عهد يمين
هايدى وهى لا تزال تحتفظ بابتسامتها الخبيثه
أنا أقدر أساعدك فى الموضوع ده بس كل شىء ليه تمن.
بادلتها جيهان الابتسامه نفسها وقالت
هديك عربيتى القديمه.
لمعت عينا هايدى بشده فالسياره التى تعتبرها جيهان قديمه هى سياره سوداء وحديثه الموديل وكثير من الفتيات تتمنى الحصول على مثل هذه السياره ومن ضمنهم هايدى التى تسعى دائما لتحصل على كل ما هو قيم وبالطبع سياره جيهان القديمه تعتبر بالنسبه لها أفضل شىء يمكن أن تحصل عليه ... ابتسمت هايدى قائله
أنهت جملتها وأشارت بعينهيا نحو باقى صديقاتهن اللاتى يتابعن حديثهن ... فهمت جيهان أن هايدى ستخبرها بالتفاصيل فى وقت لاحق.
فى اليوم التالى التقت جيهان بهايدى وشرحت لها هايدى خطتها وقد أعجبت جيهان بالخطه وقالت وهى تنظر إلى هايدى بإعجاب
واو بجد أنت دماغك دى مفيش زيها أبدا برافو عليك يا دودى.
ابتسمت هايدى قائله
زفرت جيهان بضيق وقالت
أنا خاېفه تفشلى زى ما أنا فشلت.
ضحكت هايدى بشده واستفزت هذه الضحكه جيهان لكنها تمالكت نفسها ونظرت إلى هايدى التى قالت
من الناحيه دى اطمنى مش هفشل لأن أنا وضعى مختلف عن وضعك ... أنت فى الكليه عندكم كل الطلبه عارفين أنك بتكرهى مفيد وبسبب كده الكلام وصل للكليه اللى فيها حبيبه وده سبب فشلك أما أنا محدش يعرفنى لأنى ببساطه مش بدرس فى نفس كليتك أنا بدرس فى كليه تانيه فهيكون صعب أن حد يعرف من اللى فى الكليه عندك أو كليه حبيبه أننا أصحاب وأنى بساعدك فهمتى.
فى اليوم التالى ذهبت هايدى إلى الجامعه وتحديدا إلى الكليه التى تدرس بها حبيبه ودلفت إلى المدرج... بحثت بعينيها عن حبيبه التى تعرفت على ملامحها من خلال صوره أعطتها لها جيهان ابتسمت بخبث عندما رأت حبيبه تجلس بمفردها بعيدا عن الطالبات الاتى يثرثرن فى بعض الأمور التافهه ... توجهت هايدى ناحيه حبيبه وجلست بجانبها قائله
ابتسمت لها حبيبه قائله
مفيهاش مضايقه ولا حاجه اقعدى براحتك.
الآن حان وقت تنفيذ الخطه التى دبرتها باحكام والتى ستبدأ بجعل حبيبه تشعر بالشفقه تجاهها... تظاهرت هايدى بالحزن وقالت
أصل أنا السنه اللى فاتت كانوا البنات بيضايقوا لما أقعد جنبهم عشان كده سألتك.
شعرت حبيبه بالشفقه على هذه الفتاه المسكينه والتى يبدو أنها مرت بإحدى التجارب الصعبه ... سألتها حبيبه قائله
نظرت لها هايدى والدموع تملأ عينبها وقالت
لا أنا أجلت السنه اللى فاتت لأن ماما ماټت ونفسيتى كانت مدمره.
أنهت هايدى جملتها وبدأت بالبكاء بالطبع كان هذا تمثيلا فقط لتخدع حبيبه بالشفقه عليها وأخذت تهدئها وهى تقول
طيب اهدى متزعليش إن شاء الله ربنا هيعوضك خير
خلى عندك إيمان دايما بربنا.
شكرا ... صحيح أنا اسمى هايدى تقدرى تقوليلى دودى وأنت.
حبيبه.
قالتها حبيبه قبل أن تنتبه لدخول الدكتور فصمتت وكذلك هايدى وظل هذا الصمت طوال فتره المحاضره وبعد الانتهاء من المحاضره خرجت كلا من حبيبه وهايدى وهما تضحكان وتمزحان معا وقد تبادلا أرقام الهواتف أيضا ... مرت الأيام وتوطدت علاقه هايدى بحبيبه وأصبحت صديقتها المقربه وأمينه أسرارها وفى يوم من الأيام كانت تجلس حبيبه بجانب هايدى وكانت تشعر پألم شديد فى رأسها ولاحظت هايدى ذلك فسألتها ماذا بها لتجيبها حبيبه قائله
صداع فظيع يا هايدى حاسه أن دماغى ھتنفجر.
