مزرعة الدموع بقلم منى سلامه
ثم قالت
وبعدين مش دى المشكلة الوحيده .. المشكلة انى اكتشفت انى فعلا انه مينفعنيش .. ده واحد هينزلنى معاه لتحت .. وأنا عايزه واحد ياخد بايدي ونطلع سوا .. عايزه واحده له نفس مبادئي نربي ولادنا على مبادئ واحدة وقيم واحدة وافكار واحدة .. مش أنا ابنى وأبوهم يهد ..
ثم قالت بوهن
مش عايزه أطلق تانى يا سماح كفايانى چرح واحد .. مش هقدر أتحمل چرح تانى .. مش هقدر أخاطر تانى .. أنا معنديش أى ثقه في عمر .. زى ما كان معنديش أى ثقه فى مصطفى
طيب فكرى تانى .. واستخيرى تانى
نظرت اليها ياسمين قائله بحزم
أنا استخرت .. وفكرت كويس .. الراجل الى هختاره زوج ليا هختاره بقلبي وعقلى .. مش بقلبي بس .. ولا بعقلي بس .. لازم الاتنين يوافقوا عليه .. لازم يتشرف بيا وسط عليته ووسط الناس .. أنا مش واحدة من الشارع زى ما عمته حاولت تفهمنى .. أنا بنت ناس .. صحيح ناس فقرا .. بس محترمين ونعرف ربنا .. هى فاكرة انى مش هقدر ارفض عمر وقالتهالى وش كده ان مفيش بنت تقول ل عمر لأ .. بس أنا هقول لأ .. أنا وعمر مستحيل نكون
لبعض .. ده آخر واحد ممكن أوافق انى أتجوزه
توجه عبد الحميد الى مكتب عمر طرق الباب فسمه صوت عمر بالداخل
اتفضل
دخل عبد الحميد فهب عمر واقفا واستقبله بابتسامه قائلا
اتفضل يا عم عبد الحميد .. اتفضلى اعد
قال عبد الحميد فى وجوم
تسلم يا بشمهندس بس أنا جاى أقولك كلمتين وهمشى عشان ورايا شغل
خير .. اتفضل
تنهد عبد الحميد تنهيدة حسرة وبدا مترددا وقال دون أن ينظر اليه
بنتى رفضتك يا بشمهندس
وقع الخبر كالصاعقة على رأس عمر .. اختفت ابتسامته شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما .. صمت وهو يحاول استيعاب ما سمع .. فنظر اليه عبد الحميد قائلا
أنا مش ممكن أغصبها مرة تانية .. جوازتها الأولى كانت ڠصب عنها .. وحلفت بعدها انى عمرى ما هعمل كده فى بنت من بناتى
نظر اليه عبد الحميد بأسف قائلا
أنا آسف يا بشمهندس
ثم استدار وانصرف .. جلس عمر على أقرب مقعد وهو مازال تحت تأثير صدمة رفضها اياه.
حضر المأذون والشهود فى بيت نهلة .. لم يحضر أى من اخوتها .. فقط أمها وزوجها .. بدأ المأذون فى مراسم الزواج .. وهنا قال مصطفى للمرة الثانية
الفصل الثامن والعشرين
Part 28
دخل عمر الى بيته واجما حزينا .. سمع صوت المزاح والضحكات تتعالى من غرفة المعيشة .. توجه اليهم ليرى والدته ووالده و عمته و ايناس مجتمعون معا .. هتفت ايناس بمجرد أن رأته
عمر تعالى .. السهرة نقصاك
دخل عمر الغرفة ووقف أمامهم .. قالت عمته مبتسمه
حقيقي يا ايناس انتى عامله جو تانى للمزرعة .. الأيام اللى فاتت مكناش بنلاقى حاجه تسلينا هنا .. أنا من زمان مضحكتش الضحك ده
ايناس طول عمرها ډمها خفيف .. وبتعمل روح حلوة لأى مكان بتروحه
ضحكت ايناس وتنحنحت فى حرج مصطنع قائله
أحرجتونى بكلامكوا يا جماعة
التفتت الى عمر قائله فى مرح
وحضرة سمو الأمير رأيه ايه فيا .. رأيه برده زيهم انى مرحة ودمى وخفيف وعملالكوا جو حلو من ساعة ما جيت
كان عمر مازال واجما .. نظر الى كل العيون الى تطلعت اليه مبتسمه .. وقال بلهجة باردة خلت من أى انفعال
البنت اللى انتى كنتوا رافضين انها تدخل عيلتكوا .. هى اللى رفضت تدخلها
قال ذلك ثم غادر المكان وتوجه الى غرفته فى الطابق العلوى وأغلق الباب فى هدوء .. صمتوا وكأن على رؤسهم الطير .. كانت تعبيراتهم متباينه .. فمدام ثريا ظهر على وجهها علامات الارتياح والإنتصار .. أما ايناس فلم تستطع أن تخفى ابتسامه الفرحه الممذوجه بالخبث التى تكونت على شفتيها .. أما نور الدين فبدا شاردا وكأنه يفكر تفكيرا عميقا .. أما كريمة فكانت مشاعرها متباينه .. صدمة .. عدم تصديق .. ارتياح.. حزن .. حيرة ..مزيج عجيب تراه على وجهها .. نهضت من مكانها وهمت بأن تغادر الغرفة فأوقفها نور الدين قائلا
سبيه دلوقتى يا كريمة
نظرت اليه قائله فى استنكار
لازم أطمن عليه
ثم خرجت وتوجهت الى غرفة عمر .. أما ايناس و والدتها فقد تبادلتا نظرة ذات معنى
طرقت كريمة الباب فلم تسمع صوتا .. ففتحته ودخلت وأغلقته خلفها .. كان عمر يجلس فى الظلام على مقعد فى مواجهة شباك الغرفة وضوء القمر يتسلل الى غرفته ليلقى بأشعته الفضيه على وجهه .. حاولت اضاءه الغرفة لكنه الټفت اليها قائلا
لو سمحتى يا ماما سبيه مقفول
أغلقته كما طلب .. وتوجهت اليه .. جلست على المقعد المجاور له وعينيها تتطلعان الى وجهه تراقب انفعالاته