الجمعة 08 نوفمبر 2024

تربصت بأعين قاتله بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

بعقلها وصور متداخله لجميع الشباب الذين كانوا ضحاېا لهذا المكان 
لقد قتل والدتها التي لم تراها حرمها من أن تحيا بكنفها ودفئها هي من ومن هي !
هي لا تعلم أي شيء 
دار العالم من حولها تشعر أن فوق رأسها جبل 
هرولت للخارج تركض بإضطراب تتعثر فتسقط ثم تنهض وتتعثر وهكذا 
كان ملار يركض خلفها حتى وصلت بأقدام دامية حيث تل بآخر الغابة 
سقطت أسفل شجرة وافرة الظلال تنتحب وهي تضع يديها فوق أذنها وتصرخ بشدة بينما جسدها ينتفض 
حياة خادعة أن تحيا مسيطر عليك مجرد ألة لتنفيذ مخططات قڈرة 
لا شيء هي لا شيء 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لا تاريخ ولا ذكريات ولا نسب ولا شخصية ولا هوية 
لا لا هي قاټلة !!! 
قاټلة!!!
أهي من قټلت كل هؤلاء الأشخاص !
نعم نعم 
كيف فعلت هذا هي لا تدري لا تشعر بشيء!!
شيء واحد فقط يتلبسها الضياع 
عندما رأها ملار بتلك الحالة كان يتمسح بها بفروه الكثيف ويصدر عنه زمجرات منخفضة في محاولة منه لمؤاساتها !!
لفت ذراعها حول عنقه تحتضنه بجسد رخو يرتجف كورقة شجر ذابلة مسكينة أسفل قطرات الودق القاسېة تنخر بها بلا رحمة 
هتفت پضياع بلهجة متقطعة بالشهقات
ملار أنا وحشه يا ملار أنا معرفش أنا مين!!
ماما يا ملار أنا ليا أم 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أنا ليه لواحدي كدا هو أنا عايشه ولا مېته يا ملار 
كلهم مش بيحبوني 
أنا عملت حاجات كتيرة وحشة يا ملار 
تعرف أنا قټلت كام واحد 
أنا قاټلة يا ملار !
بس مش عارفة أنا قټلتهم إزاي 
ثم صمتت تنظر للفراغ بفزع وهي تحتضن نفسها وفجأة قامت قائلة وهي تنظر لملار الذي يهمهم بانخفاض
أنا كمان لازم أمۏت كمان يا ملار زي ما قټلت الناس دي كلها أنا أصلا مليش حد في الدنيا دي غيرك إنت وبو محدش هيزعل عليا ولا هيفتكر غفران 
وسارت نحو قمة التل فأخذ ملار وكأنه يفهم ما تنوي يجذبها من ملابسها المتطايرة بواسطة فكيه محاولا إرجاعها 
لكن كانت تواصل سيرها بأعين غائبة وهي تهمس
لازم دا يحصل يا ملار أنا وحشه إنت ذئب بس عمرك ما قټلت حد لكن أنا ملوثة يا ملار 
وقفت على حافة التل نظرت لأسفل حيث الخړاب الذي سيبتلعها أغمضت أعينها تتنفس بعمق وهي تستحضر صورة تميم الذي رفضها وآثار البعد عنها 
إنها أحبته كما يقولون الأعراض التي تعانيها هي أعراض الحب 
سنواتها التي عاشتها والتي لا تعلم عددها لم تتذوق السعادة أو الفرح الذي يتحدث عنه الفلاسفة 
تنهدت بعمق وحزن وجاءت تمد قدمها نحو الهاوية تحت زمجرات ملار اللحوح 
لكن 
دوى هتاف قوي عال
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
غفران 
هذا الصوت تعلمه عن ظهر قلب 
أنه هو 
تميم 
عادت خطوتين للخلف والتفتت لتراه على مقربة منها منحني يرتكز على ركبتيه يلهث بشدة ويتنفس مسرعا 
ابتسمت بأعين مليئة بالدموع ومازالت على حالتها 
اعتدل تميم واقترب منها ثم هتف بلين معاتبا
كدا بردوه يا غفران عايزة ټموتي كافرة 
كان جسدها مازال يرتجف فهمست بصوت منكسر
وهو أنا مسلمة من الأساس !
ابتسم تميم ثم قال بتأكيد
طبعا يا غفران مسلمة بالفطرة 
اشاحت بنظراتها بعيدا ثم أكملت بخزي
إنت متعرفش حاجة أنا أستحق كدا أنا إنسانة مش كويسة إنت متعرفش أنا عملت أيه 
دا إللي يستحقه أمثالي 
اقترب منها أكثر بقلب مرتجف حتى وقف أمامها ثم أردف بيسمة عذبة
مهما الإنسان عمل مش ليه الحق أبدا يعمل في نفسه كدا !
