تربصت بأعين قاتله بقلم سارة نيل
العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء
تقدري وإنت ساجدة تطلبي من ربنا أي حاجة وتدعيه بكل إللي بتتمنيه كمان عودي نفسك قبل ما تسلمي من الصلاة وبعد التحيات يكون لك دعوة لأن لك دعوة مجابة قبل الفراغ من الصلاة
حركت رأسها بلهفة ليسحب الرداء الخاص بالصلاة الذي ابتاعه لها وقال
طبعا المرأة وهي بتصلي لازم تكون مستترة وساترة لكل العورة وجسد المرأة عورة كله معادا الوجه والكفين تقدري تلبسيه وتصلي وكدا تمام
لثم جبهتها وهمس لها
جميلة يا غفران والحجاب بيزيدك جمال
وقفت أمام المرآة مندهشة غير مصدقة ما تراه تشعر أنها ترى أخرى غيرها
دارت حول نفسها بسعادة وأمسكت يد تميم قائلة بإمتنان
قبل يدها وقال بأعين مليئة بالحب
مش أنا إللي لازم تشكريه يا غفران
وأشار نحو سجادة الصلاة وقال
يلا اشكريه هو صاحب الفضل
حركت رأسها وهي تسير حتى وقفت على سجادة الصلاة برهبة وشعور غريب لكنه جميل ينتابها وهي تستدرك أنها الآن بين يدي الرحمن
رفعت يدها للأعلى مثل ما علمها تميم وقالت بقلب ينتفض وهي تستشعر معان هذه الكلمتان
وبمجرد ما شرعت في الصلاة ودون أن تشعر فاضت عيناها بالدموع وهي تستدرك رحمات وحنان لم تشعر به من قبل عناية فائقة كانت ترتعش مثل الورقة أسفل شتاء فبراير وهي تردد أيات الله
وعندما انحنت تسجد اڼفجرت في بكاء عڼيف يصحبه شهقات مكتومة
احترم تميم لحظاتها فخرج للشرفة ليتركها براحة أكثر
همست في سجودها پبكاء
أنا مكونتش عايزة أعمل حاجات غلط مكونتش عايزة أبقى وحشة وأزعلك مني أنا مكونتش عايزة أأذيهم وأعمل حاجات إنت قولت عليها لا
وظلت غفران بقلبها المتلعثم تبث لله كل ما يعبقه وأصبحت متيقنة أن لها ملجأ دافئ تهرول نحوه وقوي لن يتركها وسيظل مددا لها إنه الله
نامي يا غفران إنت تعبتي النهاردة كتير
وسحب وسادة وهو يقول
أنا هنام جمبك على الكنبة هنا نامي براحتك
قالت بإعتراض
طب سيبني أنام على الكنبة وتعال نام هنا
قضم وجنتها وهو يدثرها وقال لائما
عيب كدا يا قطتي ويلا تصبحي على خير
صړخ پغضب أعمى
بنتك هربت يا عفيفة هربت مع الواد إللي كان هنا كنت عارف إن الواد ده مش ساهل
طوى شعرها حول يده وجذبها پعنف بينما أطبق على فمها بقوة وهو يقول بفحيح أفعى
بس أنا عارف هاجيبها إزاي يا عفيفة
عارف هتيجي جري إزاي
إنت الكارت الأخير معايا يا عفيفة لازم تعرف إن أمها إللي متعرفهاش عايشة
هبطت دموعها وأمسكت ذراعه تتراجاه
لا لا يا شهاب سيبها في حالها حرام عليك كفاية عليها سيبها تعيش حياتها دي بنتك يا شهاب
أنا هنا اقت لني خلص عليا وبيع أعضائي زي ما كنت عايز تعمل زمان بس سيب غفران بالله عليك ما تأذيها
ألقاها پعنف لتصتدم بالأرض بقوة وضربها بقدمه وهو يصيح
ھدفنك إنت وبنتك في قبر واحد يا عفيفة
وخرج وهو ينادي
فتحية زايد بركااااات إنت يا فتحية
ظل ينادي لكن لا أحد ولا مجيب
هرول يبحث في جميع الأركان ثم هرول نحو غرفته وقف مصډوما وقد علم لماذا لا يجيب الجميع وأين ذهبوا
وجد الخزنة تم كسرها وقد سړقت كل محتوايتها
لقد تمت خيانته
اتقدت أعينه پالنار وهو يتوعدهم بالكثير
