الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية حارة تايسون للكاتبه زينب سمير

انت في الصفحة 3 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

كدا اولا انا مخطوبة و....
لم تكمل حديثها وكان قد نهض عن مجلسه ووقف امامه امسك يدها التي تحمل الدبلة التي تربطها بخطيبها ونزع الخاتم منها
وضع حلقة الخاتم امام عيونها و
_لو علي الخطوبة فالخاتم مش في ايدك يعني مفيش رابط يجمعك بيه
قالها بسهولة شديدة ! كأنه سيرغمها علي تناول وجبة لا تحبها ! ليس يغرمها علي امر سيعود عليها بكل الخسائر وجودها معه الان اساسا يعد اول تلك الخسائر !
حسنا .. ستكمل الحوار لحتي نهايته لذا .. تابعت بهدوء
_من كلامك ومن طريقة مجيبتكم ليا انك عايز اي حد والسلام تجيب منه طفل مش هامك مين هو بالتالي مش هتتجوزه انا مقدرش علي كدا
كأنه فهم ما تحاول فعله واي سياسة ستتخذها معه في الحوار وكأنه جهز لكل شئيا مسبقا وعلم بكل الاسئلة التي ممكن ان تطرحها عليه فجهز لها الاجابة
لذلك قال
_هنتجوز علي سنة الله ورسوله
نظرت له بذهول فتابع هو
_انا مكنتش ناوي ابدا علي الجواز بس انتي عجبتيني واللي يعجبني لازم اريحه علشان يريحني
قالها وهو يغمز لها فصړخت پغضب من حديثه ومن الحال كله
_انت شكلك اټجننت 
وبالحقيقة .. تايسون لديه استعداد ان يتحدث معك مدي اليوم وطوال الحياة لكن بصوتا منخفض اذا ارتفع فقط الي حد لا يستطيع تحمله ستري منه ما لا تستطيع ان تتحمله انت ايضا
ولذا عندما ارتفع صوتها امامه احكم قبضة يده حول ذراعها ليقربها نحوه جاعلا وجهه يقابل وجهها وعينيه تتواصل مع عيونها وهو يردف بتحذير
_نصيحة رقم واحد .. في حضرة تايسون صوتك ميعلاش علشان ميخفهوش من وش الدنيا خالص وانتي معاه كمان
اجفلت من حديثه ورغم قوتها التي ظهرت رغم قليل دمعت عيونها وظهر فيهم حيرتها من الامر الذي تعيشه لاول مرة ولم تتوقع يوما انها ستحي فيه ولا حتي بأحلامها واسواء كوابيسها .. لم يعطيها مجالا ل التفكير او الرد وهو يقول
_مفيش مهرب مني ډخلتي الحارة فملكيش طلوع ولو طلعتي يبقي لازم تدفعي قبل ما تطلعي تمن حريتك دي 
صمت ل لحظة وتابع بقسۏة
_والتمن هو طفل منك يكون من صلبي ..
وثم .. لا حديث اخر قيل بعد الذي قاله !
ابتعد عنها كما اقترب فجأة مرددا
_هسيبك انهاردة تفكري واتمني مسمعش غير اللي عايزه لانه كدا كدا هيحصل سوا وافقتي او رفضتي الفرق انه هيحصل بالڠصب يا...
ابتسم هاتفا بأستفزاز
_عروسة 
. . .
ما حدث بعد ذلك لم تفقه هي حيث جاءت لها سيدة كبيرة بالعمر اخذتها من يدها وصعدت بها ل الطابق العلوي ادخلتها لغرفة موضبة بأثاث عصري عكس الطابق السفلي ذو الاثاث الاثري وجدت علي الفراش منامة حريرية ذات ماركة مشهورة ب بنطال طويل وكنزة طويلة بأكمال لونها ازرق نظرت لها بتعجب فقالت ام السعد
_الباشا جابهالك هي وكام طقم في الدولاب
واشارت ل خزانة الملابس الموضوعة بإحدي اركان الغرفة متابعة حديثها
_علشان تتشطفي وعقبال ما تخلصي هجهزلك الفطار
لم ترد ولم تنتظر ام السعد الرد فلا يهمها ما ستقوله الاهم هو تنفيذ اوامر تايسون وفقط بعدما كادت تخرج وقفت عند الباب وكأنها تذكرت شيئا يجب ان يقال حيث ضړبت بيدها علي جبهتها وهي تردف بتذكر
_الباشا بيقولك متنسيش تفكري في اللي قالهولك
ثم خرجت واغلقت الباب ما ان خرجت حتي توجهت هي نحو شرفة الغرفة مشطت المكان حولها وجدت هناك رجلين يقفا عند بوابة المنزل الخارجي واثنين عند الداخلي كانت الشرفة كبيرة تطل علي المنزل من الامام وباقيتها تطل علي الجانب الاخر من المنزل من الجانب الاخر استطاعت ان تري الجانب الخلفي ل المنزل ايضا وهناك كان يوجد بابا ايضا لكنه بلا حراس !
