الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 75 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


يرد سجون يا مفتري 
طالعها فتحي بإنتشاء واخذ يزفر أنفاسه اقترب من باب الشقة يفتحه فدفعته ملك وهرولت نحو بسمة المتكومة على حالها أرضا تمسح فوق وجهها المكدوم 
هعملك محضر هوديك في داهية 
لم يعبأ فتحي بحديثها وغادر الشقة يدندن بلحن شعبي 
بلاش تحضني جامد يا ملك جسمي مدغدغ 
ضړبك ليه المفتري ده منه لله 

وتلك المرة لم تكن ملك من تجلس جوارها تضمد لها چراحها إنما كان رسلان 
كتمت بسمة تآوها حتى انتهى رسلان من تضميد چروحها 
اه اللي عمله اخوكي النهاردة فيكي خلي ضميري يرتاح من اللي عملته فيه 
تعلق زوج من العيون به ينتظران سماع المزيد 
موصي عليه يتظبط كام يوم حلوين في الحبس
تهللت اسارير ملك كحال بسمة فابتسم رسلان يهيم بنظرات الأخرى بعدما تناول حقيبته الطبية 
ملك أنا محتاج بسمة تيجي المستشفى بكره عشان شاكك يكون في كسر في دراعها اليمين 
اعتدلت بسمة في رقدتها بتعب بعدما ثقلت جفونها 
لا مستشفى لا مبحبش المستشفيات ملك قولي لجوزك بلاش مستشفى 
هل لوهلة خفق قلبها من سماع تلك الكلمة رغم عدم إتمام شئ اطربت الكلمة أذنيه كما خدرتها لثواني وسرعان ما نفضت عقلها وانكمشت ملامحها تطالع تلك الراقدة 
فاسرعت بسمة بالهتاف بعدما رأت حنقها 
باعتبار ما سيكون يعني بتبصيلي كده ليه 
طالت نظراتهم لبعضهم وبعدما كانت الابتسامة تشع عينيه انطفأت عندما رأها كيف زجرة بسمة التي هربت منهم بالنوم 
غادر رسلان الغرفة يتنهد بتعب من شدة إرهاقه 
ياريت تحضري ورقك عشان كتب الكتاب يا ملك الموضوع مبقاش فيه هزار 
لم يمهلها وقت للحديث بل اسرع في خطاه يغادر الشقه بأكملها

