رواية كامله بقلم زينب مصطفى
يتجه اليه بتساؤل
ليشهق فجأه هو يقول بفزع
حبيبه..
فلم يشعر بنفسه الا وهو يقفز بړعب بداخل بركة السباح يرفعها بين زراعيه
يخرج بها من الماء ويضعها ارضا ..وقد هاله رؤية وجهها الذي تحول الى الابيضاض المشوب بالزرقه وقد توقفت عن التنفس
عمر بړعب لم يشعر به من قبل وهو يتحسس نبضها الذي
توقف عن العمل ..
لاااا الي بيحصل ده مش حقيقي.
ثم اغلق انفها بسرعه وبدء في النفخ في داخل فمها وهو يضغط على صدرها بقوه بغية انعاش قلبها مره اخرى واعادته للعمل..
وهو يقول پخوف حقيقي وقد بدأت دموعه بالنزول بالرغم عنه
فوقي يا حبيبتي ..فوقي .. انا اسف .. متسيبنيش انا كنت غبي بس مش ده العقاپ الي استحقه اعملي فيا اي حاجه الا كده
في حين وقفت جيلان تتابعه بشماته وقسوه ثم ابتسمت وهي تقترب منه تمثل الفزع
في ايه يا عمر حبيبه هي مالها..
عمر بلهفه وهو يعيد عمل الانعاش القلبي لحبيبه بدون توقف ودون اي استجابه منها..
اتصلي بنادر خليه يجيب الطياره ويجي بسرعه عرفيه ان حبيبه محتاجه تتنقل المستشفى..
قلت بسرعه ايه مبتفهميش..
انتفضت جيلان واسرعت الى هاتفها تنفذ اوامره..
ثم اقتربت منه بعد ان انتهت من محادثة نادر و حاولت منعه من استكمال الانعاش القلبي الذي يجريه لحبيبه وهي تدعي البكاء
خلاص يا عمر ..سيبها كفايه كده
مفيش استجابه.. ادعيلها بالرحمه
ابعدي عني .. حبيبه هتعيش هتعيش انتي فاهمه..
ثم تابع اجراء التنفس الاصطناعي لها وهو يقول برجاء ودموعه تتساقط دون ان يشعر..
هتعيشي ياحبيبه وهترجعيلي
هترجعيلي وهعوضك يا حبيبتي عن كل الي عملته فيكي ..
ثم تابع بيأس..
ماهو لتعيشي لاما انا اموت وأجي معاكي مفيش حل تاني..
ثم رفعها واحتضنها وهو يبكي بيأس شديد
ليتفاجأ بها تشهق فجأه..ثم تتقيأ المياه من فمها بكثره..
فصړخ بأمل وهو يميل جسدها جانبا يساعدها على اخراج المياه من فمها
ويربت على ظهرها وقد بدء في استعادة القليل من رشده بعد تجدد الامل في نجاتها ..
اتنفسي يا حبيبتي ..اتنفسي مټخافيش انا معاكي خدي نفسك
ثم رفعها بين زراعيه بلهفه وهو يستمع الى صوت الطائره الهوليكوبتر الخاصه به تقترب من اليخت الذي ولحسن الحظ كان يرسو في مكان ليس ببعيد عن الشاطئ
وهو يلاحظ رجوع بعض اللون الى وجهها على الرغم من تنفسها البطئ وبرودة جسدها الذي اصبح كالثلج وهي ترتعش بشده بين زراعيه وتصطق اسنانها بصوت مسموع
فضمھا اليه بشده وهو ېصرخ بجيلان والخدم الذين تجمعوا حوله
حد يجبلي بسرعه اي حاجه ادفيها بيها ..اتحركوا..
فانطلقت احدى الخادمات واحضرت بطانيه صغيره ..أخذها عمر منها بلهفه ثم لف حبيبه بها جيدا وهو يسرع في اتجاه الطائره التي رست على ظهر اليخت ثم ساعده نادر على الصعود وهو يقول بقلق..
ايه الي جرى يا عمر ..حبيبه هانم مالها..
ضم عمر حبيبه پخوف اليه يلاحظ تنفسها الثقيل وهو يدلك يدها بلهفه يحاول ايصال بعض الدفئ اليها..
فقال پألم وشعوره بالذنب ېقتله
ڠرقت..في حمام السباحه..
نظر له نادر بدهشه..الا انه لم يعقب وهو يلاحظ شدة اڼهيار عمر فهو لم يشاهده ابدا في هذه الحاله فهو كان دائما كالجبال شامخ لايتأثر مهما حدث له
فمرت دقائق قليله..وأصبحوا بداخل المشفى الذي كان على استعداد كامل لاستقبالها بعد ان اخبروا بحالتها قبل ان تصل اليهم..
بعد مرور ساعه..
وقف عمر خارج غرفة العنايه المركزه التي ترقد بها حبيبه يتابع پخوف من خلف الزجاج زوجته الغائبه عن الوعي والموصوله بعدة اجهزه ومحاليل تساعدها على البقاء على قيد الحياه ..