اذن .. ما جال بخاطرها تنفيذه سيكون سهلا جدا ...
ستهرب منه ستهرب من ذلك التايسون باسرع وقت واقرب فرصة لن تجعله ينال منها فليست هي من تستسلم لقدرا ظالما سيبوء عليها بالمصائب ..
ستهرب من ذلك الرجل مهما كلفها ذلك من جهد وتعب وان لم تفلح تلك المرة ستظل تحارب الي ابد الدهر حتي تهرب من براثنه .........!!!!
. . . .
حارة تايسون 
الفصل الثالث ..
خرجت من المرحاض بعدما انتهت من الاستحمام انهت حمامها تقريبا بربع ساعة كانت تستحم وعيونها علي كل مكان خائڤة من ان تكون مراقبة ! فلا شئ يبدو غريبا هنا عالم الخيالات يتحقق امامها خطڤ وطلب غريب فبالتالي كاميرات المراقبة لن تكون شيئا غريبا نظرت لبنطال منامتها وجدته طويل يصل لبعد مشط قدمها بكثير يسبب لها اعاقة في الحركة فلم تفكر كثيرا قبل ان تجلس علي الارض وتقوم بطيه عدة مرات حتي انه وصل لبعد ركبتيها بمسافة قصيرة !
هكذا صار افضل وقفت وتوجهت ل المرآة لتصفف شعرها لا تعلم رغم كونها مختطفة الا انها تشعر بالراحة ورهبة الامس اختفت ! يبدو انها جنت !
امسكت فرشاه وجدتها علي تسريحة الغرفة وبدأت بتصفيف شعرها القصير ذو اللون البني .. لكن ما ان وضعت الفرشاه علي شعرها حتي ارتفع صوت صړاخ نابع من الاسفل صرخات سيدة وبكاء اطفال وامتزج ذلك بهمهمات اناس كثيرة بعدما كان يعم الهدوء علي المكان تحول الي ضجة .. هرج .. ومرج خلال لحظات لا تعد !
انتفضت تاركة فرشتها وتوجهت بخطواتها نحو الاسفل بخصلاتها المبللة وبنطالها القصير حافية القدمين ايضا !
وصلت لبداية الدرج فوجدت ام السعد تهرول من المطبخ ل خارج المنزل لتري ما يحدث فأخذت السلم ركضا هي الاخري وتوجهت لخارج المنزل عن طريق الباب الذي تركته ام السعد مفتوح مقررة الهرب من براثنه شاكرة الفرصة التي ساعدتها علي فعل ذلك لكن وصلت لها توسلات سيدة باكية التي كانت موجهاها نحو تايسون 
سامحه ياتايسون بية والله هنرجع الدين اديني مهلة اسبوعين بس والنبي 
اشارت لاطفالها الصغار الصارخون بفزع مكملة
_ترضالهم يتيتموا ويعيشوا من غير اب 
لكن كأنها تحادث ثرابا ! بعدما كادت تغادر توقفت قدماها ونظرت من خلف الاشجار التي كانت تتسرب من خلفها لتهرب .. لتري مشهد كالتالي 
رجل بالثلاثين من عمره تقريبا يحاوطنه مجموعة من رجال تايسون اقوياء الجسد بعض اهالي الحارة يتابعون المشهد بعيون فاحصة شاهدة فقط !
سبدة تبكي وتنوح باحضانها اطفال صغار والرجل مكدس رأسه في الارض بخزي
خرج صوته البارد ردا علي حديث المرأة
_اها يرضيني مادام ابوهم مش قد وعده ولا كلمته يبقي دي غلطته وانا معنديش استعداد اتحمل نتيجة غلطته
قالت پبكاء
_سيبلنا مهلة اسبوعين ووالله هنرجعلك الالف جنية
نطق مصححا
_خمسة خد الف وقال هيرجعهم خمسة بس لا الالف رجع ولا الخمسة 
وهكذا كان اساس الاتفاق بينهم يستلف منه الرجل الف جنية ويرجعه خمسة ! يرجع خمس اضعاف المبلغ وهذا قليل بالنسبة ل تايسون
في قانونه لا شئ بلا مقابل خذ .. واجلب لي الفائدة
شددت المرأة من احتضانها لابناءها وكأنها تاخذ منهم الدعم وهي تنطق بضعف
_خلال اسبوعين هرجعهم خمسة
لم ياتي لها ردا فعلمت ان العرض لم يعجبه نظرت للارض ل لحظات تفكر قبل ان ترفع عيونها متابعة بخزي
_هنرجعهم سبعة ونص
وهنا فقط .. اشار لرجاله الذي يحاوطون الرجل بتركه ونظر لها ..

انت في الصفحة 3 من 30 صفحات