رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
ابتسامتها قد تلاشت وقد تعالا صوت السيدة سعاد پحده
إحنا مش فاضين للدلع البيت كبير ومحتاج تنضيف.. والبنت اللي بتيجي تنضف رجليها اتكسرت..
لم تنتظر بسمة سماع كلمة أخرى منها ونهضت علي الفور واقتربت منها تقبل خدها
هوا يا سوسو هعمل كل اللي أنت عايزاه.. بس هروح أغير هدومي
رمقتها السيدة سعادوهي تنصرف وشعرت ببعض الضيق من حالها ف بسمة طيبه ولن تكون ممن يدعون البراءة والطيبة وتحت وشوشهم قناع أخر
...........
وضعت الطعام فوق الطاوله بعناية تبتسم للاصناف التي صنعتها.. وقد قامت بدورها علي أكمل وجه.. شعرت بخطواته خلفها فالټفت نحوه وقد لمعت عيناها بنظرة يعلم إنها ليست إلا مصطنعه ولكنها كانت أبعد عن ظنه
حرك رأسه وهو يحدق في الأصناف متسائلا
كل ده عملتي لوحدك
وبابتسامة واسعة كانت تجيبه
أنا ست بيت شاطرة
وهو لن ينكر هذا الأمر فقد اصبحت هي من تعتني بالمنزل بعدما صرف الخدم ظنها ستعترض او ستفر هاربة بعد أن تجد لا شئ تملكه معه إلا الإهانة.. فلو كانت امرأة تشعر وتهتم لكرامتها لكانت رحلت دون أن تلتف خلفها ولكنها مستمرة معه وهو أصبح مرحب حتي ينال مبتغاه.
كاظم
ابتسم وهو يقتنص منها قبلة طويلة سلب معاها أنفاسها
حطي كل حاجة هتتقدم في المطبخ واطلعي علي اوضتك علطول
مش هستقبل معاك ضيوفك
وبنظرة باردة ممتعضة كان يجيبها
نبقى نتكلم في الموضوع ده بعدين
ضجر من تساؤلاتها و لولا هدفه من أستمرارية هذا الزواج الذي ستكون نهايته بنيل وريثه ما كان تحمل وقوفها أمامه ومجادلته
قولت بعدين يا جنات الضيوف علي وصول
وفور أن أنهى عبارته كان رنين هاتفه يتعالا.. مشيرا إليها بالصمت...
وبعد دقائق كانت تصعد الدرج كما أمرها.. وقد اقتنعت بعض الشئ بعدم تفضيله لوجودها
ولكن وقفت مكانها أعلى الدرج وهي تستمع لصوت امرأة..
هبطت قليلا بضعة درجات حتي تتضح لها الصورة عن قرب ولم يكونوا إلا خمسة أفراد امرأتان وثلاث رجال وعلي ما يبدو إنهم زوجاتهم اما الرجل الثالث هي تعرفه تماما وقد رأته في عقد قرانهم
رحب بهم بلطف وحفاوة وقد تسألوا عنها.. بعدما أصبح لديهم علم بأمر زواجه.. ولكنه تجاهل سؤالهم ومضى بهم نحو غرفة الطعام..
أرادت أن تريه إنها لا تريد شيئا إلا أن تعيش في جو أسري يملئه الدفئ.. أرادت أن تريه جنات الحقيقية وليست تلك التي تحدته وتزوجته.
أسرعت في خطاها نحو غرفتها بعدما مسحت دموعها بقوة التقطت أرقى ثيابها ودلفت للمرحاض حتي تزيل عنها أعباء اليوم وتستقبل الضيوف بأناقة فعلت كل شئ بسرعة قصوى وكأنها تتسابق مع الوقت.
وبخطوات هادئة وكعب حذائها يطرق فوق الأرض كانت تتحرك نحو غرفة الطعام
مش لما يعتبرها كاظم زوجة الأول يبقى يعرفها عليكم
القاها جلال لاحد الأصدقاء بعدما تسأل عن زوجة كاظم لتتعرف عليها زوجته.
وقفت مكانها تحدق بضحكاتهم وهي تستمع لحديثهم الذي يخصها.
الفصل الثالث والأربعون
_ بقلم سهام صادق
وفي أوقات تحتاج لأن تتلاشى كل شئ من حولك أن تلقى ما تسمعه خلفك أن تقف بثبات وترسم ابتسامتك.. وأن تتقدم لتحارب في جبهتك لتحارب في منطقتك.. نحو طريق انت من سعيت لأجله.
تعلقت عيناها بذلك الذي نهض فور دلوفها وقد رمقها صديقه بقوة وابتلع باقية حديثه والتقط الماء يرتشق منه لعله يخرج من حرجه..
