الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 74 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


كذبته وقد صدقه الناس بل واحتضنوه يباركون له ولحسن حظه كانت تلك السيدة التي توسط لها العم حسني من قبل من أجل علاج صغيرها أتت ركضا تمدحه وتخبر الناس إنه طبيبب ذو خلق طيب القلب
ضجرت من ضحكاته وتلك السعادة التي لمعت في عينيه حقا هو سعيد سعادة لا توصف لقد أصبحت زوجته حتى لو مجرد كذبه حالية وقريبا ستصبح الكذبه حقيقة

أنت بتضحك عشان انتصرت عليا مش كده
امتقعت ملامحه يستمع لحديثها 
بس لعلمك أنا مش هتجوزك
ورغم عنه كان يعود لضحكاته الصاخبة 
أنتي قدام أهل الحارة مراتي وبنجهز لفراحنا وأنا الدور عجبني وعيشت فيه خلاص 
عبست ملامحها وقبل أن تهتف بشئ كان يضع بيده فوق فمه بعدما عطس عطسات متتالية يطالع قميصه المبتل فوق جسده ثم عاد يطالعها بعبث
بكره هنروح نكتب كتب الكتاب مضطر أمشي للأسف عندي عملية بعد ساعتين
مش هتجوزك يا رسلان
ابتسم وهو يبحث عن سترته بعينيه فوقعت عيناه عليها فالتقطها يرتديها بعجاله غير عابئ بتكرار رفضها لزواجهم وغادر والابتسامة لا تفارق شفتيه 
تهاوت بجسدها فوق الاريكة ټدفن وجهها بين كفيها فما الذي طرء جديد بحياتها إنها عادت لتعود لنقطة البداية من جديد

تعلقت عينين جيهان بلهفة بملامح الطبيبة بعدما فحصتها ولكن سعادتها قد تلاشت وهي تعدل من هندام ملابسها وتتبعها لتسمع الخبر السعيد الذي سيربط جسار بها رغما عنه ولكن الخبر لم يكن سعيدا بتاتا 
للأسف الحمل خارج الرحم 
صړخت پقهر وهي تنظر نحو ملامح جسار الجامده 
لا لا 
إحتواها بين ذراعيه مشفقا وقد أثارت شئ داخله مع إنهيارها هل هو تعاطف معها أم إنه شعر بأبوته لذلك الطفل 
عاونها على دلوف السيارة فأخذت تبكي بقوة 
أنت كنت عايز كده أه خلاص مبقاش في طفل
تنهد بسأم فما الذي أصبح يعيشه الأن قاد سيارته في صمت فالحديث بينهم لن يجدي نفعا وها هو القدر يهيأ له الأمر وقد أرتاح ضميره 
وعلى حينا غرة وجدها تلتقط ذراعه تمد يدها الأخرى لتتحكم بعجلة القيادة صړخ بها بعدما لم يعد يتمالك الأمر والسيارة تتحرك بهم يمينا ويسارا 
أنتي مجنونه هتموتينا 
لو بعدت عني أنا ممكن أموت فخليني اموت وارتاح واعيشك بذنبي زي ما عملت مع نهال 
لقد ضغطت على جرحه بقوة ضغطت حتى الڼزف الذكريات تتخبط داخل عقله والذنب يلتف نحو رقبته فيزيده خنقا ولكن هنا شئ يحثه على أن يفيق 
دفعها عنه والتقط عجلة القيادة ولكن لم يستطع التحكم بها واصبحت السيارة تحتضن تلك الشجرة العتيقة 
ولخلو السيارات من هذا الطريق وهدوءة كان الصمت يحتل اجسادهم 

