الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 178 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


عمرها ما فرق معاها سعادتي
 أنا يا رسلان ده أنت أغلى ولادي
هتفتها كاميليا بمرارة بعدما تحركت من أمامه وهوت بجسدها فوق أقرب أريكة
 قولت كلمني أنا وفهمني إيه سبب ثورتك علينا
اغمض رسلان عيناه ينظر نحو والدته يسرد لوالده حالة خالته النفسية التي لا تسمح بخروجها من المشفى
 ليه يا أمي..
 كنت عايزه اتولي إدارة الجمعيه قولي ازاي هتولي إدارة جمعيه عن حقوق الإنسان وأنا اختي رمياها في مصحة.. السړطان انتشر في جسمها وعلاجها بقى صعب أيامها بقت معدوده امنيتها الوحيدة تعيش اللي فاضل من عمرها جنب أحفادها من أمتى كان قلبك قاسې يا رسلان 

والدته تسأله لما أصبح قاسې لما لا يغفر وينسى الماضي
 بلاش يا أمي اتكلم خليني ساكت
سقطت دموع كاميليا فانسحب عزالدين نحو غرفة مكتبه فعن أي حديث سيتحدث وهو شارك معهم في إبعاد ملك عن حياة أبنه 
إستدار رسلان بجسده مغادرا لتتعلق عيناه بعينين ناهد التي وقفت أعلى الدرج تستمع كعادتها لما يدور حولها في صمت تضم كفيها ببعضهما بقوة
.........
توقف كاظم بسيارته بعد صراع طويل مع حاله أمام محل الأزهار الذي بحث عنه حتى يجد أقرب موقع إليه
طال مكوثه في السيارة يطالع صاحبة المحل وهي ترتب إحدى الباقات وتختار ورودها بعناية لذلك الواقف
زفر أنفاسه ثم ترجل من سيارته فلا بأس أن يعتذر عما فعله ويفعل كما فعل شقيقه.
........
غادرت فتون صالون التجميل لا تصدق إنها فعلتها وأحدثت بعض التغير في هيئتها التمعت عيناها تتخيل ردة فعل سليم عندما يتحدث معها ليلا صوت وصورة. 
استدارت بجسدها تلقي بنظرة أخيرة نحو صالون التجميل ثم اتجهت نحو السيارة تستقلها فقد تأخرت في عودتها. 
التمعت عينين مسعد وهو يحدق بالمكان بعدما غادرت يعض فوق شفتيه
 كبرتي واتدورتي يا فتون لا والفلوس عملت منك هانم كمان 
.........
دلفت فتون غرفتها تلقي بحقيبتها فوق الفراش ثم أسرعت بفك حجابها واقتربت من المرآة لترى ملامحها مجددا.
التمعت عيناها في إنبهار لا تصدق إن مجرد قصت شعر وصبغ بضعة خصلات منه يغير من شكلها ويجعلها فاتنة
اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ تحرك يديها بين خصلات شعرها تنظر لحالها بسعادة
 يا ترى سليم هيكون مبسوط وهيلاحظ ده ولا هيكون زي ما بسمع إن الرجاله مش بتلاحظ حاجة
وقفت تتسأل تستنكر حيرتها
 هو أنا ليه واقفة بسأل نفسي وأنا ممكن اتصل بي وأكلمه ياريت يرد عليا او يبعت رساله مش معقول كل ده مخلصش شغل
التقطت هاتفها تهتف عبارتها متذمرة حدقت بالهاتف وقد صدح رنينه قبل أن تضغط على زر الاتصال تقطب حاجبيها في دهشة
 تعرفي إن كنت هكلمك بعد ما اكلم سليم مش هتصدقي عملت إيه في شعري
ارتعشت شفتي جنات تنظر نحو أختبار الحمل الذي جلبته بعد مغادرة كاظم صباحا
