رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
ما اجهز يا جنات
صوته خرج في ثبات بعدما خشى أن يخونه ابتعد عن غرفتها بعد أن سمع صوتها الذي صاحبه حشرجة وتعلثم
نص ساعة واكون جاهزة
خرج جوابها في طاعة فابتسم متهكما فهي ليست بمزاج يسمح لها بمجادلته وهي تفكر في التخلص من طفله
دلف غرفته مجددا حانق بشدة من حاله فبعدما كان مقررا مواجهتها تراجع عن القرار بل ويخبرها أن تتجهز لترافقه
التقط هاتفه ينظر للمكالمات والرسائل العديدة التي بعثتها إليه قلقا
اغمض عينيه للحظات يقبض فوق هاتفه فلا طاقة له ليحادث أحد هو لا يريد إلا أخذ حمام دافئ ثم الاسترخاء فوق فراشه واخذ صغيرته بين احضانه
بابي أنت مش هتاكل معايا
انتبه على نداء صغيرته فالتف إليها بعدما زفر أنفاسه
مال منها يلثم خدها بقبلة قوية فابتسمت الصغيرة تنظر إليه بنظراتها الناعسة
والصغيرة تومئ برأسها إليه تنفذ ما أراده حتى تنال مكافأتها
دلف المرحاض مستندا برأسه فوق الجدار إنه يظلم أبنته يجعلها تعيش طفوله لا تستحقها يضعها في اختيار صعب لا هو يتحمل بعدها عنه بالكامل ولا هي ستتحمل بعدها عنه وعن أحضان والدتها بعدما نعمت بدفئها
المرأة كانت ضد فكرة طلاق الأزواج حيث تراه غلطه يجنيها الأولاد ورغم تحذير زوجها إليها بأن تصمت فليس هذا التوقيت الذي تتحدث فيه عن ضيقها.
وقفت أمام المرآة تنظر لهيئتها في الثوب الذي اشتراه لها وبعثه مع عامل التوصيل ظهرا
ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة مريرة إنها تعيش ما تمنت تعيشه معه ولكن كل شئ أتى متأخرا
اكملت وضع زينتها القليلة وارتدت العقد الثمين الذي اهداه لها بعدما باتت متباعدة عنه وكأنه يخبرها بهداياه يستطيع السيطرة عليها ثانية يظن بمجرد هدايا ستعود مفتونة به وستنسى كرهها لذاتها معه
عيناه علقت بها كما علقت عيناها بالمرآة ترى إنعكاس صورتها.
لقد احسن في اختيار الثوب وقد ظن إنه لن يتمكن من إختيار ما يلائمها
دلوفه للغرفتها بتلك الطريقه ارجف قلبها جعلها تتخيل أن أمرها قد ڤضح
خرج صوته متحشرجا وهو يسأل بعدما سار نحوها بضعة خطوات
شعرت بالبرودة تسري باوصالها
ثواني وأكون جاهزة
أسرعت بتوتر في إلتقاط مرطب الشفاه تضعه فوق شفتيها أجفلها قربه وسرعان ما كانت تحدق هذه المرة في صورتهم المنعكسة
يديه طاوقت خصرها واجتذبها نحو صدره يدفن رأسه في تجويف عنقها وقد خرجت أنفاسه الساخنة تلسع بشړة خدها
متوترة ليه
ازدردت لعابها من قربه وخاصة يديه التي ارتفعت قليلا نحو معدتها
أنا مش متوتره
وشك بهتان تحبي نروح للدكتور
شحبت ملامحها بالفعل من سماع عبارته ارتجف جسدها تنظر لملامحها عبر المرآة
أنا مش تعبانه
ارادت أن تبتعد عنه تخلص حالها من أسر ذراعيه لتتمكن من ضبط أنفاسها
مكنتش متخيل إن ذوقي حلو كده ولا يمكن زي ما بيقولوا الشخص هو اللي بيحلي الشئ
ضاقت عيناها في صډمه تلتف برأسها صوبه فماذا يقصد بحديثه
هل أختار لها الثوب
كاظم! إنه شئ لا تستطيع تخيله
أنت اللي أختارته
أبتعد عنها دون أن يمنحها الإعتراف الذي ارادت سماعه ثانية
بيتهيألي إننا أتأخرنا
إستدار بجسده مغادرا فتوقفت ساكنه مكانها للحظات تستوعب ما أخبرها تمنح حالها زفر أنفاسها براحه
أسرعت خلفه بعدما ألتقطت حقيبتها من فوق الفراش ولكن الصدمة الجمتها
كاظم يتوقف مكانه يدعوها بدعوة صريحة أن تتعلق بذراعه
أصابها الذهول وتوقفت عن السير تنظر إلى ما يفعله
.......