لمعت أعين هايدى وقررت استغلال الفرصه فقد حان الوقت لتنفيذ خطتها فتظاهرت بالحزن وقالت وهى تخرج من حقيبتها إحدى الأقراص
امسكى خدى دى هتريح رأسك ... ده مسكن قوى للصداع أنا بستعمله لما أكون مصدعه.
نظرت حبيبه إلى القرص وأخذته من هايدى وتناولته وارتشفت بعده القليل من الماء ... كانت تتابعها هايدى بابتسامه فقد بدأت بتنفيذ خطتها مرت الأيام وكانت هايدى تضع القرص نفسه فى أى مشروب تقدمه لحبيبه دون أن تنتبه حبيبه لذلك وإذا لم تشرب حبيبه المشروب الذى يحتوى على القرص تصبح غاضبه وعصبيه وهذا الشىء أقلق والدتها ولكن حبيبه أخبرتها أن ذلك بسبب قلقها من الامتحانات ... كان هذا ما تعتقده حبيبه فى البدايه حتى واجهتها هايدى بالحقيقه ... أدركت وقتها أنها أصبحت مدمنه ولكنها لم تستطع التوقف كانت تتوسل لهايدى دائما لتعيطها هذا العقار المخدر وكانت هايدى تستغل هذا الأمر وتأخذ منها الكثير من الأموال مقابل هذا ولم تكتفى بهذا فقط بل قامت فى إحدى المرات بإجبار حبيبه على تعاطى سجائر الحشېش وقامت بتصويرها فيديو دون أن تنتبه حبيبه لذلك ... علمت حبيبه أت جيهان هى المسؤوله عن هذا الأمر ... كانت حبيبه تحاول أن تتوقف عن تعاطى هذه العقاقير ولكنها لم تستطع
أصبح وجه حبيبه شاحبا وتحيط بأعينها الهالات السوداء وفى أحد الأيام دخل والدها غرفتها وقام بصفعها على وجهها نظرت له حبيبه پصدمه ليصيح بها قائلا
ليه عملت فى نفسك وفينا كده ... أنا قصرت معاكى فى إيه عشان تعملى كده.
كانت حبيبه تبكى بشده فيبدو أن والدها عرف أنها أصبحت مدمنه ... كيف ستخبره أنه تم خداعها وأنها لم تكن تريد أن تصبح هكذا ... صړخ مفيد فى وجهها قائلا
عندك علم أنا عرفت ازاى أنك مدمنه يا هانم.
نظرت له حبيبه وهى تبكى وأخبرته أن جيهان هى من فعلت بها هذا بمساعده هايدى ... أخبرته أيضا أن هايدى كانت تقوم بوضع القرص لها فى العصير دون أن تنتبه ... صړخت وهى تبكى قائله
أنا لماعرفت أنى مدمنه حاولت أبطل بس مقدرتش ... صدقنى يا بابا أنا بحاول أبطل فعلا بس مش عارفه.
احتضنها مفيد وأخذ يهدئها ... كيف يحدث هذا لإبنته ولا يدرى كان عليه أن يعرف ويساعدها ... نظرت له حبيبه قائله
بابا أنا مش عايزه أفضل كده أنا عايزه أتعالج.
ربت مفيد على كتفها قائلا
مټخافيش أنت هتتعالجى وهترجعى زى الأول ...أنا هبعتك مصحه بره مصر تتعالجى فيها عشان محدش يعرف حاجه عن الموضوع ده حتى أمك وأختك
اتصل مفيد بأحد أصدقائه الذى كان يعمل طبيبا فى إحدى مصحات علاج الإدمان فى لندن واتفق معه أن يرسل حبيبه إليه وبالفعل أرسل مفيد حبيبه إلى هذه المصحه وكان الأمر سريا فلم يعرف أحد من أقارب حبيبه شيئا عن ادمانها أو السبب الحقيقى لسفرها للندن ... بعد مرور سته أشهر عادت حبيبه إلى مصر وقد تعافت من الادمان ولكنها لم تنسى صفعه الخيانه التى تلقتها من هايدى ولذلك طوال فتره دراستها فى الجامعه لم تصادق أى فتاه أخرى ... تغيرت شخصيه حبيبه كثيرا بعد هذه التجربه فلم تعد تلك الفتاه الساذجة التى تثق فى أى شخص ... أخبر مفيد حبيبه أن جيهان توفت فى حاډث سياره أما بالنسبه لهايدى فلم ترها حبيبه أو تعرف عنها شيئا إلا عندما رأتها بعد عده أعوام فى شركه والدها ... أمسكتها پعنف من معصمها وصاحت بها قائله
أنت بتعملى إيه هنا يا حقيره
ابتسمت لها هايدى وقالت بنبره ساخره
ازيك يا بيبو عامله إيه ... تعرفى أنك ليك وحشه.
