الخميس 12 ديسمبر 2024

تربصت بي اعين قاټلة بقلم سارة نبيل

انت في الصفحة 14 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

معانا..
طب أعمل أيه..
أول حاجة خدي الكبسولة دي علشان تضيع مفعول الحقنة.. 
وهقولك هنعمل أيه..

اشتدت ظلمة السماء قبل طلوع الفجر.. 
بغرفة كانت أشد ظلمة كانت مقيدة بقيود حديدية صلبة بحالة مرزية قد اشتد نحول جسدها حتى أصبح وكأن جلدها يلتصق على عظامها.. 
خصلاتها الطويلة الحمراء شعثاء متربة بينما ملابسها فقد رثت ووجها متسخ.. 
رفعت رأسها لتزداد هطول الدموع التي لم ينقطع جريانها.. 
طالعها بكبر وتشفي وهو يقول بغل وهوس مچنون بينما يجذبها من شعرها
إنت إللي جبتيه لنفسك يا عفيفة كان هيحصل أيه لو عيشتي معايا بهدوء ومعملتيش نفسك شريفة وطيبة.. 
كان زمانك عايشة في حضڼي وبينا بنتنا.. 
أه لو تشوفي غفران دلوقتي أنا متحكم فيها وهي تحت تصرفي إللي بقولهلها بتنفذه بالحرف الواحد من غير تردد بقت لعبة في إيدي بحركها زي ما أنا عايز.. 
دمرتك وهحسرك عليها.. 
تعرفي هعمل أيه.. 
هخليها تخلص عليك وهي متعرفش إنها هتقتل أمها.. 
أمها إللي فكراها ماټت وشبعت مۏت..

كانت تركض وتميم ممسك بيدها وسط الغابة بعدما نفذ الوقود من السيارة..

قبل قليل علا صوت صړاخ في الفندق من وسط الظلام الدامس..
إلحق يا معلم محروس الشاب إللي كان هنا هرب وغفران معاه..
ركض كالفهد لم يترك مجالا للصدمة وهو يعلم كيف يمسك بهم فأهل مكة أدرى بشعابها..

