السبت 23 نوفمبر 2024

تُوفي زوجها بعد أشهر قليلة من الزواج بقلم ريم السيد

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

الصغار عل الله يعوض قلبي عن الحزن وعلني أستطيع تخطي ماحدث فلا بد ويأتي يوما ويرغمني أهلي عن الزواج كما يعرضون علي دائما .
دخلت الأم تضع العصير أمام الجارة فوجدت ابنتها في حضنها والمرأة تملي عليها عبارات الصبر قالت الجارة 
هل كان يصدق أحد أن ترفض الجميع وتقبل ابني الحمد لله .
انتفضت الأم وقد ڠضبت وقالت دون أن تنتبه لكلامها
كيف ذلك تقبلين من له أولاد وترفضين شباب لم يسبق لهم الزواج ومنهم من تزوج وطلق دون أبناء !
لم تظهر المرأة ضيقها من حديث الأم لكن الفتاة قالت 
ربما يكون الأطفال العوض لروحي .
رحلت الجارة سعيدة بقرار الفتاة ونضجها ورغم محاولات الأم والأب في عدول ابنتهم عن قرارها الذي سيجعلها تتحمل مسؤولية كبيرة إلا أنها قررت الزواج من الرجل الذي يطلبها للمرة الثانية ويرى فيها الخير لبيته وأولاده .
تزوجته ورغم نفور الأولاد منها في البداية إلى أن نقاء قلبها ونيتها السليمة طغت على مشاعرها فوصلت لقلوبهم سريعا وصارت لهم نعم الأم فعوضتهم عن ليالي الحرمان من أم تبث الحنان بقلوبهم وعوضوها عما فقدته أما زوجها فكان نعم الزوج ونعم المقدر لكن رفضت الكثيرين وقبلت به هو وكانت نعم الأم لأولاده ولم تكن قد مارست الأمومة من قبل وماذهبت لبيت أهلها مرة واحدة إلا وكانوا معها وما مرت أشهر بسيطة إلا واكتشفت حملها فكانت سعادتها وزوجها كبيرة وسعادة أهلها لا توصف قالت أمها 
ستقضين شهور الحمل معنا كي نريحك ويكتمل الحمل على خير .
قالت 
ولمن أترك أبنائي 
تعجبت الأم قولها 
سيكون الأمر شاقا .
بإذن الله لن يشق علي شيء ماداموا سعداء وما دمت شديدة السعادة بينهم والله يا أمي ماعدت أطيق فراقهم وسبحان من صب حبهم في قلبي .
قالت الأم 
جزاك الله خيرا يا ابنتي على قلبك وصدق حبك لهم .
كان ابن زوجها لا يشتري بمصروفه شيء إلا وقاسمها إياه وكانت ابنة زوجها لو قال لها أحدهم كيف حال خالتك تبكي وتردد
هي أمي ولا أناديها سوى أمي .
اكتمل الحمل وجاء الصبي الصغير
ليكون لها ابنا ثالثا وينهل من حنان أمه الذي يغرق اخوته فهنأت في حياتها بالحب والود مع زوجها وأولادها كما لم تهنأ ولم تتخيل في حياتها . ريم_السيد
صدق النية والرحمة في التعامل مع الأطفال الذين فقدوا أحد أبويهم لا يعود على المرء إلا بكل الخير والسعادة في قلبه وفي حياته كلها فقد أهدتهم الرحمة فأهداها الله كل ماتحب من زوج محب وعائلة ودودة وأطفال لا يطيقون الحياة دونها عوضتهم الفقدان فعوضوها عن كل الأحزان .
بقلم ريم السيد المتولي 
الحكاية السادسة من سلسلة قلوب رحيمة 
القصة من سوريا 
حكاية من صلب الواقع
كتابات ريم السيد

انت في الصفحة 2 من صفحتين