الخميس 12 ديسمبر 2024

لحن الحياه لسهام صادق

انت في الصفحة 76 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


كل من رقية ومهرة إليها ولم ينجدهم من إلحاح ورد الا جواد الذي أتى نحوها راكضا يجذبها كي تنهض معه
...............
جلس ريان يطالع بعض الأوراق بجديه وبعد دقائق مال علي مقعده يسترخي قليلا ..لتسير من أمامه صورة تلك الفتاه فضحك وهو يتذكر مشهد لقاءها بشقيقته عندما ذهب معها ليخرج شقيقها وينهي الأمر بطريقته الخاصه هو ومحاميه ولكن تفاجئ بوجود رفيف هناك ..واتسعت ابتسامته ومازال المشهد مطبوع بذاكرته 

علياء تقف تحدق برفيف بأعين شرسه كالقطه التي تريد ان تنقض بمخالبها علي فريستها
وفاق من شروده على رنين هاتفه .. فألتقطه فقد كان
شريكه يخبره بأن الفتاة التي أوصي بتعينها أستلمت وظيفتها اليوم 
.................
وضعت علياء الطعام أمام شقيقها الذي يجلس بصمت غير معتاده عليه منه .. ولكن تعلم ان الثلاث ايام التي قضاهم بالحبس اثروا به ونظرت لشقيقها 
انت مش هتاكل 
ثم ابتسمت بمشاكسه 
ده انا عامله ليك كل الاكل اللي بتحبه 
فتعلقت عين عمار بها ليجذبها إليه ويحتضنها بدفئ ..فمنذ ۏفاة والدتهم ووالدهم وهم كل شئ لبعضهم 
تسلم إيدك ياحببتي 
هتف بها بعد ان احتضنها ..لتبتعد عنه 
تسلم أيدي ايه ..هو انت أكلت حاجه 
ومدت يدها تتذوق الطعام 
تسلم ايدك ياعلياء 
جعلته يضحك بعد ان كان يشعر ب الهم ..فمنذ ان دخلت رفيف حياته وكل شيء يتدمر .. لا عمل لديه الآن وسمعته بدأت تتأثر في حارتهم وخوفه يزداد علي شقيقته .. فنظر لها بعمق ثم تنهد بعد ان اتخذ قرار اخبارها
اقعدي ياعلياء عايز أتكلم معاكي 
فطالعته علياء بتوجس وجلست علي المقعد الذي بجانبه منتظره منه الحديث
انا هتجوز
كلمتان قالهم ب هم يجليه من قلبه . لتتحمس علياء بسعاده مصفقه
هتتجوز فاطمه جارتنا
وعندما لم تجد أجابه منه ..اخذت تخمن 
يبقي اكيد صفا صاحبتي 
جلبت كل فتيات حارتهم علي أصدقائها بالمعهد الذي تدرس فيه سنتها الاخيره ولكن لا اجابه 
لاء خلاص انا تعبت
وارخت رأسها على المقعد وقد ارهقها التفكير... لتتسع عيناها پصدمه وهو يخبرها بالعروس 
 هتجوز رفيف ياعلياء 
لتنهض من فوق مقعدها ضاړبه يدها علي صدرها بطريقه مضحكه لا تليق الا بها
يامصيبتي ..تتجوز ام عرقوب 
.......................
عادت من الخارج بأرهاق تضع بيدها علي رأسها من أثر الصداع ..لتجد جاسم يجلس بحجرة الجلوس ومعه ياسر ويبدو انهم قد انتهوا من حديثهم ..فياسر ينهض من جلسته واتبعه جاسم 
ليحيها ياسر بحركه من رأسه... وجاسم ينظر إليها بتوعد ثم تخطاها 
وبعد دقائق عاد إليها فوجدها تمد ساقيها وتجلس بأسترخاء على الاريكه