هل أصبح مطعمها الصغير له روح مبهجة ام تلك الصغيرة اللطيفة هي من جعلت مطعمها يشع بهجة
وضع أحمس الفطائر مع كوبين من الشاي على الطاولة وعينيه عالقة نحو فتون والصغيرة الجميلة تركض خلفها
اقترب منهما مبتسما يلتقط من فتون الطلب الذي دونته للتو من أحد الزبائن
روحي اقعدي شوية وارتاحي انتي من الصبح رايحه جايه غير طلبات الليدي خديجة
وداعب رأس الصغيرة مشعث لها خصلاتها فتذمرت الصغيرة عابسة
اسمك وحش يا أحمس
رفع أحمس عينيه نحوها يزجرها بنظرات غاضبة مصطنعة يضع بيده فوق قلبه
اسمي وحش طب تعالي هنا
تعالت ضحكات الصغيرة كما تعالت ضحكات فتون فتحولت نظرات الزبائن القلائل نحوهم
اسرع أحمس في وضع كفه على فم الصغيرة هامسا
هوووس
والصغيرة كانت تجيب عليه بمشاغبة
هوووس
لا أنا بقول اروح قدم أنا الطلب بدل ما الزباين تطفش
اتجهت فتون تعد الوجبة المطلوبه وعينيها تلمع بالسعادة
المطعم أصبح خالي في وقت بعد الظهيرة تنهدت فتون بإرهاق تضع الطعام فوق الطاولة وأحمس جلس وأجلس خديجة أمامه يقص لها عما يدرسه
يعني أنت شاطر يا أحمس وبابا بتاعك أنت هيجبلك حاجة حلوه 
ضحك أحمس على عبارتها مداعب وجنتيها الشهيتين يريد قضمهما
لا أنا بابا بتاعي مش بيجبلي حاجه حلوه تحسي إني مش أبنه 
لوت الصغيرة شفتيه تحاول أن تستوعب حديثه وصاحت بحماس 
بابي بتاعي أنا احلى من بابي بتاعك بيجبلي كل حاجة حلوه عايزاها 
فلطم أحمس صدره ينظر نحو الصغيرة التي تعلقت عينيها بفعلته تستمع لصياحه 
ابويا الحاج بقى بابي بابي ده بتاعك أنتي يا ليدي خديجة 
نكزته الصغيرة فوق صدره تصيح باسم فتون التي تقدمت نحوهما بأكواب العصير 
فتون أحمس مش بيحب بابا بتاعه 
اتسعت عينين أحمس ينظر نحو فتون التي انفرجت شفتيها في ضحكة صاخبة 
البت ديه هتوديني في الداهية خدي تعالي هنا 
حملها فوق كتفيه يلاعبها بطريقته تعالت ضحكات الصغيرة تهتف اسمه 
أحمس وحش 
اتجهت فتون إليها تخلصها منه ومازالت تضحك على أفعالهم 
كفاية يا أحمس خديجة مش متعودة على الهزار ده ديه مش زي ولاد اختك العفاريت
أنتوا بتعملوا إيه في بنتي
بهتت ملامحهم يلتفون نحو ذلك الصوت طرقت شهيرة بكعب حذائها تنظر للمكان بمقت ثم عادت تنظر إليهم الټفت للخلف تشير نحو سائقها الذي أتبعها كما أمرته وبإشارة واحدة كان يفهم ما تريده سيدته
حمل الصغيره بين ذراعيه فتعالا صړاخها
فتون فتون 
تحركت فتون خلفها وكاد أحمس أن يسبقها ولكن تجمدت عينيهم نحو ثلاثة رجال أصبحوا يقفون خلف شهيرة 
أنتم بتعمل إيه هنا أنا هتصل بالشرطة 
ولكمة قوية كان يتلقاها أحمس فوق خده الأيسر ترنح بجسده وكاد أن يسقط ولكن يد أحدهم قبضت فوق ذراعيه ثم كتم فمه ليخرسه 
أحمس 
صړخت فتون باسمه وقبل ان تندفع إليه كان الرجل الأخر يكبلها 
اتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى هيئتها الضعيفة
أهلك معلمكيش إن دخولك مكان مش ادك وأكبر من حجمك غلط عليكي 
رمقتها فتون بنظرة جامدة فصدحت ضحكات شهيرة وهي تراها كيف تتلوي بين ذراعين رجلها تحاول الصړاخ ولكنها تفشل 
بنتي أنا واحده زيك تاخدها تربيها بنت شهيرة الأسيوطي خدامة تربيها 
حاولت دفع الرجل عنها ولكنه كان يزيد من محاوطتها وكتم فمها 
لو كنت سكت على جوازه منك ف بنتي لاء 
وابتسمت بإنتشاء وهي تراها كيف تتلوي هي وصديقه بين ذراعين رجالها 
أنا سيبهولك بس يتسلى بيكي شويه ويدوق طعم الرمرمة وبعدها هو بنفسه هيرميكي 
واقتربت منها تلطم خدها برفق بعدما عادت محاولتها في الخلاص مهمهمة بأنفاس متقطعة 
اندفع الرجل الاخر الذي كان ينتظر إشارة من سيدته ينفذ الأمر اتسعت حدقتيها وهي تشاهد حطام مطعهما أمام عينيها 
حاول أحمس الخلاص من الرجل الذي يكبله وعندما نجح في محاولته أخيرا كان كل شئ قد تم هدمه وانسحب الرجال بعدما اتخذوا اسلحتهم دفاع وهم يحاوطون سيدتهم 
فتون فتون 
صړخ أحمس باسمها بعدما عاد إليه ولم يستطيع اللحاق بهؤلاء الرجال 
فتون ردي عليا 
وهي لم تكن سوي في عالم آخر جاحظة العينين تطالع حطام مطعمها بأنفاس مسلوبة 

ليلا وفي نفس الليلة والچرح لم يندمل بعد الشقة مظلمة ساكنه ولكن ذلك الضوء الاتي من غرفتها يخبره بوجودها 
السيدة ألفت غادرت المنزل بعدما أمرها أن تعود للمنزل الأخر وتكون جوار صغيرته بعد فعلت شهيرة وقد أجل الحساب بينهم لغد 
دلف للغرفة بأنفاس لاهثة ينظر نحو جسدها المكوم فوق الفراش
مبترديش على التليفون ليه يافتون أنتي عارفه انا عملت إيه من قلقي عشان ارجع مصر 
رفعت عينيها نحوه وقد انتفخت جفونها من شدة البكاء فاقترب منها يجذبها إليه وقد إزداد وعيده لشهيرة وهي يراها هكذا ساهمة تنظر إليه وكأنها لا تراه 
فتون ردي عليا
المطعم
هتفت كلمتها بحړقة فمسح فوق خديها يقسم بصدق
هعمله ليكي من تاني كل حاجه في المطعم هترجع احسن من الاول وشهيرة أنا هعرف اتعامل معاها كويس
طالعته بنظرة لم يفهمها وفي لحظة خاطفة كانت تجذبه إليها اتسعت عيناه ذهولا وهو يراها كيف تدعوه صراحة في نيلها بل وتبادر هي
فتون أنتي بتعملي إيه
ولكنها كانت في عالم
 

74  75  76 

انت في الصفحة 75 من 298 صفحات