مزرعة الدموع بقلم منى سلامه
قائله
كل ده عرفتيه عنها من مقابلة واحدة
ابتسمت كريمه
انت عارف انى بقدر أفهم الناس بسرعة .. والبنت فعلا مريحه .. تعرف يا نور محستش أبدا انها واحدة كانت متجوزة قبل كده .. يعني تحسها بنوته صغيرة .. ولما اتكملت عن جوازتها الأولى وانها كانت تجربة قاسېة عليها .. بصراحة صعبت عليا أوى .. حسيت ان البنت دى اتظلمت كتير .. وشايله فى قلبها كتير .. وده سبب خۏفها من الارتباط مرة تانية
بصراحة أيوة .. لما أعدت واتكملت معاها حستها انسانه ناضجة .. مش واحدة بتجرى ورا المظاهر وخلاص .. واحدة شايفه عمر عريس لقطة بالنسبة لها .. لأ البنت بتفكر فى كل حاجه .. لأنها مش عايزة تختار غلط .. ومش مهتمة بالمظاهر .. أد ما هى مهتمة بشخصية عمر وبأخلاقه .. البنت دى لو حبت عمر هتحبه من كل قلبها .. وهتحبه عشانه هو .. عشان عمر .. مش عشان هو مين وابن مين
وبعدين واضح انها مؤدبة ومتربية كويس .. مراعية حدودها فى الكلام معايا وبتتكلم بإحترام وبأدب .. بعكس نانسي اللى لما كنت بحاول أنصحها عشان مصلحتها هى و عمر كانت بتسمعنى كلام ميصحش بنت متربية تقوله لواحده فى سن والدتها .. بصراحة ياسمين دخلت دماغى
ابتسم نور قائلا
أكدت كريمه قائلا
هى فعلا تتحب .. حسه ان عمر المرة دى اختار صح
طيب نتفق كده من الأول الكلمة كلمتى واللى هقوله يتنفذ بالحرف .. يا كده يا مش داخل اللعبة
نطق بسطويسي هذه العبارة .. كان رجل طويل القامة عريض المنكبين له هيئة مرعبة منفرة والشرر يتطاير من عينيه .. تشعر وأنت تنظر اليه بعدم الارتياح .. رد عليه مصطفى قائلا
قال بصوت أجش
اتفقنا يا برنس .. امتى التنفيذ
بكرة
قشطة .. ونصيبي
مليون جنية زى ما اتفقنا
حلو الكلام .. يلا بأه تعالى اعد عشان
نتفق على التفاصيل
قامت ياسمين فزعة من نومها مردده ثلاث مرات
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
خير فى ايه
لم تستطع ياسمين التحدث فقامت ريهام وجلست الى جوارها تتفحصها قائله
مالك فى ايه
قالت ياسمين بصوت مرتجف
معرفش حسيت ان فى حاجة طابقه على نفسي أوى
قالت لها ريهام
استعيذى بالله
أزاحت ياسمين الغطاء ونهضت .. سألتها ريهام
قالت ياسمين وهى تحاول استماع شتات نفسها
هقوم أتوضى وأصلى قيام باقى ساعة على الفجر .. توضأت ياسمين وصلت حتى آذان الفجر .. كانت كلما شعرت بالخۏف لجأت الى الصلاة التى تريح قلبها وتطمأنه .. أيقظت ريهام لصلاة الفجر .. ثم عادت الى مصلاها ورددت أذكار الصباح التى تحافظ عليها كل يوم وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل يوم بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء ... ثم أمسكت مصحفها وأخذت تقرأ فيه حتى الشروق
كان يوم عمل عادى بالنسبه الى ياسمين .. أنهت عملها وأوشكت على التوجه الى غرفتها عندما وجدت رقما غريبا يتصل بها ردت فوجدت من تقول
ازيك يا ياسمين أنا الدكتورة مها
شعرت ياسمين بالدهشة .. لماذا تتصل بها .. خاصة بعدما عملت ياسمين من سماح بدور مها فى قصة حريق مخزن العلف .. قالت ياسمين ببرود
خير يا دكتورة
قالت مها
محتاجة أتكلم معاكى شوية
قالت ياسمين بنفس البرود
مفيش أى حاجه بينى وبين حضرتك نتكلم فيها .. مع السلامه
قالت مها بسرعة
الحاجة دى عن البشمهندس عمر
توقفت ياسمين لتسمعها .. فأكملت مها قائله
أنا مش هاخد من وقتك أكتر من خمس دقايق بس
قالت ياسمين
اتفضلى سمعاكى
قالت مها على الفور
لأ مش هينفع فى التليفون الأفضل أكلمك وجها لوجه أنا واقفه أدام باب المزرعة من بره لو سمحتى اطلعى نتكلم شوية لانى مش هينفع أدخل المزرعة بعد اللى حصل
صمتت ياسمين قليلا فألحت عليها مها قائله
مش هاخد من وقتك أكتر من خمس دقايق .. بس بجد المعلومات اللى عندى مهمة جدا ولازم تعرفيها .. أنا منتظراكى أدام البوابة .. سلام
أغلقت الخط وتركت ياسمين تتخبط من الحيرة .. أنهت مها المكالمة لتتصل ب مصطفى قائله
أنا كدة عملت اللى عليا الدور عليك بأه .. نفذ اللى مطلوب منك صح
قالت ذلك ثم أغلقت .. ترددت ياسمين فى الذهاب ثم أخيرا عزمت أمرها وتوجهت الى البوابه .. فتح لها الغفير وخرجت .. نظرت يمينا ويسارا فلم تجد أحدا .. سارت قليلا فى اتجاه الأشجار التى تقع على أحد جانبي المزرعة .. لتجد فجأة من يطبق عليها من الخلف ويكمم فمها وأنفها بقطعة قماش .. وما هى إلا لحظات وفقدت ياسمين الوعى اثر المادة المخدرة الموضوعه فى القماش .
جرها