اه ياراسي ..اه يارجلي ..اه ياضهري 
فوقف يطالعها عاقدا ساعديه أمام صدره 
ياسلام تلفي زي النحله طول اليوم وترجعيلي بالمنظر ده 
فحدقت به بصمت 
يعني عارفه نفسك غلطانه وبتبصيلي كمان 
فأستاءت من حديثه واعتدلت في جلستها 
يعني ابص فين امرك عجيب 
وتابعت وهي تضع بيدها علي رأسها ثم هتفت بأستعطاف
جاسم انت ايدك خفيفه تعالا اعملي مساج علي راسي 
فطالعها بأمتعاض مستنكرا طلبها ...فهو في وضع الخناق معها وليس الدلال وفجأة وجدها تضع بيدها علي بطنها مذعورة ثم ابتسمت
ده بيتحرك ياجاسم 
انتهى وقت حنقه منها بعد تلك اللحظه الجميله .. وجلس جانبها يضع بيده علي بطنها فصغيره أخيرا قرر ان يشاركهم صخب الحياه ...فضحك وهو يشعر بحركته القويه وهي تتآوه من حركته مستمتعه
كان قاعد في حاله وساكت ومش تعبك .. ايوه ياحبيبي خد حقي وطلعه عليها 
وتابع وهو يحرك كفه علي بطنها المستديرة ببروز صغير أصبح واضح
انا عارف أنها مزعجه ومتبطلش حركه وتعباك معاها
كان يشكو لصغيره وينظر إليها 
انا مزعجه ياجاسم 
فتأملها بحب 
جدا ..كلمه إزعاج ديه قليله عليكي 
فمدت كفها تلامس خده بحنو ثم مالت عليه تقبله 
بحبك 
كلمه نطقتها اصهرت بينهم كل متاعب الحياه 
لتجد نفسها بين ذراعيه وهو يحرك يداه بحنو على موضع الآلم برأسها. 
رحلت ورد وعادت للمنزل الذي خرجت منه مکسورة الخاطر ولكن اليوم عادت بأرادتها ولم تجعل عائشة وجواد يخبروا كنان بشئ ولا حتي عظيمه وليليان كانت هي صاحبة الفكرة 
وحزنت على حال فريدة فقد علمت أنها ذهبت الي الضيعه التي تقع فيها مزرعة ملك للعائله للانفراد بنفسها فهي لم تعد تحتمل نظرات الزائرين لها من شفقه 
ونظرت إلي عائشة وجواد الواقفين جانبها بسعاده ..فقد عادوا بها وتخيلوا سعاده كنان بالامر حينما يعود من عمله ليلا فهو أصبح يأتي للمنزل متأخرا .. فهي أحبت عائشة بعد ان علمت حكايه والدتها وماعاشته من حياه قاسيه 
.......................
وقفت والدة ريم تطالع الشقة بأعين منبهرة لا تتمتم الا بكلمه واحده ماشاء الله 
كان ياسر ينظر لوالدتها بحب حقيقي فهم اناس بسطاء وأحبهم وعلم سبب طيبه ريم لتهتف والده ريم بحنان 
متغيرش عفش البيت يابني ..حرام العفش جديد 
فأبتسم ياسر لها بلطف ونظر لريم التي تقف صامته 
لاء طبعا ريم زي اي عروسه وكل حاجه جديده تجلها 
فأتسعت إبتسامة تلك السيده الطيبه وهي داخلها لا تتمني أكثر من ذلك لابنتها ..فهي لا تريدها ان تعيش حياه معدمه وتشقي مثلها 
داخلها كان آلم لا تقوي علي تحمله وهي تري سعاده والدتها وايضا والدها ..فياسر أصبح لديهم رجلا شهم الطباع خلوق فهو لا يريدها الا بشنطة ثيابها ليس استخفافا

