الطقاقه نورا وحفل الجن
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وغمزت الفرقة ليكملن العمل ولا يظهرن ارتباكهن أو خوفهن حتى لا يصبهن مكروه وينتهي هذا الکابوس بسلام .
فسايرنها في الخطة وأكملن الغناء إلا واحدة من أفراد الفرقة التي لم تستحمل المنظر من الړعب فأغمي عليها فورا .
فتوترت أجواء العرس وسأل أهل العرس(الجن) الطقاقة نورة عن سبب إغماء السيدة فطمأنتهن نورة .
وقالت أنها فقط تعبانة ومريضة فأخذتها للغرفة الخاصة بنورة وفرقتها وتركوا الاثنتان لوحدهما فأخذت الطقاقة نورة تهون على السيدة وتطمئنها فقالت ألا تعلمين من هؤلاء إنهم ليسوا بشړا طبيعيين.
فقالت نورة:" أعلم أنهم من الجن ،لكن ليس لنا حل آخر سوى أن نصبر ونتحمل ونكمل عملنا دون أن يعلموا أننا عرفنا بأمرهم لكي ننجو ونخرج من هذا البيت بسلام " تحاملت السيدة على نفسها وعدن إلى عملهن والطرب من جديد.
مع اقتراب وقت الفجر بدأت الأجواء تبرد شيء فشيء بشكل عجيب وغريب ،فجأة انقطعت الكهرباء في البيت وصار الظلام مخيفا ومرعبا .
واختفت الأصوات كلها بلحظة واحدة وعم السكون البيت ، كأن الطقاقة نورة وفرقتها هن الوحيدات في هذا المكان .
فأخذت نساء الفرقة تصرخن من الخۏف والړعب أما نورة فكانت شخصيتها قوية ظلت تقرأ آيات من القرآن في نفسها .
وطلبت منهن السكوت وقالت: "هذه الآن فرصتنا للخروج من البيت أثناء الظلام ".
صدمة النهاية
فخرجن وهن يجرين تاركات كل ما يملكنه من حقائب وأغراض في ذلك البيت من الخۏف .
وعندما خرجن وابتعدن بمسافة آمنة من البيت، التقين بأحد الرجال الكبير بالعمر وهو ذاهب لصلاة الفجر،فقال لهن "ماذا تفعلن هنا لوحدكن ؟ .
"أخبرته الطقاقة نورة أنها الفنانة المشهورة وأنها جاءت لتحيي عرسا في ذلك البيت وأشارت خلفها للبيت، استدرن خلفهن ليصدمن أن هذا البيت قديم مهجور ومظلم .
قال الرجل :"أي عرس وأي بيت "لا يوجد أحد هنا ، وهذا البيت مهجور منذ 10سنوات لا يسكنه أحد ولا يمر من أمامه أحد بسبب الأصوات التي يسمعها بعض الناس أحيانا بداخله .
رغم عدم وجود أحد به ،فهو مسكون بالجن " نصحهن بالحذر والابتعاد من المكان و أكمل طريقه نحو المسجد .
أما الطقاقة نورة والفرقة فأخذن يرمقن بعضهن البعض بنظرات فارغة ،لم يصدقن ما عشنه تلك الليلة وما يرينه أمامهن أين الأطفال والأضواء .
أين السيارات وآثار الأقدام؟ أو حتى آثار عجلات السيارات ولو أثرا بسيطا يدل على أن الحياة كانت منذ قليل تذب في هذا البيت .
مجرد بيت بارد مظلم مرعب، عادت الطقاقة نورة وفرقتها إلى بيوتهن وحكين قصتهن للناس فمنهم من صدقهن ومنهم من قال أن هذا ضړب من الجنون والأوهام .
و هذا لأنه هناك من الناس من لا يؤمن أصلا بوجود الجن وهناك من لا يصدق فكرة أنهم قد يتصادموا مع الإنس في قصص .
أو قد تجمع عالمي الجن والإنس حوادث وحكايات مثل هذه إلى أن يشهد ذلك بنفسه أو يرى موقفا مرعبا أو عجيبا.
يقال أنه منذ تلك الحاډثة اعتزلت الطقاقة نورة الفن، وتوقفت عن إحياء الأعراس والمناسبات.