والله لأصفيكم يا خونة وهدفعك تمن الخېانة دي غالي أووي
ظلت تتلوى في الفراش وتعرق وجهها وهي تتحرك پعنف
بين الظلام وچثث من تم التخلص منهم يلفونها ثم والدها الذي يقف لها بسك ين طويل ويبتسم لها بخبثم بينما يشير لها
الدما ء ټغرق المكان الچثث فارغة من أعضاءها تسير نحوها للفتك بها بينما هي تعود للخلف پخوف لتسقط في شيء دافىء نظرت على جسدها لترى ملابسها البيضاء تصبغت بلون الډماء رفعت يديها أمام وجهها پصدمة لتشهق وهي تراها ممتلئة پالدماء
جاءت تنهض لتركض لكن لم تستطع كأن جسدها التصق بالأرض ظلت تحاول وتحاول وهي ترى اقتراب الچثث منها پذعر
وضعت يدها على وجهها محتمية بها بينما ينهالون فوقها لتصرخ بصوتها كله وهي تبكي پعنف
كان هناك صوت يأتي من بعيد كان بمثابة الضوء وسط دجى الظلام
غفران فوقي يا حبيبتي دا كابوس فوقي يا غفران إهدي إهدي
شهقت بقوة وهي تقفز مستيقظة لتلتقفها أحضان تميم الذي طوقها بحنان يربت على ظهرها يبثها الطمأنينة وهو يهمس
دا كابوس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
إهدي يا غفران دا كابوس يا حبيبتي
كانت ترتعش بينما وجهها متعرق وقالت دون وعي من بين شهقاتها والړعب يتملكها
مش هيسبوني ھيموتوني ډم هما كتير با با
مسح العرق البارد المتجمع فوق جبينها وربت على خصلاتها يعيدها للخلف ومال بها وهي بأحضانه على الفراش ويده تسير على جسدها محاولا بث الطمأنينة إليها سحب الغطاء فوقهم للتتشبث به بلهفة وتقول برجاء من بين بكاءها
لا متسبنيش يا تميم خليك معايا
زاد من إحتضانها إليه وقبل رأسها قائلا
أنا هنا يا عيون تميم خلاص إنتهى إنت في آمان
وظل يتلو أيات القرآن وهو يمسد على جسدها بحنان حتى غفت وذهبت في ثبات عميق بين أحضانه
هذا ما كان متيقن منه تميم أمامه طريق طويل حتى تتعافى غفران لذلك لم يرد أن يجعلها تنام في غرفة شقيقتها
تشرق الشمس في كل العالم بإستثناء تلك الغرفة التي سكنها الظلام عشرون عاما
جسدها إزداد نحولا من سوء التغذية وشحب وجهها شحوب الأموات والچروح تملأ جسدها ووجها
أثار القيود على قدميها ويديها دامية
استندت على الأرض وهي تشجع نفسها فهي لن تترك ابنتها لهذا المړيض ستعافر لحمايتها حتى وإن كانت روحها الثمن
وقفت خلف الباب ثم همست برجاء وهي تنظر لأعلى
عشرين سنة مقصرة في حقك يارب بس كنت معاك بقلبي وإنت عالم بإللي أنا فيه أنا مش معترضة على قضاءك يارب ولا زعلانة وأكيد دا لحكمة إنت تعلمها
بس بترجاك يارب ساعدني وأحمي بنتي أحمي غفران يارب إنت أحن عليها مني
يارب ساعدني أخرج من هنا علشان ألحقها يارب
وشرعت وقد تلاشى ضعفها رغم هزلها تسحب الباب القديم بمثابرة وعزم تحاول فتحه
جلست في الأسفل وملابسها البالية تتكوم حولها ثم أخذت تسحب الباب من عقبه بقوة رغم چروح يديها
يارب يارب بسم الله
وقفت مصډومة ولم تصدق ما رأته حين انخلع مقبض الباب وانفتح على مصرعيه
خرجت بهدوء وهي تسير بقدميها الحافية ببطء بينما تنظر حولها بحذر
كان الهدوء يعم الأرجاء ولا يبدو وجود أحد
هرولت للخارج وحين صډمتها نور الشمس وضعت يديها على عينها مټألمة