بهم وبفقرهم بل لأنه يري ان هذا واجب عليه فيكفيه أنهم اعطوه جوهرة
وتذكرت تلك الكلمه ..لتبتسم ساخره وهي تردد داخلها جوهرة ستعود لهم مطلقه بعد أشهر 
ولم تسمع حديث ياسر ولا والدتها الدائر عن موعد إختيار الأثاث الجديد.
...................
انتظرته كثيرا حتى غفت من شدة الارهاق ليردف كنان للغرفه غير منتبها لوجودها ولكن بعد برهة وقف متسع العينين غير مصدق ما يراه 
ورد 
واقترب منها يلامسها ليتأكد أنها بالفعل هنا ..لتتسع ابتسامته وينحني نحوها يغرقها بقبلات مشتاقه 
لتفتح عيناها ببطئ مبتسمه وعاد يتساءل
انتى حقيقه ورد 
فضحكت وهي تحرك رأسها 
لا انت تحلم كنان 
فضحك وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه 
إذا مدام حلم فسأغرق به 
لتتآلم من خشونه لحيته الطويله ..فأبتعد عنها خاشيا من ان يكون ضغط علي بطنها دون قصد
ماذا ورد ما بكي 
لتضحك علي فزعه ..ناظرة للحيته ..ففهم مقصدها فحرك كفه عليها ضاحكا 
أصبحت كرجل الكهف ..
وتابع بمزاح
انتم المصريات عقابكم قاسې ..تحزنوا تهجروا علي الفور 
فكتمت ضحكتها بصعوبه لتنظر له بعبوس مصطنع 
وماذا عن نسائكم كنان 
فضحك بسعاده حقيقيه وقد تأكد بالفعل انها هنا وليست حلم .. فزوجته الشقية قد عادت وغمز لها بمكر واستمتاع
نصالحهم
اليوم علم ان بسمه قد رحلت من كندا .. نظره واحده ألقتها عليه حين اتت الشركه تجمع اشيائها وتقدم استقالتها ..وكأنها كانت تلومه ...انطفأت داخليا وخارجيا وقد شعر بالآلم من أجلها وهذا مازاد قسوته علي مرام 
كان متكئ بجسده علي الأريكة يقلب بقنوات التلفاز بملل .. ليجد مرام تقف أمامه ب رداء نوم قصير ثم چثت علي ركبتيها 
كريم انا اسفه .. انا عارفه اني كنت انانية بس انا بحبك سامحني 
فأشاح وجهه للجهة الأخرى يؤلمها بكلماته
ادفعي تمن انانيتك شويه يامرام 
ثم اعتدل في جلسته ونهض من فوق الأريكة وازاحها من أمامه وسار نحو غرفته ليتوقف ويلتف إليها 
انتي اللي بنيتي الجدار ده بينا ..رغم اني اديتك كل حاجه انتي عايزاها
واكمل سيره ليغلق باب الغرفة خلفه ... فسقطت دموعها حتى خرجت صوت شهقاتها المتآلمه
...............................................
انتظرت يوم عيد ميلاده بفارغ الصبر كي تفاجأه بالتخطيطات التي ستفعلها له.. فقد جهزت كل شئ ولم تخبره قبل ذهابه للعمل انها تعلم أن اليوم عيد ميلاده ..
رغم أنه ذات مرة أخبرها أنه لا يفضل تلك الأشياء ..
ولكن لا بأس ان تسعده ويحتفلوا معا متذكرين اللحظات الجميله والمضحكه التي مرت بعمرهم والأحلام التي تحققت 
ولا تعلم لما جاء بذهنها ان تهاتف مني وهي تغادر مكتب السيد فؤاد بعد ان اعطت لاحد زملائها أوراق قضيه 
وفور ان فتحت مني الخط هتفت بدعابه 
ما تاخدي جاسم وتسافروا كده شهر شهرين أه ارتاح شويه من طلباته واوامره 