لا يعرف كيف من العدم ظهر هذا المج رم أمامهم.. 
تصنم جسد غفران پخوف واحتمت خلف ظهر تميم..
ابتسم بشړ وهو يقول بخبث
أيه يا غفران هتهربي من بابا وتمشي معاه.. 
إنت نسيتي إنت مين..
تسلحت بالشجاعة الواهية وقالت
أيوا هروح مع تميم وهو هيعلمني كل حاجة وربنا هيسامحني ويغفرلي لأن أنا مكونتش حاسه وأنا بعمل كدا..
قال محروس بذكاء
دا الكلام إللي ضحك عليك بيه... 
أمثالك ملوش غفران يا غفران الغفران مش من حقك أصلا.. 
إنت تعرفي إنت قت لتي كام واحد وكام بنت.. 
إنت تعرفي يتمتي كام طفل.. 
وخربتي كام بيت.. 
وحړقتي كام قلب.. 
مش من حقك الغفران.. 
إنت المفروض تكفري عن ذنبك.. 
وأنسب حاجة تعمليها علشان تاخدي حق كل إللي أخدتي روحهم علشان تبقى النهاية عادلة يا غفران.. 
إنك لازم تريحي ضميرك.. 
الحياة مش لك يا غفران.. 
لازم تنتهي.. 
ولو أنا منك ترمي نفسك من فوق التل ده علشان ترتاحي وتاخدي حقهم كلهم..
قال الجملة الأخير وهو يشير نحو أحد التلال المرتفعة..
اړتعبت غفران وارتدت للخلف بجسد مرتجف وهلوسات ومقتطعات سريعة تهاجم عقلها بلا رحمة.. 
وجوه ضحايها بتجمعون أمام عينها وصوت والدها وكلماته تتردد بأذنها..
اقتلع قلب تميم بړعب وهو يحرك رأسه پجنون ويصيح
مټخافيش يا غفران أنا معاك وافتكري إن ربنا معاك.. 
غفران متسمعيش كلامه دا شيطان مش كل مرة هيتغلب عليك ويسيطر عليك لازم تبقي أقوى.. 
هو بېخوفك وعايز يخلص منك.. 
غفران هتسيبي تميم.. 
غفران حبيبتي إنت مرتكبتيش أي ذنب بس لو نفذتي إللي بيقول عليه هتكوني كدا بتعملي الذنب الأكبر..
التفتت للخلف وهي تنظر للتل بأعين مليئة بالدموع والخۏف والألم.. 
تحركت بظهرها عازمة على الخلاص وإن كان نحو الهاوية..
يتبع.. 
تربصت_بي_أعين_قاتلة 
سارة_نيل..
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الحادي عشر ١١
تيبست بأرضها وقد تملكها دوار فتاك..
في ظل تيهاتها وتربص محروس سارع تميم نحوها ثم جذبها بشدة نحو أحد الأنفاق المظللة بالأشجار..
يلا يا غفران مش هسيبك أبدا..
وركض تحت صړاخ محروس الذي بدأ في الركض خلفهم في تلك المتاهة..
غفران اقفي يا غفران مش هسيبك مسيرك ترجعيلي يا غفران علشان أنا إللي مسيطر عليك 
أنا عندي لك مفاجأة من العيار التقيل..
روحي روحي معاه بس هو مش هيستحمل جنانك..
فقد أثرهما وسط الضباب وكثافة الأشجار ليعود للفندق وهو يتوعد لعفيفة بالويلات..
بينما تميم لم يكف عن الركض بعزيمة وإصرار حتى ابتعد مسافة جيدة ممسكا بكف غفران بشدة..
توقف لاهثا عكس غفران التي لم تكن مثله وذلك لإعتيادها الركض بمشاركة ملار..
استندت على أحد الأشجار واضعة كفها فوق قلبها تنهدت والكلمات التي نثرها والدها العزيز تطوف حولها..
تربدت ملامحها بالحزن وغامت عينيها الجميلتان بدموع صافية شفافة زادتها جمالا وفتنة..
أصبحت بلا أحد .. وهل كانت من قبل تنتمي لأحد..!
بلا أب ولا أم .. لا كنية ولا هوية..
مجرد قاټلة مچرمة .. مچنونة كما ينعتها والدها..
كان تميم منشغل بفحص الموقع بهاتفه ويحسب المسافة التي تفصلهم عن الطريق العام..
رفع رأسه يحدثها ليجدها بتلك الحالة تألم قلبه لأجلها يعلم أن القادم ليس بجيد لكن ما يهمه حاليا سلامتها.
همس لها بحب ممزوج بالغزل كانت الطريقة المثالية ليخرجها من كهف أفكارها السلبية
عيونك يا غفران..
رفعت عينيها نحوه متسائلة برقة فطرية
مالهم.!
فيهم فتنة غير طبيعية بحبهم أووي وواقع في غرامهم على فكرا بيكونوا حلوين أووي وإنت پتبكي..
آآه بجد .. بيكونوا صافين وبيكونوا زي الزجاج ولونهم بيبقى بلون السما..
حقيقي عيونك غريبة أووي..
وقعت في حيرة عينيك وأضحيت أتسائل..
هل هم بلون الموج الثائر..
أم بلون السماء الصافية
أم بلون حجر فيروزي عتيق.
لكن في النهاية لا جدوى!
فقد وقعت في أسرهم وانتهى الأمر..
لقد تربصت بي تلك الأعين حتى لقيت مصرعي وأصبحت شهيد الحب..
ضاعت وضاع حزنها من تلك الكلمات التي تسمعها لأول مرة وكان
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 26 صفحات