 هياخده مني يا فتون لو عرف هو قالهالي يا فتون
ضاقت عينين فتون تحاول أن تفهم ما تتحدث عنه جنات
 هياخد منك إيه يا جنات أنا مش فاهمه حاجة
 أنا حامل يا فتون كاظم هياخده مني لو عرف
دلف الشقة يبحث عنها بعينيه خاب امله في تواجدها خارج غرفتها فقد كان يمني نفسه أن يجدها بغرفة الجلوس أو المطبخ حتى يعطيها الباقة دون حديث وينسحب نحو غرفته متعللا بإحتياجه لحمام منعش قبل خروجهم للعشاء
حاول أن يستجمع شتات نفسه يزفر أنفاسه للمرة التي لا يعلم عددها ثم تحرك قليلا ووقف مرتبكا مترددا لا يعرف أيتراجع عن الأمر أم يفعل ما يخبره به قلبه
تحرك خطوتين ثم توقف حائرا يحملق بما يحمله بين يديه غير مصدقا إنه فعلها وجلب لأمرأة باقة أزهار كالأبله 
 لا أنت جايبها بديل عن اللي دهستها تحت رجليك يا كاظم أنت مش جايبها عشان تهاديها بيها 
حاول أن يقنع حاله إنه مازال لا يعترف بتلك المشاعر التي لا يراها إلا زيفا
إستمر في تقدمه نحو غرفتها وكلما أراد التراجع كان شيئا خفيا يحركه شيئا يذكره بتلك النظرة التي رمقته بها نظرة لائمة نظرة تحمل خيبة صاحبها 
تلاشت المسافة بينه وبين باب غرفتها فاطبق فوق جفنيه يزفر أنفاسه يخاطب عقله أن ما يفعله ليس ضعفا إنما تعويضا عن فعلته 
عادت عيناه تتعلق ب بتلات الورد الحمراء يتذكر سعادتها بتلك التي قدمها لها شقيقه أمس 
امتدت يده نحو مقبض الباب ينهي صراع عقله وقلبه. 
كل شئ اخذ يتلاشى من حوله وقد علقت يده في الهواء يستمع لصوتها الباكي 
 أنا مش عايزه الطفل ده يا فتون كاظم مش لازم يعرف
يتبع
بقلم سهام صادق

الفصل السادس والخمسون
_ بقلم سهام صادق
لا ترغب في طفلا منه اتريد حرمانه بما تاق إليه شوقا بعدما ترك لقلبه الشعور بما لم يفكر به يوما
عائلة كلمة كانت بعيدة عن حياته لم يرغبها حتى بين وبين نفسه الوحدة وحدها من كان يراها خير رفيق له
لم يترك مشاعره تقوده نحو مشاعر يراها واهية هو ليس الأبن الجيد ولا والده كان يستحق هذا اللقب حتى والدته المرأة الوحيدة التي أحبها لم تكن إلا أم ضعيفة خاضعة ترضى الذل والهوان
ضعفها حوله لشخص كاره وحاقد شخص اقسم أن ينال ما حرم منه
والمشاهد التي تركت أحلامه ويقظته عادت تطرق أبواب حصونه هو كاظم النعماني ولكن داخله مازال الولد الذي يذهب بحذائه الممزق البالي لمدرسته والأب ينعم مع أولاده الأخرين وزوجته الأولى بحياة الرفاهية أما هو و والدته يعيشون تحت الأقدام يأتي إليهم ليرمي لهم مال يراه فضلا منه عليهم
 أبني من حقه يعيش زي ولاد منال 
يدفعها جودة صارخا مقترب منه يلتقطه من قميصه يطالعه بنظرات غاضبة
 مش ابني احمدي ربنا إني اديته اسمي وسايبكم عايشين في خيري
تندفع صوبه تنحني نحو قدميه تقبلهما ترجوه أن لا يصدق ما قيل عنها ظلما
 متصدقهاش يا جودة هي عملت كده عشان تبعدك عني وتكره ابنك
 قولتلك مش ابني
يدفعها من أمامه مجددا ويعود لجذبه نحوه والصوره كانت طبق الأصل منه..