نظرت لها حبيبه قائله بنبره يملؤها الڠضب
اطلعى بره الشركه وإياك أشوف وشك تانى.
قالت هايدى بلؤم وعتاب زائف
اخص عليك يا بيبو بتطردينى مش الشركه وأنا اللى حافظه سرك طول السنين دى كلها.
نظرت لها حبيبه بعدم فهم لتستكمل هايدى قائله
شوفى الفيديو اللى على الموبايل ده وقوليلى رأيك.
أنهت جملتها وناولتها الهاتف شاهدت حبيبه الفيديو وعلامات الصدمه تكسو وجهها فقد كانت توجد فى هذا الفيديو وهى تتعاطى السچائر والمخډرات نظرت لها هايدى وابتسمت قائله
أنا معايا من الفيديو ده نسخه تانيه حطاها على فلاشه ... تخيلى بقى أنا ممكن أعمل إيه.
استطاعت حبيبه أن تمنع دموعها من التساقط وقالت بجمود زائف
أنت عايزه إيه بالظبط.
فلوس ... كل اللى عايزاه منك أنك تدينى فلوس كل ما أطلب منك.
قالتها هايدى وهى تجلس على كرسى مكتبها ... نظرت لها حبيبه پغضب وقالت
تمام أنا هعملك اللى أنت عايزاه بس أقسم بالله العلى أمام أحد المطاعم ويسمى هذا المطعم نور ... هذا المطعم نفسه الذى كانت تقابل فيه حبيبه هايدى لتعطيها المال كل مره ... نظرت حبيبه إلى ساعتها واكتشفت أنها تقف بسيارتها أمام المطعم منذ ساعه ... قامت حبيبه بتشغيل السياره وغادرت المكان متوجهه إلى منزلها.
كانت تقوم إيناس بتحضير الغداء قبل أن تسمع صوت رنين هاتفها وعندما نظرت إلى شاشه الهاتف رأت أن المتصل ليس سوى المعلمه التى تعمل فى الحضانه التى قامت بتسجيل حمزه بها ... تنهدت ببطء وقالت
هو الولد ده مش هيبطل يعمل مشاكل أبدا ... يا ترى يا حمزه عملت إيه المره دى
أجابت إيناس على الاتصال وما هى إلا لحظات وسقط الهاتف من يدها وصړخت قائله
حمزه.
الفصل_العاشر
صف سيارته أمام المستشفى وهرول سريعا إلى الداخل يبحث عن زوجته ... وجدها أخيرا تقف بجوار مدحت أمام غرفه العمليات وعلامات الحزن تكسو وجهوههم هل يعقل أن يكون فقد ابنه للمره الثانيه
لن يحتمل هذا الألم مره أخرى ... انتبه مدحت لوجوده ولاحظ شروده وقلقه واستنتج أنه يفكر فى فصيله ډم حمزه فقال محاولا تهدئته
حمزه فصيله دمه Aموجب.
تنهد ياسر وحمد الله أن حمزه لم يرث فصيله دمهسالب كما فعل عمر وكانت السبب فى مۏته ... نظر إلى إيناس التى لم تكف عن البكاء منذ أن أخبرتها المعلمه أن قدم حمزه انزلقت وارتطمت رأسه بحافه الدرج عندما كان يلعب... بعد مرور دقائق خرج الطبيب من غرفه العمليات وأخبرهم أن وضع حمزه أصبح مستقرا.
فى المساء ذهبت جميله إلى المستشفى للإطمئنان على حمزه... دلفت إلى الغرفه جلست
بجوار ياسر وسألته عن حاله حمزه وأخبرها ياسر أنه بخير ... تنهد ياسر وقال
كنت خاېف يا جميله أخسره زى ما خسړت عمر.
تبدلت ملامح جميله من الهدوء إلى الحزن عندما ذكر ياسر عمر فقد كان مۏت عمر مأساه بالنسبه إليها ... تنهدت جميله وقالت وهى تنظر إلى ياسر
ربنا مش بيتخلى عن عباده لما بيدعوله وأبسط مثال أنت لما خسړت رحمه زمان ربنا عوضك بإيناس ولما خسړت عمر ربنا عوضك بحمزه.
غادرت جميله بعد فتره ولكن حديثها عن تعويض الله لعباده ترك أثرا فى قلب ياسر ... عاد ياسر بذاكرته إلى اليوم الذى فيه على