كان يتابعها بدقة ويتأمل كل شبر فيها لحاجة في نفسه 
أعينها الزائغة التائهة جسدها المرتجف پجنون وملامح وجهها الذي يتغير ويتربد بشتى التعابير بين الحين والآخر 
قال بحسم
إحنا مكملناش كلامنا يا غفران هربتي قبل ما أكمل كلامي 
تعجبت مما يقول فواصل تميم حديثه يتسائل بتركيز
قوليلي يا غفران إنت عمرك ما خرجتي براا المكان ده ولا عمرك قابلتي حد واتكلمني معاه 
زاد عجبها لكن أجابته بهدوء والحزن يسيطر على نبرتها
لا أنا طول عمري إللي معرفش عدده وحيده معرفش ألا الغابة والشجر وملار وبو هما أصحابي 
حتى لما كنت بروح القرية الصغيرة إللي على أطراف الغابة لا كان حد بيكلمني ولا كنت بكلم حد 
شعر بۏجع يتربص بقلبه لكن صمد ليكمل ما بدأ
طب ملكيش أي بطاقة أو هوية ولا حتى شهادة ميلاد 
رفعت كتفيها بلامبالاة وأجابت بمرار
أكيد لأ مش دي أوراق بتثبت أنا مين 
أكيد مش موجودة لأن أنا ولا حاجة 
تجاوز حديثها الملطخ بالألم والحسړة ثم قال بغموض
إحنا لازم نمشي من هنا يا غفران جه الوقت إللي تخرجي براا الغابة دي لازم تخرجي للعالم 
ابتسمت بسخرية وقالت
دي أحلام مستحيلة الحدوث أحسنلك أمشي من هنا من غير ما تبص وراك اسمع كلامي وامشي يا تميم 
هتف بإصرار
مش همشي ألا بيك يا غفران 
مش هيحصل مش هيسبوك 
هيحصل 
إزاي !
هنتجوز يا غفران 
يتبع 
تربصت بي أعين قاټلة 
سارة نيل 
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الثامن ٨
توسعت أعينها پصدمة مما سمعت ولا تنكر السعادة التي تملكتها وهناك إشراقة أمل تسطع بروحها المنهكة 
تسائلت بصوت خرج متلعثم
إنت قصدك أيه مش فاهمة ! إزاي !!
ابتسم تميم بهدوء ثم قال يوضح لها
هقولك كل حاجة بعدين يا غفران بس لازم ننجز مفيش وقت مش هعرف أخرجك من هنا ولا أخدك معايا ألا وإنت مراتي وليا الحق فيك 
تواثبت دقات قلبها تشعر أن تكاد أن تحلق هل هو يحبها لذلك سيتزوجها كما تعلم 
هتفت ببراءة تذيب القلوب
يعني إنت كدا بتحب غفران صح 
هدر قلبه پعنف من مجرد نطقها لتلك الجملة حدجها بنظرة غامضة ثم تنهد مطولا وقال
بعد ما نتجوز هقولك وهتعرفي كل حاجة 
ودلوقتي لازم نمشي يلا بينا 
غمغمت بتسائل وهي تسير خلفه
طب هنروح فين!! وإزاي هنتجوز 
اتسعت إبتسامته ثم أردف
هنكتب الكتاب في قرية ورا الغابة أكيد فيها مأذون أو شيخ يقدر يكتب الكتاب وبعد كدا نبقى نوثقه بما إن مفيش أي إثبات شخصية لك 
ثم أشار لسيارته وقال
يلا اركبي لازم نرجع قبل ما حد يلاحظ غيابنا 
فتح لها باب السيارة برفق لتركب بتعجب بعدما أدخلت ملار معها وهي تقول
مش هينفع أسيب ملار يرجع الفندق لواحدة مأمنش عليه 
حرك رأسه بهدوء وهو يستدير للجهة الأخرى ثم انطلق نحو تلك القرية التي مر عليها خلال رحلته لهنا 
أخفضت رأسها وهي تفكر في الأحداث المنصرمة ليرتعش بدنها هل تستطيع الخروج من هذه البؤرة!!