طالعت فتون الهاتف وقد بات القلق يحتلها سليم لا يجيب عليها فما الذي حدث معه
اكلم مين اسأله
طالت نظراتها نحو الهاتف تحدق برقمه تعيد الرنين مجددا
انتبهت الصغيرة على إضاءة الهاتف بعدما مالت بجسدها لتلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقد تركه سليم جوار هاتفه بعد أن وضعه على وضيعة الصامت
علقت عيناها بالصورة التي ترافق رقم والدتها فاسرعت بالتقاط الهاتف تنظر نحو باب المرحاض
ضغطت على زر الإجابة صوت الماء مازال يتدافق وعلى ما يبدو أن والدها سيطيل مكوثه داخله كما طرء لعقلها الصغير
مامي
اتسعت ابتسامة شهيرة في لهفة وهي تستمع لصوت صغيرتها
ديدا حببتي عندي مفاجأة حلوه أوي ليكي
أعطاها الموظف مفتاح الغرفة مرحبا بها وسرعان ما كانت تتلاشى ابتسامتها وهي تستمع لما تقصه عليها صغيرتها من أحداث اليوم وكيف ضاعت من والدها ووجدها
عيطت كتير أوي يا مامي وفضلت أنادي عليكي
دلفت شهيرة المصعد يتبعها العامل بحقيبتها تركت صغيرتها تتحدث وهي لم تكن ترى أمامها إلا أنها كان من الممكن تفقد صغيرتها
صغيرتها التي اهدتها لها الحياة لن تنجب ثانية ففرصتها في الإنجاب أصبحت ضئيلة بل منعدمة بسبب تقدم عمرها هي لا يظهر عليها العمر ولكنها اقتربت من منتصف الأربعين
خديجة حببتي فين بابي
والصغيرة تخبرها أين هو والدها
على فكرة يا حببتي أنا هنا في الفندق اللي نزلين فيه هي ديه المفاجأة اللي كنت عملاها ليكي
لم تصدق الصغيرة ما تسمعه وقد عادت اللهفة إليها وهي تتسأل
يعني أنت هنا يا مامي أنا عايزه أجيلك
كل حاجة هتتصلح يا حببتي وهتكوني في حضني
......
زفرت أنفاسها براحة وأخذ القلق يتلاشى من فوق ملامحها وهي ترى الخط قد فتحت واجابها أخيرا
سليم
هتفتها بلهفة تنتظر سماع صوته بدأت الأصوات تضح إليها
وعلى ما يبدو أن المكالمة فتحت دون قصد
مامي هتنامي معانا مش كده
الصغيرة لم تنتبه على الهاتف الذي في قبضتها ابتعدت عن أحضان والدتها
خديجة
خرج صوت سليم قلقا بعدما وجدها ليست بالغرفة علقت عيناه بشهيرة الواقفة مصډوما من وجودها هنا فمنذ متى وكيف أتت
شهيرة
كل شئ كان غريب عليها أو ربما من شدة توترها ومخاوفها باتت ترى الأمور هكذا.
الصمت أحاطهم وكل منهم ترك لعقله الراحة من التفكير
اتخذ الصمت حتى يرى ما ستفعله
هل ستتخلى عن طفلهم وهو الذي عهدها أمرأه قوية تحارب من أجل ما لها
أما هي كانت تتخذ قرارها لن تخبره إلا عندما يعودوا للوطن
رمقها خلسة بنظرة خاطفة ثم عاد يركز أنظاره نحو الطريق يتسأل داخله كيف ولما اختار طريق الصبر معها كيف صمت عما سمعه منها ورغبتها في التخلص من طفله
وصوت واحد كان يخبره بالحقيقة المخزية
أنت حبيتها يا كاظم
توقفت السيارة أمام المطعم فطالعت واجهة المكان قبل أن تترجل من السيارة
تقدمته في خطواتها ولكنه أبى أن يجعلها هذه الليلة ألا تكون حائرة من تصرفاته
أسرع نحوها يلتقط ذراعها فالټفت صوبه تنظر إليه ثم لقبضة يده اللينة فوق ذراعها
ابتسم ساخرا يرفع زوايتي شفتيه محدقا بها مستمتعا بنظراتها الذاهلة
عشان الوضع الإجتماعي مش من الذوق يدخل كل واحد لواحده ده حتى تبقى عيبه في حقي وأطلع راجل قليل الذوق
قليل الذوق! مش شايف إنك غريب اوي النهاردة
هتفتها مستنكره فعن أي وضع إجتماعي يتحدث وهم سينفصلوا قريبا
مش يمكن لأن مزاجي حلو ومبسوط
شحبت ملامحها تزدرد لعابها وقد دب الخۏف قلبها
شايف إنك النهاردة وشك مصفر وباهت
القاها بتلاعب يرفع كفه نحو خدها يتحسسه ببطئ ارتعشت شفتيها من أثر لمسته
لا حقيقي فيك حاجة غريبة يا جنات