تربصت بأعين قاتله بقلم سارة نيل
الباب انكمشت على نفسها لتنفرج أساريرها حين وجدته تميم وقفت وركضت نحو وهي تهمس بلهفة
تميم
تأملها بإفتنان وعشق أمسك يدها بلطف ثم أخذ يقبلهم بحب وحنان هامسا
عيون تميم وروحه يا حبيبتي
تخضب وجهها بخجل فوضع اصبعه أسفل ذقنها وجذبها نحو أحضانه وثم همس عاشقا
إنت جميلة أووي يا غفران قلبك جميل أوي يا حبيبتي وروحك أجمل إنت نعمة ربنا عليا وعوضي الجميل بحبك يا غفران بحبك خليك معايا وخليك بخير علشان أنا
لم تصدق أنا غفران صاحبة اليد الملوثة پالدماء من يقال لها هذه الكلمات كل هذا الحب لها!
كل هذا الحنان والدفء لها!
ماذا فعلت بحياتها خيرا لتجازى عليه هكذا!!
رفعت عينيها المليئة بالدموع تنظر إليه وقالت له
وأنا بحبك يا تميم روحي فداك يا تميم
إنت منقذي والجندي إللي ربنا بعته ليا إنت الإيد إللي اتمدتلي في وسط الضلمة وأنا مستحيل أسيبها بس إنت مش تسبني
إنت إللي أعرفه من وسط كل العالم ده يا تميم
إنت عالمي
طبع قبلة على رأسها ثم أخرى على وجنتها وأخرى على وجنتها الأخرى وأخرى على أنفها
ووضع جبينه على جبينها متنهد وقال
أبدا يا غفران أبدا يا أميرة قلبي مفيش حد بيسيب روحه ويلا تعالي عندنا كلام كتير نقوله كمان تعالي علشان تدوقي أكل البت توتا والبسبوسة بتاعتها
بصراحة أنا حبيتها أوي لطيفة جدا وقلبها طيب شبه قلبك
ضحك بشعف ثم قرص وجنتها بمرح قائلا
اممم دا إعتراف منك يعني إن قلبي طيب بس أنا ساعات بكون شرير واصبري الأيام قدامنا وهتعرفي تميم بيكون إمتى شرير
ثم أمسك يدها برفق وخرجا من الغرفة بينما هي متمسكة به بقوة فهو سبيلها لكل شيء في هذه الحياة الجديدة ظلت منكسة الرأس تشعر بالتذبذب والخجل
كانت سوسن تتأمل غفران بعيون حانية تكابد عدم البكاء كي لا تتسب في هلعها
وقفت بجانب تميم بالكاد تختفي خلفه ابتسمت سوسن بهدوء وهتفت برفق
رفعت عينيها الصافيتان لتميم فحرك رأسه بإيجاب يشجعها في التحرك وبالفعل سارت بإتجاه سوسن التي تناظرها بلهفة ووقفت أمامها لتتأملها بعدم تصديق وهي لا تصدق هذا الشبه المماثل تكاد ترى أمامها رفيقتها عفيفة
رفعت كفيها تكوب وجهها بحنان وهمست بحنو
إنت جميلة أوي يا غفران شبهها لو تعرفي دورت عليك قد أيه يا حبيبتي
ثم جذبتها برفق ټحتضنها بحنان أم لم تتذوقه غفران يوما ما حرمت من عناق الأم ليس فقط الأم بل وكل عناق يعبر عن أي تحنان
في الحقيقية لم تستطع غفران مقاومة هذا الدفء وبادلتها عناقها منغمسة به باستمتاع تجرب هذا الشعور لمرتها الأولى وفاضت عينيها بعبرات الحرمان
تأثرت تالين بهذا المشهد بينما قبض تميم على يديه بشدة وهو يدرك حجم الحرمان الذي عانته غفران لقد حرمت كل شيء حتى حركت حقها في الحرية والعيش !!
لكنه أقسم بأشد الأيمان الواجبة البر أن يعوضها كل ما فاتها
تنحنحت تالين وهي تقول بمرحها المعتاد محاولة إخراجهم من هذه الحالة
أيه يا جماعة الخير مش هناكل ولا أيه الأكل برد وأنا جعاااااانة يا ناااس
ضحكوا جميعا والتفوا حول المائدة لتلزم غفران جانب تميم فيبتسم لها بحب وتبتسم والدته بسعادة
قالت تالين بحماس
يلا يا غفران دوقي كدا اللحمة دي أنا عملاها بطريقة مختلفة جدا تختلف عن أي حاجة دوقتيها صدقيني
نظرت غفران لقطعة اللحم بنفور شديد وذكريات أليمة تداهم عقلها فهي نظرا لما كانت تراه من ټمزيق الچثث لم تتذوق اللحم بحياتها يوما ما لديها رهاب منه وتشمئز منه نفسها
تطلعت بها غفران بحرج ولا تعلم كيف ترفض أو كيف تفسر لهم!!
