عهد يمين
فرصه عمل فى إحدى الشركات الكبرى فى محافظه بورسعيد كان سيرفض العمل فى البدايه كى لا يترك والدته بمفردها ولكن راويه استطاعت اقناعه باستغلال هذه الفرصه وبالفعل سافر ياسر إلى بور سعيد وبدأ العمل فى هذه الشركه وتعرف على أمجد الذى أصبح صديقه مع مرور الوقت ... مر عده أشهر على هذا الأمر وفى أحد الأيام قرر ياسر أن يأخذ اجازه ويفاجئ والدته ... بعد مرور ساعات السفر الشاقه وصل أخيرا إلى منزله صعد درجات السلم ومن ثم طرق عده طرقات على الباب لتفتح له فتاه تقول له
أنهت جملتها وأعطته مائه وخمسون جنيها فى يده نظر ياسر إلى المال وعلامات الذهول تكسو وجهه وظل محدقا بها لبعض الوقت لا يفهم من تكون تلك الفتاه وعن أى فاتوره تتحدث
هل يعقل أنه أخطأ وذهب إلى منزل غير منزله لاحظت الفتاه شروده فسألته قائله
هى فلوس الفاتوره مش مظبوطين ولا إيه.
قبل أن يتفوه ياسر بأى شىء خرجت راويه من المطبخ ورأته فهتفت قائله وهى تحتضنه
ياسر حمد على السلامه يا حبيبى.
ظهرت علامات الذهول على وجه الفتاه وشعرت بالإحراج فهذا ليس محصل الكهرباء كما أخبرتها راويه حمحمت قائله
أنا همشى بقى يا طنط عشان متأخرش عن اذنك.
أنا لما خبطت ولقيت البنت دى بتدينى فلوس الكهربه شكيت إن دخلت بيت غلط وكنت هخرج أشوف البيت من بره عشان أتأكد إن ده بيتى.
ضحكت راويه بشده بعد سماعها ما قاله ياسر وقالت
معلشى يا حبيبى أصل أنا لما خرجت من شويه أشترى طلبات من عند الحاج ماجد قابلت عبده محصل الكهربه بس أنا مكنش معايا فلوس لإنى اشتريت الطلبات فهو كتر خيره أدانى الوصل وقالى أنه هيجى ياخد الفلوس بعد ما يصلى العصر فأنا لما سمعت الجرس دلوقتى فكرت أنه عبده عشان كده قولتلها تاخد الفلوس وتديهالك وهى عشان متعرفكشى فكرتك محصل الكهربه واديتك الفلوس.
طيب ومين البنت اللى فتحتلى الباب دلوقتى.
دى تبقى إيناس بنت الحاج ماجد كانت بتجبلى كرتونه المكرونه اللى نسيتها فى المحل.
ظهرت علامات الذهول على وجه ياسر وأردف قائلا
أنت عايزه تفهمينى إن دى تبقى أخت مدحت صاحبى ... أنا أول مره أعرف إن مدحت عنده أخوات بنات غير نسرين وهدى ... بس غريبه مش شبه مدحت خالص.
بعد مرور القليل غادر ياسر منزل مدحت وذهب برفقه يامن وجميله وتناولوا الغداء فى الخارج وفى المساء عاد إلى منزله ... أمسك هاتفهه وبدأ بتصفح موقع التواصل الاجتماعى الشهير فيس بوك قبل أن تجلس والدته بجانبه وتقول
ضحك ياسر بشده فيبدو أن والدته فعلتها وتقدمت بالنيابه عنه لخطبه فتاه كما فعلت سابقا عندما تقدمت لخطبه رحمه ... رفع حاجبه وهو يقول
أنت شكلك مخططه ومجهزه كل حاجه
هى لم تخطط للأمر بل راودتها الفكره عندما رأت إيناس وياسر بالأمس ... ابتسمت وأخبرته أن الفتاه التى تفكر بها هى إيناس ... تفاجأ فى البدايه من اقتراح والدته ولكنه وافق فقد أعجبته إيناس عندما رأها وبالفعل ذهب لخطبتها ورحب به والد إيناس ... تم عقد القران بعد مرور عام على الخطبه وتبعه حفل الزفاف بأيام قليله كانت سعاده راويه لا توصف وزادت سعادتها عندما حملت إيناس وأنجبت مولودها الأول عمر وكانت سعاده يامن وجميله لا تقل عن سعاده راويه وبعد مرور ثلاث أعوام حملت إيناس بطفل أخر ... حصل ياسر على فرصه عمل بإحدى الشركات الكبرى بالكويت وذلك بمساعده صديقه أمجد وسافر إلى الكويت ... كانت حياه ياسر وإيناس مليئه بالسعاده لا يعكر صفوها أى شىء قبل أن يأتى هذا اليوم الذى يعتبره ياسر أسوء يوم فى حياته.