شهقت بسمة مصډومة مما تسمعه لقد وزنت الأمور داخل عقلها وعلمت الآن لما أصر عليها فتحي مغادرة البيت لجلب بعض الأشياء حتى قطعت أنفاسها وتخدرت قدميها من شدة الألم ولكنها تعلم تماما أن هناك شئ ما في نفس شقيقها
بس انا زعلانه منك يا ملك كده تتجوزوا من غير ما اعرف 
اغمضت ملك عينيها وقد ازداد حنقها من غباء بسمه الذي أتى في غير موضعه اليوم 
بسمة ابوس ايدك النهاردة أنا على أخرى متجوزين إزاي 
حكت بسمة فروة رأسها حتى تستوعب الأمر فاتسعت عينيها غير مصدقه 
يعني هو قال كده عشان ينقذ الموقف اول مره فتحي اخويا يعمل حاجه عدله في حياته 
امتقع وجه ملك وهي تتذكر أمر فتحي 
ياريت يا بسمه متجبليش سيرته ربنا ينتقم منه ويفضحه زي ما فضحني 
غامت عينين بسمه بالحزن فتنهدت ملك بضيق تمسك كفها تربت عليه 
متزعليش مني يا بسمه بس كله ده هيترد لاخوكي في عرضه 
اخفت بسمة حزنها تحاول أن ترسم إبتسامتها كما اعتادت 
بس صدقيني ده أحسن حاجه عاملها فتحي دكتور رسلان بيحبك وبيحبك اوي كمان ده كل يوم كان بيجي يطمن عليا عشان يشوفك أنتي 
واغمضت عينيها تهيم في عالم تتمناه ولكنها تعلم لن تحصل عليه 
ياريت الاقي حد يحبني ربع الحب ده 
طالعتها ملك بنصف عين تنتظر تكملة هيامها ففتحت بسمة عينيها خجلا ترفع حاجبيها 
خلينا في موضوعنا يا ملك هتفضلي لحد إمتى بتضحي وبتدي ليه متكونيش انانيه لمرة واحده وتاخدي حاجه من الدينا واه ربنا بعتلك الفرصه صحيح الفرصه جات متأخره بس جات لو رسلان مكنش قدرك كنتي هتكملي طريقك مع جسار لكن طرقكم افترقت وقولتيلي إنك كنت فاكرة لما هتبعدي عن جسار هتكتشفي حبك ليه لكن اكتشفتي إن اللي كان بيربطك بجسار ومازال بيربطكم هو الوفاء وإن كل واحد فيكم لما دخل حياة التاني كان علامه فارقة في حياته 
اعتدلت بسمة في مقعدها حرجا تنظر لملامح ملك المبهمة تتسأل 
كلامي مش مقنع صح 
بالعكس يا بسمة أنا مستغربه إنك في السن ده وناضجة كده 
ابتسمت بسمة بمرارة ولكن كالعادة تسخر على حالها مازحة
الحياة مدرسه كبيره وما شاء الله عليا ربنا يحرسني ويحميني باخد امتياز فيها 
ووضعت كلا يديها فوق وجهها 
باين الامتياز صح 
ضحكت ملك كما ضحكت هي وسرعان ما هتفت پألم 
أنا اتعودت عليكي اوي
يا ملك هعمل إيه لما تتجوزي وتسيبي الحارة 

التقط ذراعها پعنف بعدما دلفت من باب الشقة تآوهت پألم تمسد فوق ذراعها 
حرام عليك يا فتحي ده أنا دراعي مخفش من العلقة الأخيرة 
كفاية رغي بدل ما اكسرهولك مراته ولا مش مراته 
طالعته بسمة بغباء تقطب حاجبيها وهي تدلك ذراعها فصړخ بوجهها حانقا 
مراته يا بت ولا مش مراته بدل ما أمسيكي بعلقة 
مراته مراته 
اقترب منها يتناول شعرها من أسفل حجابها يدفعها للأمام 
ومدام مراته وأنتي عارفه مقولتيش ليا ليه 
حرام عليك يا فتحي شعري بيوجعني 
دفعها بقوة كادت تسقطها أرضا 
سيبت شعرك اه اللي شبه غسيل المواعين ردي بقى ياختي كنتي عارفه ولا لاء 
اماءت برأسها كاذبه 
كنت عارفه 
التقط كلا ذراعيها يقبض عليهما بقوة 
كنتي عارفه ومقرطساني 
لم تتحمل قوة قبضته فوق ذراعيها فدفعته عنها صاړخة 
وأنت مالك يا فتحي بالحكاية مراته ولا مش مراته ولا يكونش حد دفعلك فلوس عشان الڤضيحة اللي عملتها 
التمعت عينين فتحي بۏحشية يرمق تحديها إليه پغضب 
على فكرة أنا شوفتك بتعد فلوس وبتحطها تحت المرتبة 
لم ينتظر فتحي سماع المزيد منها وهي كانت تعلم ما هو قادم 
صړخت بآلم بعدما إنهالت الركلات عليها تهتف بحړقة 
عمال تفضح في خلق الله ومخليني الف على صحابك الشمامين محدش من اهل الحاره مخلي بنته تصاحبني الناس پتخاف لاشبه بناتهم بتعمل فيا كده ليه حرام عليك 
تعالت الطرقات فوق الباب ولم تكن إلا ملك وقد أخذت تصيح بالجيران لعلا احد ينجدها ولكن الجميع أصبح لا يهتم بما يفعله فتحي بشقيقته فقد ضجروا وكرهوا تلك الجيرة 
هبلغ عنك البوليس هحبسك
 

73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 298 صفحات