أدرك تميم الموقف ليقول بهدوء لشقيقته دون أن يتطرق لأي شيء
غفران معدتها تعبانة شوية يا توتا والدكتور مانعها من أكل اللحوم لمدة معينة
شعرت تالين بالخيبة وتنهدت غفران براحة لتقول لتالين بتقدير
أنا متأكدة إنها جميلة زيك يا تالين
ولما أخف لازم توعديني إنك هتعمليهالي علشان أدوقها
وبعدين النهاردة عندي أكلات كتير أدوقها وفي بسبوسة ولا أيه
حركت تالين رأسها بإيجاب وهي تقول برضا
طبعا طبعا أكيد
وفي جو أسري هادئ دافئ لم تحظى به غفران يوما ما أخذت تتناول طعامها بشهية
حل الظلام وظلوا يتسامرون بشتى الطرق المرحة مخرجين غفران من كبوتها
قالت سوسن بفرحة
إن شاء الله نعملك أحسن حفلة زفاف يا غفران والدنيا كلها تعرف إنك خلاص بقيت زوجة تميم حسين نعمان
ابتسم تميم وقال بتأكيد
إن شاء الله يا أمي
تأخر الوقت وداهم النوم أعين غفران إرهاقا
قالت سوسن بابتسامة بشوش
يلا علشان نسيب غفران ترتاح
غفران هتنام مع تالين لغاية ما يبقى في إشهار وإنت تنام في أوضتك يا تميم
وعندما سمعت غفران هذا وقبل أن يجيبها تميم تمسكت به بلهفة وخوف تحت تعجب تالين ربت تميم على يدها وهو ينظر لعينيها المذعورة بطمأنينة وهمس لها
مټخافيش أنا معاك يا غفران مش هسيبك
تشبثت به أكثر وهي تقول برجاء وأعين دامعة
تميم مش تسبني مش إنت وعدتني
قبل رأسها برفق وقال بحنان
حبيبتي إهدي أنا معاك يا نور عيني
نظر لوالدته وقال لها وهو ينظر نظرة ذات مغزى
مفيش داعي يا أمي غفران هتنام معايا في أوضتنا
تفهمت والدته على الفور مقصده وحركت رأسها بإيجاب قائلة وهي تتوقف
خلاص مفيش مشكلة يا تميم يلا تصبحي على خير يا غفران
وأشارت لتالين قائلة
يلا يا تالين متتأخريش في السهرة
وثبت تالين وهي تتمطأ وقالت
أيوا أنا تعبت النهاردة يلا تصبحي على خير يا غفران تصبح على خير يا تميم
اكتفت غفران بتحريك رأسها مبتسمة بينما هتف تميم بحنان
وإنت بخير يا توتا
الټفت لغفران وابتسم لها بحب وهو ينتصب وهتف بصوت دافئ
يلا إحنا ننام يا غفران
أردفت بصوت مهتز وهي تلتفت حولها فتلك الليلة الأولى لها في هذا المكان الغريب لكن كل البقاع بتميم تصبح أوطان
يلا أنا عايزة أنام
دلف لغرفته وهو يصطحبها لتقف في منتصف الغرفة تتأملها غرفة شبابية بالون الأبيض وأثاثها بالون العسلي
فركت يدها بتوتر لاحظه تميم فاقترب منها وهمس وهو يرفع خصلة شاردة عن عينيها
غفران حبيبتي عايزك تطمني هنا المكان آمن ومحدش يقدر يإذيك عايزك تاخدي راحتك لإن بيتي هو بيتك يا قطتي اتفقنا
حركت رأسها فقرص وجنتها وقال بمرح
لا أنا عايز أسمع صوتك الجميل يا قطة
ابتسمت وقالت
مش خاېفة أبدا وأنا معاك يا تميم متحمسة لحياتي معاك
قبل رأسها وتركها ليبدل ملابسه بينما جلست على الفراش تتأمل الغرفة وهناك قلق خفي تشعر به لا تعلم سببه
بسط تميم سجادة الصلاة وأخذ يصلي ركعتين قبل خلوده للنوم لتظل تتأمله بشوق وفضول داخلها أن تتعلم ما يعلمه
انتهى من صلاته ليجدها تنظر له بشدة وتقول بلهفة
تميم أنا عايزة أصلي زيك علمني ممكن
انتصب واقفا وسار نحوها لتطرق برأسها خجلا فمن بمثل عمرها يعلم كل هذه الأشياء وهي إلى الآن تجهل كل شيء عن دينها
جلس بجانبها وأمسك يدها بحنان وقال
دا شيء أكيد يا غفران هعلمك كل حاجة
بصي يا أميرتي قبل الصلاة وشرط علشان تكون صلاتك صحيحة لازم الوضوء والطهارة فهماني
