الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 120 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى يخبر زوجته أن الراجل معظمهم لا يحبون عمل زوجاتهم معهم
 لا كاظم سيبلي القرار لكنه مرحب جدا إني اشتغل معاه
احتدت ملامحه وقبض بقوة فوق شوكة طعامه فقد تجاوزت جميع النقاط.. وجعلته يظهر أمام أصدقاءه وزوجاتهم كم هو زوج محب عطوف.. إنها تتلاعب به تلك الماكرة
تلاقت عيناه بعينين جلال الذي انتظر أن يتخلى صديقه عن صمته

 مش هنكمل اكلنا يا جماعه ولا هتفضلوا مع حكايات المدام..
وبنرة حاول جاهدا أن يخرجها مازحا تمتم وهو يرمقها بوعيد
 اصل المدام بتاعتي مش هتسكت خالص
ضحك الجميع كما ضحكت معهم وابتسمت بزهو وهي تشعر برغبته في إنهاء هذه الضيافه بأسرع وقت.
انتهت الضيافه كما كان يأمل.. ولكنها استنفذت منه طاقته 
غادر أصدقاءه بزوجاتهم فوقف جلال معه بالخارج وضحكاته تتعالا بقوة
 ديه مطلعتش سهله خالص
تجهمت ملامح كاظم يتمتم پغضب
 اتفضل يا جلال أنت كمان السهره خلصت وياريت بعد كده تحافط علي لسانك.. مهما كان هي مراتي
رمقه جلال وهو لا يصدق حديثه
 مالك يا كاظم هي بدأت تسيطر عليك ولا إيه.. مهما الستات كده يدحلبوا لحد ما يوصلوا لهدفهم
 أنت عارف كويس إن مافيش ست تقدر تضحك عليا.. لكن بغباءك وبكل بساطه تقول إني مش معترف بيها زوجه قدام صحابنا ليه..
 هو أنت خاېف منها يا كاظم.. عشان سمعتني.. ما هي ديه الحقيقة.. ده غير الحقيقة التانيه اللي أنا واثق إنك بتعاملها بلطف لحد ما تاخد اللي عايزه
 جلال بلاش تلعب معايا يا جلال
صړخ به بحدة فتراجع جلال للخلف قليلا.. وقد علم إنه تعدي نقاطه مع صديقه
 خلاص يا كاظم فاهم.. ولو عايزني اعتذر من المدام مافيش مشكله عندي
تجهمت ملامح كاظم فاسرع جلال بالمغادرة مودعا
 سلام يا باشا 
..........
التف العم جميل حوله بعدما جلس أمام طاولة الطعام الصغيرة التي اعدتها سعاد من أجل أن يتناولوا وجبتهم كعادتهم في المطبخ
 فين بسمة يا سعاد
وضعت سعاد الأطباق وجلست فوق مقعدها وشرعت في تناول طعامها
 بتنضف الفيلا
رمقها جميل وقد استعجب ما تخبره به ف سعاد لم تحب أن تجعل بسمة تعامل كخادمة بالمنزل.. كانت تعاملها كالضيفة المرحب بها ومهما عرضت من مساعده.. كانت تجعلها تساعد باشياء بسيطة ولكن أن تنظف وتمسح.. كان الأمر عجيب عليه فهذه كانت مهمة إحدى السيدات التي تأتي يومان بالأسبوع
 بتبصلي ليه يا جميل مستغرب ليه يعني إنها بتنضف.. هو وجودها إيه هنا غير كده.. لا هي ضيفه ولا قريبة.. هي مجرد واحده جابها جسار بيه رفقا بيها و إكراما لطليقته الست ملك
 خلصت أخيرا البيت كبير ما شاء الله وتنضيفه صعب.. ده أنا كنت بكلم نفسي وأنا بنضف وأقول الله يعينها الست اللي بتنضفه 
هتفت بها بسمة وهي تدلف المطبخ بملامح مرهقة.. تمسح يديها في عباءتها المبتلة علقت عيناها بالطعام وقد نغزها الجوع بشدة.. فهرولت نحو الطاوله تقبل وجنتي سعاد التى تجهمت ملامحها من فعلتها ولكنها اخفت مشاعرها سريعا
 تسلم ايدك يا احلي سوسو في الدنيا
ابتسم العم جميل وهو يراها تأكل بجوع يمازحها كعادته
 هتزوري يا بسمة براحه يا بنتي
 جعانه اوي يا عم جميل سوسو النهاردة حبت ترجعني للشقي بعد ما كنت بدأت اتعود علي الراحه
هتفتها بمزاح ولكن سعاد لأول مرة كانت تراها شكوى.. وكأنها مرأة شريرة ظالمة
 ما ديه حياتنا ولا أنت فاكرانا هوانم هنا .. إحنا بنشتغل عشان ناكل لقمتنا بالحلال
تمتم بها سعاد پحده فطالعها جميل وقد توقف عن مضغ طعامه.. ينظر نحو ملامح بسمة التي سكنت
 مهمتك تنضفي البيت كل يومين لحد ما ترجع العامله من تاني
.............
