضعها فوق الطاوله الصغيره التي كانت يوما تضم أفراد العائله بدفئ
خالي انا محكتش ل عمر عن طلاقي... وانت كمان متحكيش ليه
ليه يا قدر.. المفروض نعرفه يابنتي... انا هكلمه واحكيله
عمر عنده لسا مشاكل هناك... انت عارف لو عرف هيرجع وانا مش عايزه اشيله همي.. ارجوك ياخالي خلينا منقولهوش لفتره بس لحد ما أموره تستقر
وضعت وجبة طعام الإفطار فوق الطاوله أمام منير الذي شرع في تناول الطعام بنهم يتلذذ من مذاق الفلافل والباذنجان المخلل.. أنهى طعامه ببطن منتفخ يربت فوق معدته
الحمدلله
انتبه اخيرا علي ملامحها الشارده تمضغ طعامها بمراره
جلست شارده بعدما تصفحت الجريده التي أمامها وقد يأست من إيجاد وظيفه طرقات خالها المرحه فوق باب شقتها جعلتها تبتسم رغما عنها
التقط أنفاسه وهو يطالعها كيف وقفت تنظر اليه بأبتسامه واسعه يدب فيها الأمل
بجد ياخالي
طب دخليني الأول اخد نفسي واقولك...
واردف وهو يزيحها من أمامه
اعمليلي كوبايه عصير ليمون من ايديكي الحلوين قبل ما اقولك
شوف البت سرحت تاني... فين الليمون
اتسعت ابتسامتها بعدما نفضت تعاستها تنطلق نحو المطبخ هاتفه بحماس
أمتلئ قلبه سعادة وهو يري ابتسامتها تشرق وجهها من جديد
جلس فوق المقعد الخشبي متنهدا ينتظر كأس العصير الذي يعشقه من يديها
رفعت عيناها نحو اسم اللافته الموضوعه كوجهة لمكتب الإستشارات الهندسية الذي ستعمل به موظفة استقبال تستقبل العملاء... تجربه كانت جديده عليها مما جعلها تشعر برهبة الفشل... تقدمت نحو البناية تزفر أنفاسها تدعو داخلها ان يوفقها الله في حياتها الجديده
شهران مضوا على لقائها به.. اندمجت فيهم علي حياه سيدات الأعمال والمرأة العامله... من ندوة لأخرى ومن اجتماع لآخر هكذا أرادت ان تبدء حياتها الجديده التي كانت مؤهله لها فيما مضى ولكنها لم تكن ترى الا حياه اللهو والعبث
بدأت تتغير من أجله... لم تشعر بحبها له إلا عندما فقدته وانتهت رحلت حياتهم
وقفت امام مرآتها تعدل من هندام ملابسها العمليه تنظر بتعمق لملامحها
هتغير عشانك ياشهاب... هكون شيرين جديده
اندفع صائحا لا يرى أمامه فمنذ ان علم خبر زواج شقيقته الذي تم منذ ثلاثه أشهر وهو كالمغفل في أعين الجميع لا يصدق انهم خدعوه هكذا واستغلوا سفرته
انا تعملوا معايا كده ياشهاب... تستغفلوني
تعلقت نظرات الجالسين في غرفة الاجتماعات التي يترأسها شهاب ويجلس على يمينه أدهم... اشاره من شهاب جعلت الجميع يجمع أوراقه وينصرف
اقعد زي الرجاله نتكلم
صاح به شهاب بعدما نفذ صبره من صياحه ودفعاته لكل ماهو أمامه
انا تطلعوني عيل... وانت يابيه ازاي تسمح بكده.. مش ديه برضوه خطيبتك ولا عيشتك في أمريكا نستك النخوه والرجوله
لم يشعر أدهم بنفسه الا وهو يمسك تلابيب قميصه
النخوه والرجولة ديه اتعلمهم انت مش انا
بس كفايه اخرسوا انتوا الاتنين... اظاهر ان اخواتي معرفوش يربوكم
عرفت منين ان لبنى اتجوزت
التوت شفتي عاصم ساخرا وهو يتذكر كيف تلقى الخبر
من السواق بتاعك ... شوف الزمن اعرف ان اختي اتجوزت من واحد شغال عندنا