يلا تعالي معايا علشان نتوضى
قفزت بحماس وهي تسحب يده وتقول
يلا يلا بينا يا تميم علمني
ابتسم على حماسها وسار حتى وقف أمام حوض غسيل الوجه أوقفها أمامه ووقف خلفها وهو يفتح الصنبور ثم أمسك يدها يضعها تحت الماء وهو يقول بخفة كل لا تخجل من جهلها
أول حاجة نغسل الإيدين الحلوين دول كدا ونخلل الصوابع الجميلة دي
وبعدين المضمضة كدا وبعدين نستنشق ونغسل الوجه الجميل ده
وفعل كل شيء أمامها لتفعل مثله ثم أكمل يقول
وبعدين نغسل الدراع لغاية الكوع ونمسح الشعر الجميل ده كمان الودن إللي عايزة الأكل دي
كانت تضحك بسعادة من مرحه وهي تشعر براحة عجيبة بينما قبل تميم رأسها وهو يكمل
وأخيرا نغسل الرجلين الصغيورة دي وكدا نبقى اتوضينا أيه رأيك سهل ولا صعب وحفظتي الترتيب
رددت بأعين مليئة بالحماس
لا سهل جدا وحفظت كمان أغسل إيدي وبعدين المضمضة وبعدين الإستنشاق وبعدين أغسل وشي وأمسح شعري وودني وأغسل إيدي للكوع ورجليا
شوفت أنا شطورة إزاي وهسمع الكلام
حملها يدور بها وقال
بارك الله فيك يا قطتي متأكد إنك هتبقي طالبة شطورة جدا ولك عندي هدية هتعجبك أوي
قفزت بمرح وهي تشعر بالسعادة هذه للمرة الأولى تشعر أنها تحلق في السماء هتفت بفضول وهي تتعلق بذراعه
قولي أيه وريني
ضحك على فضولها ثم قال وهو يبسط سجادة الصلاة
الأول نصلي وهديهالك
علشان نصلي لازم تحفظي الفاتحة وفي البداية سورة من قصار الصور
مستعدة تحفظي أول أيات القرآن
رفرفت بأهدابها وصاحت بحماس
جدا جدا يلا يلا بسرعة
بدأ تميم يردد آيات الفاتحة وغفران تردد خلفه بتركيز ثم تبعها بترديد سورة الإخلاص والمعوذتين لتدهشه غفران بسرعة حفظها وقبل أن يعيد للمرة الثالثة أخذت تتلوها هي عليه
يبدو أنه يوجد طفلة تمتلك من النباهة والذكاء ما سيجعلها مميزة
طبع تميم قبلة على رأسها وقال بتحفيز
ربنا يبارك فيك يا غفران ما شاء الله تبارك الرحمن متأكد إن ربنا هيمدك بعون كبير
الأول إحنا عندنا خمس فروض في اليوم والليلة اليوم بيبدأ بصلاة الفجر وبتكون ركعتين وبعدين الظهر وبيكون أربع ركعات والعصر أربعة بردوه وبعدين المغرب تلاته والعشا أربعة
دي الفروض طبعا كل فرض بيبقى ليه سنة والسنة دي الرسول صلاها وإحنا بنصليها تقربا منه وإقتداء به
وواحدة وواحدة هقولك عليها
قالت بتصميم وهي تسحب يده
لا لا قولي عليهم يلا عايزة أعرفهم من الأول كدا
ابتسم لها وأخبرها
الفجر ليه ركعتين سنة قبله الظهر ليه أربعة قبله واتنين بعد الفرض والعصر مش ليه سنة مؤكدة المغرب ليه اتنين بعده والعشا ليها اتنين بعدها
وبكدا يبقوا ١٢ ركعة والرسول بيقول إللي بيصلي ١٢ ركعة في اليوم والليلة ربنا بيبني ليه بيت في الجنة
وخطوة بخطوة هتبدأي تلتزمي بيهم إن شاء الله وأنا معاك هعلمك كل حاجة
كانت تستمع له بإنصات وفضول شديدان وقالت
طب يلا علمني أصلي إزاي
بدأ يصلي أمامها بصوت مرتفع ويتأني لتحفظ كل شيء ويعلو صوته بدعاء السجود والركوع والتحيات التي أخذ يكررها لها إلى أن حفظتها
نظر لها وقال
كدا عرفتيها ولا أكرر
لا لا فهمت جدا وأعرف أصلي لواحدي خلاص
ابتسم لها وأخبرها بهدوء
تعرفي وإنت بتصلي بتكوني في أي وضعية أقرب إلى الله
تسائلت بإهتمام
إمتى
وإنت ساجدة علشان كدا الرسول بيقولنا أقرب ما يكون