كاظم النسخة المصغرة من جودة النعماني
الحقيقة يكشفها الزمن وتتبرأ والدته من الجرم ولكن بعد فوات الآوان بعد انا عاشت وعاش يظن نفسه نبته نبتت من حرام
مالها أخذه جمالها ضاع مع الحزن حتى كرامتها أخذها جودة النعماني و زوجته وهي من ارتضت أن تظل تستجدي العفو منه أن لا يراها خائڼة في حكاية أراد جودة النعماني تصديقها 
سقطت بتلات الورد أسفل قدميه ولم تعد باقة الأزهار كما كانت 
ازدادت قبضته فوقها كما أشتدت قبضة الذكريات فوق صدره يستمع لعباراتها في جمود بأعين مظلمه والعبارات تخترق أذنيه
 كاظم مش لازم يعرف لو عرف هيحرمني منه يا فتون قالها أول يوم لمسني قالي يوم ما تفكري تجبريني على طفل منك هحرمك منه لكن أنا كنت غبيه يا فتون معملتش حسابي لليوم ده
تتعالا شهقاتها فيصله صوت أنفاسها الهاردة تلوم حالها على تهاونها في تناول الحبوب
 كاظم هيكره ابني زي ما كرهني ليه اختارله يعيش حياة مش سويه ليه أتحرم منه كاظم مش هيسيبوا ليا يا فتون
لم تعد العبارات وحدها من تخترق أذنيه 
 أنت ابن جودة النعماني ابني من صلبي يا كاظم 
تراجع للخلف وقد أظلمت عيناه ف الظلام عاد ليحيط قلبه الذي عاش على القسۏة والكره
دلف غرفته يسير حول حاله بلا هوادة يرفع كفيه نحو أذنيه لعله يتمكن من إخماد صوت الذكريات
ولكن مهلا أحدى يديه ليست فارغه باقة الأزهار ما زالت في قبضته وقد تمزقت بتلاتها الزاهية
تسارعت أنفاسه يرى صور منفردة من الذكريات السيئة كل شئ اليوم كان متحالف ضده كما كانت الحياة قديما وظن حاله انتصر عليها
نصف ساعة قضاها جالس أرضا متكأ بظهره على حافة الفراش عيناه جامدة نحو كفيه يصارع ما عاش يستوطنه منذ زمن
 هيكره أبني زي ما كرهني
هل سيكره طفله كما كرهه يوما والده وطعن في دمائه 
.....
وضع صغيرته فوق الفراش لا يكاد يصدق حتى هذه اللحظة مع عاشه هذا اليوم
طاقته كانت قد نفذت وهو يهرول باحثا عنها كالمچنون على شاطئ البحر وفي كل مكان داخل وخارج المنتجع 
ضمھا إليه بقوة لا يريد أن يتخيل لحظة واحده يعيشها من عمره دونها
هحاول قدر استطاعته أن يطرد صورتها عندما وجدها كانت منزوية خلف احد الصخور والأمواج تتلاطم بشدة قربها تتساقط دموعها بسخاء تهتف اسمه وقد شحبت ملامحها من شدة الخۏف
جسدها كان يرتجف تخبئ عينيها بكفيها هاربة من سكون المكان حولها فهذا شهر كان الوافدين فيه قليلون للمنتجعات السياحية
ابعدها عن اخصانه ينظر إليها ليؤكد لحاله إنها أمامه لم يفقدها
 أنت لسا زعلان مني يا بابي أنا مش هعمل كده تاني
هتفت بها الصغيرة بعدما رفعت كفيها الصغيرين نحو خديه تمسح فوقهما
 أنا مشيت وراها عشان كنت فكراها مامي أصلها كانت شبه مامي اوي أنا كنت خاېفة أوي يا بابي
اهتز جسده وهو يسمعها صغيرته تصف له ما عاشته ببرائه تخبره إنها اتبعت إحدى السيدات لأنها رأت فيها والدتها