قررت إيناس زياره والدها وبالفعل استعدت وخرجت من المنزل وهى تمسك بيدها عمر بعد مده وصلت أمام منزل والدها فترك عمر يدها وهرول ناحيه جده الذى كان يقف أمام المنزل ... ظهرت فجأه سياره سوداء وصدمت عمر ليطير جسمه فى الهواء ثم يسقط أرضا غارقا فى دمائه نظرت إيناس ووالدها إلى عمر پصدمه لم يستوعبا ما حدث خلال هذه الثوانى أما بالنسبه للسياره التى صدمت عمر فقد هرب صاحبها على الفور .
فى المستشفى كانت تبكى إيناس بشده وتدعو الله أن يحفظ صغيرها عمر ... خرج الطبيب من الغرفه وأخبرهم أن فصيله ډم عمر Oسالب ... صړخت إيناس قائله وهى تبكى
اعملوا أى حاجه المهم ابنى يبقى كويس.
حاول الطبيب تهدئتها قائلا
احنا بنعمل كل اللى فى ايدينا بس احنا محتاجين ډم ... ولأسف فصيله ډم ابنك مش متوفره فى بنك الډم حاليا ... هو أنتم عندكم حد من الأقارب عنده نفس الفصيله
أجابه مدحت
أيوه ... والده نفس الفصيله بس هو مسافر الكويت.
صړخت إيناس قائله
يعنى مفيش حد تانى فى العيله فصيله دمه Oسالب غير ياسر.
فى هذه اللحظه تذكر مدحت الحاډثه التى تعرض لها يامن من قبل وأنه يشترك مع ياسر فى فصيله الډم نفسها فهتف قائلا بلهفه
يامن وياسر فصيله دمهم زى بعض ... أنا هتصل بيامن دلوقتى وأقوله يجى المستشفى.
حاول مدحت الاتصال بيامن عده مرات ولكنه كل مره يأتيه الرد نفسه الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح
البقاء لله
قالها الطبيب وهو يخفض رأسه أرضا ... سقطت إيناس أرضا وأغشى عليها ... اتصل مدحت بياسر وأخبره بوفاه عمر ... لم يصدق ياسر أن ابنه الصغير الذي لم يبلغ أربع سنوات من عمره قد ماټ .
عندما علم يامن بوفاه عمر ذهب إلى منزل ياسر ولكن مدحت قام بطرده ... بعد مرور يومين استطاع ياسر بصعوبه العوده إلى أرض الوطن ... كانت حالته النفسيه سيئه للغايه وحاله إيناس أيضا فقد أصابها اڼهيار عصبى ... طلب ياسر من مدحت اخباره بتفاصيل الحاډث وبالفعل أخبره مدحت بكل شىء وأخبره أيضا أن سبب عدم استطاعه الأطباء انقاذ عمر هو عدم توفر الډم المناسب ... تفاجأ ياسر بعدما سمع
ما قاله مدحت ... كيف لم يستطيعوا العثور على شخص فصيله دمه مطابقه لفصيله ډم عمر ويامن يمتلك نفس الفصيله
سأل ياسر مدحت هذا السؤال حاول مدحت أن يتهرب من الإجابه إلا أنه أمام اصرار ياسر لإخباره
أنا يوم الحاډثه اتصلت بيامن في الاول كان موبايله مقفول بس لما اتصلت على التليفون الأرضى فى البيت والدته ردت عليا وقولتلها أن ضرورى يامن
يجى المستشفى وقولتلها عن حاډثه عمر أنا بعد ما اتصلت فات نص ساعه ومجاش فعشان كده اتصلت ثانى وكانت المفاجاه لما يامن رد عليا وقبل ما أقول أى حاجه قالى وقتها.