لتضحك مهرة وهي تسير بجانب الطريق .. فأخذت مني تخبرها عن ضغط العمل وتسألها عن حالها الي ان توقفت عن الحديث بعدما دلفت نرمين للغرفه متجها إلى غرفة جاسم بغنج عجيب تلك الأيام 
فهتفت مني بحنق ولم تعي ان مهرة مازالت معها علي الهاتف
لاء وبتسألني اي ساعه فاضي عشان تعمله مفاجأه هي ومدراء الشركه بمناسبه عيد ميلاده ..من امتي هو بيهتم بالحاجات ديه
كانت مهرة تسمعها بتركيز ويدها تمسك الهاتف بجمود 
مين اللي هيعمل مفاجأة 
لتتذكر مني مهرة ..فتضع بيدها علي فمها فحنقها من نرمين جعلها تخرج ما بداخلها ومع تردد سؤال مهرة أخبرتها 
نرمين ياستي عايزه تعمل مفاجأه لجاسم 
..................
نظرت إليها مني بسعادة وهي تجدها تدلف لغرفة الاجتماعات وبعض الموظفين الهامين بالشركة بالغرفة يهنئونه بعيد ميلاده ونرمين تقف جانبه مبتسمه وهو يشكرها علي مبادرتها اللطيفه في جلب قالب الجاتوه 
وانتقلت اعين البعض نحوها .. لتتجه عين نرمين هي الاخري اتجاهها فتتلاشي ابتسامتها 
فتقدمت نحوه كما تقدم هو الآخر إليها ..فأعطته باقة الأزهار بسعاده وحماس أرادت ان ترسل به رسالتها لمن تقف تحدق بهم 
كل سنه وانت طيب ياحبيبي
فأحتضنها جاسم غير مصدقا وجودها ومفاجأتها تلك وهمس بأذنها
حلوه مفاجأتك ديه ..بس انا طماع وعايز هدية أكبر من كده .. مش ورد بس 
وابتعد عنها بعد ان تنحنحت حرجا ..ليطالعهم كل من يقف مبتسما ماعدا نرمين التي أرادت ان تظهر له نفسها بذلك اليوم 
وألتقطت يده بيدها ونظرت لهم ضاحكه 
ممكن اخطفه منكم 
فضحكوا علي عبارتها ..ففي النهايه هي زوجته ومن يحق لها ان تكون جانبه ومعه
فضحك جاسم هو الآخر ومني وقفت تنظر لها بسعاده من أجلها 
وخطي معها خارج الغرفه وهي تشعر بنشوة الإنتصار .. فنظرات نرمين جعلتها تدرك أنها حقا انتصرت اليوم في حق لها وحدها
وبعدما دخلوا لغرفة مكتبه ..حاصرها مبتسما ومال نحوها 
فين هدية عيد ميلادي 
فنظرت لباقة الأزهار التي مازالت بيده 
في ايدك أهي ياحبيبي
فطالع ما بيده بأستياء ثم ضحك 
لاء الورد ده احنا الرجاله بنضحك بيه عليكم 
وغمز لها وهو يرفع أحد حاجبيه .. لتدفعه عنها برفق 
قليل الأدب ياحبيبي
فقهقه بصخب حقيقي وطاوق حضرها بذراعيه 
انحرف يعني مع ستات غيرك 
فحدقت به پشراسه وهي تضغط علي أسنانها ..ليهتف ضاحكا 
شريره انتي يامهرة
وأقتربت منه ثم تعلقت بعنقه بدلال ومرح 
لاء انا بخۏفك بس .. عشان متفكرش تبص لغيري
فأبتعد عنها ليطالعها بتحديق ثم

اڼفجر ضاحكا 
انا توبة خلاص بعد ما اتجوزتك .. هو اللي يغلط مره يفكر يغلط تاني 
وتعلقت عيناه بها وهو يجدها تدور حول نفسها بغنج ورقه 
انا غلطه ياجاسم
فعاد يحاوط خصرها مجددا وهو يدفعها نحو الحائط 
أجمل واحلي غلطه عملتها رغم مصايبك وجنانك 
ومال نحوولكن طرقة علي باب الغرفه ثم انفتح الباب سريعا ..لتقف نرمين مرتبكه شاحبة الوجه من رؤيتهم هكذا.
الفصل
 

75  76  77 

انت في الصفحة 76 من 103 صفحات