عاد لضمھا بقوة يلوم حاله لأنه السبب في كل ما تعيشه صغيرته إنه السبب في حرمانها من والدتها إنه السبب منذ البداية
 أوعي يا خديجة تعمليها تاني اوعي تخلي بابي يعيش الشعور ده تاني
نثر قبلاته فوق خديها يخبرها إنها اغلى ما يملكه والصغيرة كانت سعيدة بما تحظى به من حب ودفئ بين ذراعي والدها 
دموعه رغما عنه عادت تغزو مقلتيه وهو يشعر بكفيها الصغيرين متشبثين به
 بابي ممكن نكلم مامي
تمتمت بها الصغيرة بعدما ابتعدت عن احضانه تترقب جوابه وسرعان ما ابتسمت
 حاضر يا حببتي بس نطلب اكل ليكي الأول عشان أنت جعانه وبابي يروح ياخد شاور عشان يقدر ياخد اميرته في حضنه من غير ما تقوله ريحتك وحشه يا بابي
قهقهت الصغيرة عاليا وقد راقها حديثه من مزاح عن رائحته ترفع كفها نحو أنفها تكتم حاسة الشم متذمرة من رائحته تمازحه بمشاغبة
 يعني ريحتي دلوقتي بقت وحشه ومن شويه كنتي متعلقه في حضني يا خديجة
والصغيرة تضحك بمشاغبة ناسية كل ما مرت به ما دام عادت لأحضان والدها
 ريحتك وحشة يا بابي
تعالت ضحكاتهم معا.. يدغدها معاقبا لها وهي تضحك بقوة سعيدة لما تحصل عليه من دلال 
.......
تهاوت بجسدها فوق الفراش بعدما انهت مكالمتها مع فتون لأول تشعر إنها عاجزة عن التفكير لا تعرف اتسمع لصوت عقلها ومخاوفها أم تقتنع بحديث فتون معها
 اوعي تفرطي بالطفل يا جنات مش يمكن ديه الحاجة اللي ربنا أراد إنك تخرجي بيها من جوازك من كاظم كاظم مش هيقدر ياخده منك لأنه مجرد كلام بيقوله ما هو قالك كلامك كتير وبقى يعمل عكسه ولو قدر ياخده منك أنت مش لوحدك يا جنات إحنا معاك وسليم هيقف جانبك مټخافيش 
 سليم اسم هذا الرجل أصبح مصدر أمان صديقتها وأمانها بعدما كانت تراه ليس إلا رجلا ثريا عندما يريد شئ يأخذه بقوة فتون كانت محظوظة أن يقودها قدرها عائدا بها لهذا الرجل 
ارخت اهدابها مسترخيه تحاول التفكير في أمر الطفل تخشى من توقعها لردة فعل كاظم بعدما يرى حاله مجبر على تحمل طفل فرضته عليه
زفرت أنفاسها في ضياع فالقلب يعطيها أملا والعقل يصارعها فقد نالت الكثير من شخصية هذا الرجل الرجل الذي اختارته بنفسها ودخلت دائرته برغبتها راغبة به راغبة أن تكون زوجته
 أنا تعبت من التفكير مش عارفه أعمل إيه
القلب بدء يمنحها الجواب كعادته بساذجته إستمرار كاظم في هذا الزواج تقاربه منها وقد كف عن إذلالها إظاهر زواجهم دون خجل ومجيئها معه لهنا
اخرجتها الطرقات من شرودها فتجمدت عيناها نحو اختبار الحمل الذي مازال تقبض عليه داخل كفها بقوة
حاولت نفض عقلها من تشوشه ونهضت من فوق الفراش تحاول أن تستوعب إنه يطرق فوق باب غرفتها ويخبرها أن تتعجل في أمر تجهيزها ليغادروا
 ياريت تجهزي لحد
 

177  178  179 

انت في الصفحة 178 من 298 صفحات