لبنى اتجوزت الإنسان اللي بيحبها
هتف بها أدهم يرمق عاصم بنظرات ساخطه.. فتعلقت عيني عاصم به شزرا
مش قولت قعدتك ف امريكا علمتك قله الرجوله
عاصم... الكلام معايا انا
احتدت ملامح عاصم وهو يشعر بأستصغارهم له ولم يدرك معنى حديثه الا عندما وقع على رؤسهم
ايه ياشهاب بيه ولا قولك ياعمي ياكبير العيله يلي الكل بيشهد بعقلك..هنعيد تاني تجربتك.. ما انت اتحديت الكل واتجوزت بنت الوزير وايه اللي حصل بعد كده
الصمت كبل افواههم.. فأرتسم الآلم فوق ملامح شهاب
صړخ به ادهم يدفعه بقوة نحو الجدار
تصدق انك وقح وعايز تتربى
انتبه
عاصم لفداحه ما نطق يقبض فوق كفوفه
أدهم خلاص... مش هنقعد نجرح في بعض
واقترب من عاصم الذي لم تخمد ثورته رغم صمته
اختك اتجوزت خلاص.. جوازها بقى امر واقع
تلاقت نظرات عاصم بنظرات شهاب الجامده وكأنه ينهي حديثهم.. تحرك مندفعا لخارج الغرفه يتوعد لذلك الطبيب
مسحت دموعها بعدما شعرت بأستصغار مديرها لامكانيتها في التعامل مع الحاسوب بعد أن طلب منها تقريرا عن العملاء وطباعته... لم يكن هذا مجال تخصصها حتى عقلها تشعر وكأنه لم يعد يستعب شيئا..اقتربت منها هناء زميلتها بالعمل
متزعليش ياقدر...استاذ فهمي عايز كل واحد فينا يبقي اتنين في واحد ويشتغل اي حاجه
انا عارفه اني مش مؤهله ياهناء... بس والله بتعلم بسرعه
طب تعالي اوريكي تعملي ايه ونخلص التقرير سوا
انتهت هناء من كتابة بيانات العملاء وطباعه التقرير تهتف بحماس
كده خلصنا... عشان نسكت بوز الأخص اللي جوه
زمجر بۏحشيه وهو يدفع ما أمامه
انا مشغل بهايم... ازاي متعرفوش سافر فين
اطرق رجله رأسه يستمع لتوبيخه
عملتها ياشهاب .. انا عارف محدش هيعمل كده غيرك
هو الدكتور ده مالهوش اهل
رفع الرجل رأسه متمتما پخوف
ليه اخت كانت متجوزه وأطلقت من جوزها ودلوقتي عايشه لوحدها وخاله راجل بتاع مزاج...
تجمدت نظرات عاصم وابتسامه شړ شقت ملامحه.. اشاره واحده منه جعلت رجله يفهم ان وجوده انتهى
زفر أنفاسه وهو يشعل سيجارته
اختك قصاد اختي يادكتور
صعدت الدرجات بأرهاق ظاهر فوق ملامحها ورغم ذلك كانت السعاده متوهجه في عينيها اليوم بدأت اول حصه لها في دورة الحاسوب وحينا تنتهي من تلك الدوره ستتقدم لدورة اللغه الانجليزيه.. خطط كثيره اردات فعلها ومع حماسها كان الأمل يغمرها
وقفت أمام باب شقة خالها تطرق الباب تنظر إلى الأكياس التي تحملها ورائحة الطعام تفوح منها..
دقائق مرت ولم تسمع صوت خالها لتقطب حاجبيها متعجبه.. فخالها دائما موجود بالشقه بتلك الساعه
كادت ان تتحرك تصعد نحو شقتها الا ان الباب انفتح فتوقفت تنظر للمرأة الواقفه أمامها تلوك العلكه
مين انتي ياحببتي
ارتفع حاجبي قدر تنظر لنظراتها التي تفحصها
أنتي اللي مين
نعم ياحلوه يعني احنا صحاب البيت وتسأليني انا مين... عجب
ارتدت قدر للخلف بملامح مصدومه بعدما أغلق الباب بوجهها تنظر حولها لتعيد طرق الباب ثانيه فتفتح المرأة الباب صاړخه
في ايه ماقولنا الشقه غلط
فين خالي منير
هو انتي قدر..
جذبتها لاحضانها تقبلها
ياختي قولي كده من بدري
ابتعدت عنها قدر