تربصت بي اعين قاټلة بقلم سارة نبيل
إمتى شرير..
كانت سوسن تتأمل غفران بعيون حانية تكابد عدم البكاء كي لا تتسب في هلعها..
وقفت بجانب تميم بالكاد تختفي خلفه ابتسمت سوسن بهدوء وهتفت برفق
غفران ... حبيبتي ممكن أسلم عليك مش عايزة تتعرفي عليا ولا أيه..
رفعت عينيها الصافيتان لتميم فحرك رأسه بإيجاب يشجعها في التحرك وبالفعل سارت بإتجاه سوسن التي تناظرها بلهفة ووقفت أمامها لتتأملها بعدم تصديق وهي لا تصدق هذا الشبه المماثل تكاد ترى أمامها رفيقتها عفيفة..
إنت جميلة أوي يا غفران شبهها.. لو تعرفي دورت عليك قد أيه يا حبيبتي..
ثم جذبتها برفق ټحتضنها بحنان أم لم تتذوقه غفران يوما ما .. حرمت من عناق الأم ليس فقط الأم بل وكل عناق يعبر عن أي تحنان..
في الحقيقية لم تستطع غفران مقاومة هذا الدفء وبادلتها عناقها منغمسة به باستمتاع تجرب هذا الشعور لمرتها الأولى وفاضت عينيها بعبرات الحرمان..
تأثرت تالين بهذا المشهد بينما قبض تميم على يديه بشدة وهو يدرك حجم الحرمان الذي عانته غفران لقد حرمت كل شيء .. حتى حركت حقها في الحرية والعيش..!!
لكنه أقسم بأشد الأيمان الواجبة البر أن يعوضها كل ما فاتها..
تنحنحت تالين وهي تقول بمرحها المعتاد محاولة إخراجهم من هذه الحالة
ضحكوا جميعا والتفوا حول المائدة لتلزم غفران جانب تميم فيبتسم لها بحب وتبتسم والدته بسعادة..
قالت تالين بحماس
يلا يا غفران دوقي كدا اللحمة دي أنا عملاها بطريقة مختلفة جدا تختلف عن أي حاجة دوقتيها صدقيني..
نظرت غفران لقطعة اللحم بنفور شديد وذكريات أليمة تداهم عقلها فهي نظرا لما كانت تراه من ټمزيق الچثث لم تتذوق اللحم بحياتها يوما ما لديها رهاب منه وتشمئز منه نفسها..
أدرك تميم الموقف ليقول بهدوء لشقيقته دون أن يتطرق لأي شيء
غفران معدتها تعبانة شوية يا توتا والدكتور مانعها من أكل اللحوم لمدة معينة..
شعرت تالين بالخيبة وتنهدت غفران براحة لتقول لتالين بتقدير
أنا متأكدة إنها جميلة زيك يا تالين..
ولما أخف لازم توعديني إنك هتعمليهالي علشان أدوقها..
حركت تالين رأسها بإيجاب وهي تقول برضا
طبعا طبعا أكيد..
وفي جو أسري هادئ دافئ لم تحظى به غفران يوما ما أخذت تتناول طعامها بشهية..
حل الظلام وظلوا يتسامرون بشتى الطرق المرحة مخرجين غفران من كبوتها..
قالت سوسن بفرحة
إن شاء الله نعملك أحسن حفلة زفاف يا غفران والدنيا كلها تعرف إنك خلاص بقيت زوجة تميم حسين نعمان..
إن شاء الله يا أمي..
تأخر الوقت وداهم النوم أعين غفران إرهاقا..
قالت سوسن بابتسامة بشوش
يلا علشان نسيب غفران ترتاح..
غفران هتنام مع تالين لغاية ما يبقى في إشهار وإنت تنام في أوضتك يا تميم..
وعندما سمعت غفران هذا وقبل أن يجيبها تميم تمسكت به بلهفة وخوف تحت تعجب تالين ربت تميم على يدها وهو ينظر لعينيها المذعورة بطمأنينة وهمس لها
مټخافيش أنا معاك يا غفران مش هسيبك..
تشبثت به أكثر وهي تقول برجاء وأعين دامعة
تميم مش تسبني .. مش إنت وعدتني..
قبل رأسها برفق وقال بحنان
حبيبتي إهدي أنا معاك يا نور عيني..
نظر لوالدته وقال لها وهو ينظر نظرة ذات مغزى
مفيش داعي يا أمي .. غفران هتنام معايا في أوضتنا..
تفهمت والدته على الفور مقصده وحركت رأسها بإيجاب قائلة وهي تتوقف
خلاص مفيش مشكلة يا تميم .. يلا تصبحي على خير يا غفران..
وأشارت لتالين قائلة
يلا يا تالين متتأخريش في السهرة..
وثبت تالين وهي تتمطأ وقالت
أيوا أنا تعبت النهاردة ... يلا تصبحي على خير يا غفران ... تصبح على خير يا تميم..
اكتفت غفران بتحريك رأسها مبتسمة بينما هتف تميم بحنان
وإنت بخير يا توتا..
الټفت لغفران وابتسم لها بحب وهو ينتصب وهتف بصوت دافئ
يلا إحنا ننام يا غفران..
أردفت بصوت مهتز وهي تلتفت حولها فتلك الليلة الأولى لها في هذا المكان الغريب لكن كل البقاع بتميم تصبح أوطان
يلا .. أنا عايزة أنام..
دلف لغرفته وهو يصطحبها لتقف في منتصف الغرفة تتأملها غرفة شبابية بالون الأبيض وأثاثها بالون العسلي..
فركت يدها بتوتر لاحظه تميم وهو يهمس
غفران حبيبتي عايزك تطمني .. هنا المكان آمن ومحدش يقدر يإذيك عايزك تاخدي راحتك لإن بيتي هو بيتك يا قطتي .. اتفقنا..
حركت رأسها فقرص وجنتها وقال بمرح
لا أنا عايز أسمع صوتك الجميل يا قطة..
ابتسمت وقالت
مش خاېفة أبدا وأنا معاك يا تميم متحمسة لحياتي معاك..
قبل رأسها وتركها ليبدل ملابسه بينما جلست على الفراش تتأمل الغرفة وهناك قلق خفي تشعر به لا تعلم سببه..
بسط تميم سجادة الصلاة وأخذ يصلي ركعتين قبل خلوده للنوم لتظل تتأمله بشوق وفضول داخلها أن تتعلم ما