تنهد بضيق وهو يتذكر ما قاله يامن
اسمعنى كويس يا مدحت وحط الكلام اللى هقوله حلقه فى ودانك ... أنا مليش أى علاقه بمشاكل ياسر أو إيناس أو أى حاجه تخصهم أنا مش شغال كل شويه رايح جاى عشان خاطرهم ... أنا عندى حياتى وعايز أعيشها ومعنديش وقت أجرى هنا وهناك ... أنا متأكد كويس أنكم قادرين تتصرفوا فى الموضوع ده من غيرى سلام.
شعر ياسر بالډماء تغلى فى عروقه ... لا يصدق أن أخيه الوحيد فعل به هذا ... لا يصدق أن أخاه لم يتردد أبدا في في ترك طفل صغير ېموت وليس أى طفل بل ابن أخيه ... تمنى أن يكون هذا كابوسا وأن يوقظه أحد منه.
في هذه اللحظه سمع صوت الجرس ففتح الباب ليجد يامن أمامه ... كور ياسر يده ونظر إليه نظره مليئه بالڠضب والحقد قائلا له بتهكم
أفندم أنت جاي عايز إيه تانى مش كفايه اللى عملته
أجابه يامن وعلامات الذهول تكسو وجهه
هو فى إيه الحكايه بالظبط أنا ما أجى هنا مدحت يطردنى ... وأنت دلوقتى بتتكلم معايا كده.
صاح ياسر قائلا
الحكايه أنك حقېر وواطى وأنانى ... اتخليت عن ابنى وهو محتاجك عشان حضرتك مش عايز تدخل فى أى حاجه تخصنى.
فغر فاهه بتعجب لا يفهم أى شىء ... كيف ومتى تخلى عن عمر نظر إلى مدحت پغضب فقد تأكد أنه خدع ياسر وجعله يصدق أنه تخلى عن عمر ... وصل ڠضب يامن إلى ذروته وقام بلكم مدحت فى وجهه ... أبعده ياسر پعنف عن مدحت وكور يده وبكل ڠضب ضړب الحائط وقال
اطلع بره يا يامن ومتخلنيش أشوف وشك تانى.
شعر يامن بخيبه الأمل فشقيقه الوحيد صدق شقيق زوجته ولم يصدقه ... نظر إلى ياسر پغضب وقال
أنا اللى مش عايز أشوف وشك تانى لأنك ببساطه صدقت أهل مراتك وكدبت أخوك اللى من لحمك ودمك.
قالها يامن وهو ينظر لياسر بأسف ... اتسعت حدقتى عين مدحت من الذهول وقال
لا يا شيخ يعنى أنا وأبويا كدابين وأنت اللى صادق ... أنا مش فاهم أنت ازاى شاطر فى الكدب بالطريقه دى.
لم يستغرق الأمر سوى بضع ثوان قبل أن يسقط مدحت أرضا بعدما لكمه يامن للمره الثانيه ... رد ياسر له اللكمه التى لكمها لمدحت لينظر له يامن پصدمه ثم اتجه ناحيه الباب وصدم عندما رأى جميله تبكى فيبدو أنها رأت كل شىء ... أمسكها من معصمها وخرجا من منزل ياسر ... أخرج منديلا وأعطاه لها لتمسح دموعها ثم همس قائلا
من النهارده احنا ملناش أخ ... أنت يا جميله ملكيش أخ غيرى أنا وبس.
قالها ونظر إلى ياسر الذى كان ينظر لهم من شرفه منزله.
كانت هذه أخر مره رأى فيها ياسر يامن وجميله حاول ياسر أكثر من مره أن ينسى ما فعله به يامن ولكنه لم يستطع ... كيف سينسى أن شقيقه تخلى عن ابنه وتركه للمۏت
انتشله من ذكرياته صوت هاتفه نظر إلى الشاشه وجد المتصل أمجد فرد عليه سأله أمجد عن حاله حمزه واطمئن عليه ... تذكر ياسر المكالمه التى وردته من تلك الفتاه التى لا يعرفها فهى لم تتصل به بعد هذه المره أخذ يفكر هل يعقل أن تكون هذه الفتاه صادقه وطفله عمر حقا قد وليس حاډثا كما كان يعتقد أم أنها مجرد فتاه لعوب تحاول خداعه من أجل المال فقط
والسؤال الأهم إن كانت هذه الفتاه تقول الحقيقه لماذا انتظرت كل هذه السنوات لتتصل به فقد كان بإمكانها