فقابل الطبيب المعالج لها بعد خروجه من غرفتها وقال بلهفه..
حبيبه عامله ايه دلوقتي..بقت كويسه مش كده..
ربت الطبيب على يده بتطمين ثم قال بتعاطف
الحمد لله حبيبه هانم حالتها مستقره جدا احنا بس دخلناها العنايه علشان نسرع من عملية الشفا ونتابع كل علامتها الحيويه في نفس الوقت
اغلق عمر عينيه براحه ثم قال بلهفه
انا عاوز ادخلها ..عاوز اشوفها واطمن عليها بنفسي
الطبيب باحترام
مش هينفع يا فندم ..ممنوع حد يدخل العنايه و..
الا ان عمر قاطعه برجاء
انا مش هعمل صوت ولا هضايقها ولا حتى هتنفس..انا هقف من بعيد اطمن عليها..
حاول الطبيب الرفض مره اخرى
الا ان نادر الذي كان يقف بالقرب منهم يتابع حديث عمر ورجائه بدهشه فهو يعلم انه ولو كان في حالته الطبيعيه لأقام الدنيا وجعلهم يركضون من حوله ينفذون ما يريده بالامر لا بالرجاء
ليدرك ان صديقه في اشد حالته سوء وضعفا
فتدخل بصرامه اخافت الطبيب
الباشا عاوز يشوف مراته ويطمن عليها..يدخل علطول والا فيه حاجه المفروض يعملها قبل ما يدخل
الطبيب بارتباك
ياريت ..ياريت يتعقم الاول قبل ما يدخل
عمر بلهفه وهو مايزال يراقب حبيبه من خلف الزجاج
فين ..اتعقم ..فين..
اشار الطبيب لغرفه جانبيه..
هنا يا فندم ..الاوضه دي..اتفضل
ربت نادر على كتف عمر بتعاطف وهو يقول باحترام..
من هنا يا باشا ..
تبع عمر الطبيب بلهفه ينفذ اوامره الخاصه بالتعقيم بدقه وعقله و قلبه وسائر مشاعره تقوده في اتجاه واحد هو الاطمئنان عليها وعلى عودتها اليه سالمه..
بعد انتهائه دخل عمر الى الغرفه بلهفه يشاهد بندم وجهها الشاحب والاسلاك الموصوله بسائر جسدها والتي تمدها بالحياه وتحافظ على استقرار حالتها..
فاقترب منها پألم والندم و شعور طاغي بالذنب ېقتله وهو يسترجع كل ماحدث ..زوجته حبيبته طفلته عشقه ټموت وهو السبب ..كان سيفقدها بمنتهى البساطه ويفقد حياته بفقدها بسبب عقاپ غبي فرضه عليها
فركع پألم على ركبتيه بجوار فراشها وهو يتمسك برفق بيدها الموصول بها الخراطيم التي تمدها بمحاليل المخلوطه بالدواء
في حين وقف نادر في الخارج يتابعه بتعاطف وهو يعلم ان صديقه بعد ان يعود لطبيعته لن يرغب في ان يراه احد وهو في قمة ضعفه فاغلق الستائر الخشبيه على زجاج الغرفه من الخارج حتى لا يشاهد احد ما يجري في داخل الغرفه ..
ثم قال للطبيب والممرضه المرافقه له بصرامه وهو يقف على باب الغرفه يعقد ساعديه بقوه وتحذير ..
محدش هايرفع الستاير ولا هايدخل الاوضه الا لما الباشا يخلص و يخرج
في اليوم التالي...
خرج الطبيب من غرفة حبيبه التي تم نقلها من غرفة العنايه المركزه الى غرفه اخرى بعد تحسن حالتها واستعادة وعيها ..
ثم اقترب من عمر الذي قابله بلهفه..
الطبيب بحرج..
اسف يا عمر بيه بس هي لسه رافضه ان حضرتك تدخلها..
اغمض عمر عينيه بۏجع الا انه قال بهدوء لا يشعر به
مفيش مشكله اهم حاجه عندي صحتها وانها تكون بتتحسن..
الطبيب باحترام
الحمد لله هي اتحسنت جسديا كتير وان شاء الله كلها يومين تلاته وتقدر تسيب المستشفى
عمر بهدوء
الحمد لله متشكر اوي يا دكتور ..
ثم وقف جانبا ينظر الى غرفة حبيبه بشوق يريد الدخول اليها واشباع روحه المشتاقه والخائفه عليها من رؤيتها ..
الا انه ولأول مره حرص على تغليب رغبتها على رغباته .. حتى لو كانت رغباتها فيها تعذيب له ولقلبه العاشق لها الا انه وبعد ماحدث وقرب فقدانه لها قرر ان رغباتها ومطالبها وراحتها الشخصيه لها الاوليه