دلف للغرفه بملامح متجهمة سرعان ما تحولت للذهول وهو يراها تلتقط متعلقاتها وتمر من جواره 
التقط ذراعها بعدما فاق من ذهوله يتسأل وقد راودته الشكوك
 رايحة فين
نفضت ذراعها عنه بطريقه صډمته.. تنظر إليه بتحدي
 هنقل حاجتي الاوضه التانيه لحد ما يعدوا ست شهور علي جوازنا ومتقلقش هتصحي الصبح تلاقيني مشيت
ورغم المرارة التي علقت بحلقها وهي تهتف بها إلا إنها بدأت تفيق.. وكأنها الفترة الماضيه لم تكن هي
 نعم! 
وباستنكار كان يتمتم عبارته يلتقط منها حاجتها.. يلقيها أرضا
 القرار ده أنا اللي اخده مش أنت
 لا يا ابن جودة النعماني لو كنت في البدايه ساكته ومتقبله إهانتك ليا وإني مجرد ست في سريرك بتلبي ليك رغباتك.. فكان عشان اكسبك واخليك تعرف إني مش وحشه ولا طماعه
انسابت دموعها رغما عنها تنظر إليه وهي تتذكر كيف لم يرغب بها أن تستقبل ضيوفه وكيف تحدث عنها صديقه
 يمكن لعبة معاك غلط يمكن كنت طماعه.. يمكن حاجات كتير 
أرادت أن تخبره إنها ارادت أن تكون أمرأته.. ولكن لم تعد تريد أن تظهر أمامه بالضعف..فقد انتهت علاقتهما الفاشلة بكل المقاييس
 وبعترف إني استحق اللي حصدته استحق إني أكون زوجة مهمشة.. استحق الۏجع اللي أنا حساه دلوقتي
شعر برجفة قلبه ولكن سرعان ما كان يعود لجمودة فهو لا يتأثر بدموع أحد وخاصة النساء
 خلاص خلصتي الدراما اللي أنت فيها بسبب كلمتين سمعتيهم من جلال
تجهمت ملامحها واندلعت براكين الڠضب داخلها ولم تشعر بحالها إلا وهي تدفعه بكل قوتها
 أنت مريض أنت إيه جبروت معندكش أي مشاعر
وببساطة كان يجيبها بعدما تحكم في قبضتيها
 ايوة مريض يا جنات وزي ما قولتي أنت اللي اختارتي طريقك بنفسك
 هصلح غلطتي ونتطلق
احتدت عيناه فلو كان راغب برحيلها فهو من يطردها وليست هي من تقرر
 هعيش هنا ضيفه لحد ما الايام تعدي.. ولولا كلام الناس كنت مشيت وسيبتلك بيتك اللي مفيهوش روح ولا حياة زيك
تركها تخرج كل ما تريده.. ولم تكن عيناه إلا نحو شفتيها.. سيخرسها بطريقته سيجعلها ترضخ تحت سطوته 
قبلها بشراسة واخذ يدفعها نحو الفراش.. حتى تهاوت فوقه بعدما قاومته بضراوة صاړخة
وكلما كانت تصرخ وتدفعه عنها كان عنفه يزداد.. شعر بملوحة دموعها التي تذرفها فتوقف عن نيلها بتلك القسۏة.. يهمس اسمها
 جنات
ولكن جنات التي كان يخضعها بين ذراعيه قد أنتهت وعادت جنات القديمة.. جنات الباردة جنات التي لا تجعل قلبها يسيطر عليها.. عاد يقبلها برفق.. يدمغها بجسده ككل ليلة وعند فروغه منها.. وجد امرأة أخرى بين ذراعيه.. هادئة باردة تطالعه في الصمت
 كسبت يا ابن النعماني و دمرتني
تمتمتها بمراره فنهض عنها وكأن عبارتها لسعته.. ينظر إليها وهي تلملم ثوبها الممزق وتنهض من فوق الفراش تسير مترنحة لتغادر الغرفة تحت نظراته المصډومة
.............
اقترب من المطبخ بعدما شعر بحركة ما داخله.. طالع الوقت ف السيدة سعاد قد ذهبت لغرفتها وقد ابلغته بعدما وضعت له فنجان قهوته الأخير.
دلف للمطبخ بخطوات حذرة فعلقت عيناه بها.. وهي منحنية بعض الشئ تضع بيدها فوق بطنها.. وتنتظر غليان الماء الذي تضعه فوق الموقد...
تأوهت پألم وهي تغلق الموقد وتلتقط الركوة... التقطت عيناه الكوب الموضوع جانبا وقد وضعت به بعض الأعشاب كما يظهر إليه
 حاسبي أيدك 
هتف عبارته وهو يراها لا تتحكم في سكب الماء و التقط منها الإناء.. وشرع في صب الماء متسائلا
 أنت تعبانه
تخضبت وجنتاها خجلا فبماذا ستجيب عليه.. صمتت دون جواب فابتسم وقد تفهم الأمر وهو يقلب لها مشروبها
 لو فضلتي تعبانه خدي مسكن 
 ده هو دور برد وهشرب الأعشاب وهكون كويسه
أسرعت في إلقاء عبارتها حتى تصرف عن ذهنه ما وصل إليه.. اتسعت ابتسامته وهو يري شدة ارتباكها
 ما أنا عارف إنه برد يا بسمه
 

119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 298 صفحات