رمقته جناتوهي تتمنى أن تقف رشفة الماء بحلقه وېموت من شدة سعاله.. وقد تحققت دعوتها وأخذ جلال يسعل بشدة.
تقدمت منه وعيناه لم تحيد عنها ينظر مترقب ردة فعلها ومن نظرتها الواثقة... خشي أن تحرجه أمام ضيوفه.. لم يفكر كيف چرح كرامتها بل فكر في وضعه أمام ضيوفه
مساء الخير يا جماعه
القت تحيتها بابتسامة هادئه واقتربت من ذلك الواقف.. تنظر لترقبه وانتظاره لرؤية ما سوف تفعله
اسفه علي تأخيري وعدم استقبالي ليكم
وبنبرة مازحه وهي تسلط عيناها نحوهم تتمتم بابتسامة واسعه
المطبخ للأسف سرق اليوم كله مني وملحقتش اجهز قبل وصولك
وببطئ كانت تلتف نحو الذي يجاورها وقد تصلبت ملامحه
اتمنى يكون الأكل عجبكم واكسب الرهان من كاظم.. إني طباخه هايله
امتدح الجميع طعامها وبالطبع عدا جلال الذي التقط أنفاسه اخيرا للتو من أثر السعال واخذ يرمقها ويرمق صديقه.. منتظرا ردة فعله مع تلك التي يعرف مدى كره صديقه لها
شايف يا حبيبي صحابك بيشهدوا بطبخي..بس بصراحه هو مبيحبش يتعبني في أي حاجة
ضحك الجميع وبدأت الزوجات يتحدثن عن اطباع أزواجهم وحنقهم الدائم منهم لعدم اتقانهم للوصفات..
مالك يا حبيبي لسا واقف مكانك كده
رمقها حانقا وعاد لجلوسه متمتما لصديقه جلال بعدما وجد ضيوفه ينتظرون جلوس سيدة المنزل اللطيفة
جلال من فضلك..
لم يفهمه جلال في البدايه ولكن سرعان ما تدارك حاله ونهض من فوق المقعد يسمح لها بلباقه رغم حنقه الداخلي
طبعا طبعا.. اسف يا مدام جنات.. اتفضلي
جلست بينهم وقد التمعت عيناها بثقه وهي تري نظراته المصوبه نحوها ابتلعت غصتها وهي تشعر باستياءه من وجودها ولكنه لم يكن يفكر إلا إنها بالتأكيد تسعي لتحقيق شيئا ما فباحثة مثلها علي الثراء لن تظل في حالة الضعف طويلا
أصبحت الجلسة مواضيع لا تدور إلا عليها كيف تعرفت علي كاظم كيف جعلت هذا الرجل يتزوج أخيرا بعدما كان مضربا عن الزواج
اتقابلنا في شركة سليم النجار
التمعت عينين الجالسات وقد جعلوا جميع حواسهم منصبه عليها.. يسمعون منها كيف كان اللقاء..
نسجت في علقھا حلما بعيدا تمنته في مراهقتها.. قصت عليهم بعض مقتطفات استطاعت ترتيبها بواقعية.. وهو كان جالس يستمع في جمود اما جلال ينظر إليها بنظرة ساخرة.. فهذه المرأة ليست سهله ولديه كل الحق في أن يجعل صديقه يكرهها
مالك يا كاظم ساكت ولا يا سيدي مكسوف تعترف لينا إنك اخيرا حبيت وجات الست اللي خليتك تفكر تتجوزها
القاها احد الأصدقاء مازحا فتنحنح بعدما قاوم مشاعر حنقه ومقته نحو تلك التي أصبحت هي محور الجلسه
المدام حالمية شويه عن اللازم يا جماعه وبتحب تتكلم كتير
أخص عليك يا حبيبي
التقطت كفه فتجمدت عيناه علي فعلتها..وطالعت الجالسين ببراءة لا يعرف كيف اجادة اصطناعها
ده مقليش بحبك غير يوم فرحنا
صحيح يا مدام جنات ليه معزمتوش حد علي فرحكم ولا عملتوا في أوتيل فخم
رمقها بتشفي منتظرا سماع جوابها.. فهي من وضعت حالها في هذا الموقف
كاظم مبيحبش الحفلات ولا الدوشة.. وبصراحه وانا كمان.. ف احتفلنا بجوازنا وسط بعض الأهل
طالعته بانتصار وهي تري نظراته القاتمة تخترقها ابتسم جلال متهكما فكم هي ذكيه ماكرة
أنت لسا بتشتغلي في مجموعة النجار ولا دلوقتي طبعا انضميتي لمجموعة النعماني
واتبع الصديق عبارته ضاحكا وهو ينظر نحو كاظم.. منتظرا جوابه