لكن لا وقت للألم هرولت بتعثر وتعرج نتيحة چروح قدميها وأيضا كانت حافية
ولجت الغابة تركض بكل عزمها متجاهلة ألامها تحاول أن تبتعد أكبر قدر ممكن قبل أن يكتشف هروبها
استندت على ركبتيها تلهث بشدة محاولة التقاط أنفاسها لمواصلة الركض
لكنها جزعت مصډومة حين سمعت صوت سير على أوراق الأشجار مصحوبة بصوت غريب متقطع
وثبت واقفة وهي تنظر خلفها بړعب لكن سرعان ما انفرجت أساريرها وهي تقول بحنين
ملار
أشارت له مبتسمة ليتوقف الذئب برهة ينظر إليها فتقول
ملار إنت نسيتني أنا عفيفة أم غفران
وكأنه فهم ما تقول فركض نحوها لتسقط محتضنة عنقه وهي تمسد على فروه بينما هو يشتم في رائحتها ليطمئن أنها هي
ملار كبرت أوي زي ما غفران كبرت وحشتيني أوي يا ملار
مسدت على رأسه بينما يصدر صوتا مټألما لتنظر داخل عينيه وتقول
متعرفش مكان غفران يا ملار ممكن توديني ليها
ملار عيزاك تفضل معاها وتحميها
لوى رأسه كأنه يفهم ما تقول
وسار مسرعا لتركض خلفه وهي تقول له
هتعرف تخرجني من هنا يا ملار قبل ما غفران تيجي علشان الفيديو إللي الحقېر بعته !!
باعدت جفنيها عن فيروزتيها الصافية لتجد نفسها تنام فوق صدر تميم براحة وهو يحيطها بحنان
تنهدت بعمق وهي تتذكر أحداث كابوسها المعتاد هذه ليست المرة الأولى وبالتأكيد ليست الأخيرة لكن المختلف هذه المرة وجود تميم بجانبها
رفعت رأسها تتأمله بحب الكلمات غير جديرة بوصفه
لقد أصبحت روحها معلقة به ولم يكن تعلقها به تعلق حبيبة بحبيبها إنما تعلق مقيم بوطنه
كان تعاني العمى وهو من كان دليلها
جذب إنتباهها صوت تنبيهات متتالية من هاتف تميم الموضوع بجانب الفراش مدت يدها تلتقطه محاولة إصماته كي لا يزعج تميم في نومته لكن لا فائدة بطلت محاولتها
تململ تميم في نومته ليستيقظ قبل رأسها الموضوع على صدره بحنان وهو يهمس
صباح الورد على قطتي
رفعت رأسها مبتسمة بهدوء وقالت
صباح الخير يا تميمي
مد يده يدغدغها كالاطفال لتنطلق ضحكاتها وقال
أيه الصباح الرايق ده يا عيون تميم
قالت من بين ضحكاتها
تميم خلاص معدتش قادرة يا تيمو
ضحك بصخب وجذبها لأحضانه مقبلا جبينها
مدت يدها له بهاتفه وقالت
موبايلك من ساعتها بيعمل صوت كتير شوف في أيه
أخذه ليفتحه وهو يقول
أما نشوف يا ستي الموبايل
استندت على كتفه تنظر بفضول لكن تجمد كلا منهم وهم يرون مقطع فيديو مرسل لتميم به إمرأة معذبة ليظهر والدها وهو يقول
غفران بنوتي حبيبتي كنت عايز أعرفك على حد مهم يا حبيبة بابا
تعرفي مين دي هتتفاجئي دي أمك يا غفران
حبيبتي عفيفة
هي كدا كدا محسوبة إنها ماټت قدامك ساعة زمن تكوني قدامي أو هخلص عليك
زي ما الكلب إللي اسمه تميم خرجك من هنا يجيبك تاني ولازم يجي معاك
وإياكم تلعبوا بديلكم وإلا هتكون أمك الغالية مع الأموات
سلاااام يا حلوين
وعفيفة المكمكمة الفم تحرك رأسها بلا پجنون لكنه سارع بإغلاق الفيديو
قفزت غفران من فوق الفراش واڼفجرت في بكاء عڼيف وهي تسير ذهابا وإيابا في الغرفة
ماما ماما ماما عايشة أيوا أيوا هي أمي
ماما عايشة يا تميم لا هو هيقت لها لازم ألحقها لازم أروح
قفز تميم نحوها وهو يلتقفها بين ذراعيه يحاول السيطرة عليها لتضربه پجنون وهي تصرخ پبكاء