هل لأمثالها أن يحيا بسعادة بعد ما فعلته 
بالتأكيد لن يتركها والدها كما قتل والدتها سيقتلها 
لاحظ تميم شرودها فتنهد بحزن يقدر ما تمر به لقد دمروها إنهم شياطين انتزعت الرحمة من قلوبهم 
همس بحنان
كل حاجة هتبقى تمام وهنبدأ من جديد 
رفعت رأسها وتلاحقت الدموع من بين جفونها قائلة
إنت متعرفش حاجة هما مش هيسبوني أبدا 
قتلوا أمي وخلوني وحش 
حرك تميم رأسه نافيا واسترسل يقول وهو يكبح نفسه بقوة عن احتوائها وإزالة تلك الدموع الحارة 
عندما يصبح له الحق سيحتويها داخل أحضانه حتى ينتزع كل هذا الألم من قلبها 
ربنا ليه حكمة في كل حاجة يا غفران 
قدرك إنك تبقي هنا وتنعزلي عن العالم علشان تبقي بنقاءك وروحك الطفوليه 
إنت قلبك لسه ببراءة قلب الأطفال جواك نضيف خالي من الغل والحقد والسواد 
أوعي تفتكري إن العالم إللي اتعزلتي عنه ده حاجة مثالية 
دا الحياة بقت ملطخة بكل أنواع الأثآم ومليانه بحاجات لا تخطر على عقلك البريء 
الغابة إللي عيشتي فيها صدقيني أرحم من العالم إللي اتعزلتي عنه 
وملار وبو لو لفيتي العالم كله مش هتلاقي أوفى منهم يا غفران 
كانت تستمع له بعدم فهم وتعجب لكن جل ما أدركته أن العالم الخارجي لا يختلف عن ۏحشية والدها وطاقمه 
هل سيسامحها الله على ما ارتكبته 
هناك الكثير أمامها لتتعلمه من تميم 
تميم الذي كان بمثابة قبس أنقذها من الضياع والظلام الأبدي الذي كانت منغمسة به 
قال تميم بهدوء
لما نرجع الفندق هتبقي طبيعية جدا محدش هيعرف بإللي حصل وخليك حذره لأن أي غلطة هتكون بضياعنا 
كادت أن توافقه لكن تراجعت بزعر وهي تحرك رأسها نافية قائلة باڼهيار وخوف
بس هيعطوني الحقنة ولو أخدتها هسمع كلامهم ووو وو وھقتلك 
وتابعت باڼهيار أكثر وتشنج باك
أنا مش عايزه أبقى وحشه مش عايزه كدا 
أشارح وجهه پألم ثم ما لبث أن الټفت لها ونظر بقوة وإصرار يطمئنها
إياك تخافي يا غفران أنا معاك وربنا معانا ربنا مش هيسبنا أبدا وهينقذنا منهم ربنا أقوى 
كلمات بسيطة استطاع أن يبث بداخلها راحة وطمأنينة عجيبة صمتت وهي تنظر للسماء بهدوء تقول بداخلها سرا
أنا عارفه إن عملت حاجات كتير مش كويسة وعارفه إن عمري ما عملت حاجة كويسة في حياتي ولا كنت زي ما إنت قولت 
بس أنا مش كدا إنت فاهمني يارب 
أنا محدش كلمني عنك ولا حتى كنت أعرفك 
بس نفسي أعرفك وأعرف حاجات كتيرة حلوه 
تميم بيقول إنك قادر على كل شيء 
وإن إنت قوي وأقوى من أي حد 
أنا أول مرة أكلمك ممكن أطلب منك طلب 
انقذني منهم ومش تخليهم يأذوا تميم علشان هو إنسان كويس 
لسه مش لقياها 
إنت قلقان ليه يا معلم أكيد زي ما هي متعودة بتطلع الغابة وبتقضي معظم اليوم هناك مع ملار 
غابت يا فتحيه وميعاد الحقنة عدا تعرفي ده معناه أيه !!
قالت فتحيه ببعض القلق
بس يا معلم المفعول مش بيروح بسرعة كدا وهتلاقيها داخله دلوقتي مش هتتأخر عن كدا 
تسائل بحدة
طب وتميم فين 
شوفته خارج من شويه ومشى بعربيته 
قال إن هيروح مشوار يخلص شغل ليه وراجع 
تقريبا بيروح الناحية التانيه من الغابة في نوع معين من الأعشاب بيدور عليه 
يعني شكله مش من العيال إياها 
صاح بنبرة تملؤها الشړ
بس لازم نتخلص منه علشان نكمل الطلبية 
خرجا من منزل الشيخ بعدما أصبحوا شرعا زوج وزوجة وبشهود مجلس الشيخ 
وقف تميم أمامها بجانب السيارة ينظر لها ويتأملها بحرية كم أصبحت أكثر براءة وفتنة في الحجاب الذي وضعته بعشوائية حول رأسها 
لا تعلم ما الذي انتابها حتى شعرت باضطربات غريبة بداخلها وثمة حرارة تطفو فوق وجنتيها ثم أخفضت رأسها بخجل 
ابتسم تميم ثم اقترب منها أكثر ولثم جبينها برقة وحنان جعلوا غفران يكاد أن يغشى عليها 
ليس لأنها لم تجرب هذا من قبل أو أن تلك المشاعر جديدة عليها 
لكن هي من الأساس لم تتذوق الحنان ولا تعلم كيف يكون مذاقه 
الحنان الذي يتدفق من أعين تميم 
هاجت داخلها أعاصير وصدرها يعلو ويهبط مسرعا فجعل تميم يمسك كفها بحنان وهو يقول بحب
إهدي يا غفران أنا

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات