رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
يرد سجون يا مفتري
طالعها فتحي بإنتشاء واخذ يزفر أنفاسه اقترب من باب الشقة يفتحه فدفعته ملك وهرولت نحو بسمة المتكومة على حالها أرضا تمسح فوق وجهها المكدوم
هعملك محضر هوديك في داهية
لم يعبأ فتحي بحديثها وغادر الشقة يدندن بلحن شعبي
بلاش تحضني جامد يا ملك جسمي مدغدغ
ضړبك ليه المفتري ده منه لله
كتمت بسمة تآوها حتى انتهى رسلان من تضميد چروحها
اه اللي عمله اخوكي النهاردة فيكي خلي ضميري يرتاح من اللي عملته فيه
تعلق زوج من العيون به ينتظران سماع المزيد
موصي عليه يتظبط كام يوم حلوين في الحبس
تهللت اسارير ملك كحال بسمة فابتسم رسلان يهيم بنظرات الأخرى بعدما تناول حقيبته الطبية
اعتدلت بسمة في رقدتها بتعب بعدما ثقلت جفونها
لا مستشفى لا مبحبش المستشفيات ملك قولي لجوزك بلاش مستشفى
هل لوهلة خفق قلبها من سماع تلك الكلمة رغم عدم إتمام شئ اطربت الكلمة أذنيه كما خدرتها لثواني وسرعان ما نفضت عقلها وانكمشت ملامحها تطالع تلك الراقدة
باعتبار ما سيكون يعني بتبصيلي كده ليه
طالت نظراتهم لبعضهم وبعدما كانت الابتسامة تشع عينيه انطفأت عندما رأها كيف زجرة بسمة التي هربت منهم بالنوم
غادر رسلان الغرفة يتنهد بتعب من شدة إرهاقه
ياريت تحضري ورقك عشان كتب الكتاب يا ملك الموضوع مبقاش فيه هزار
هل أصبح مطعمها الصغير له روح مبهجة ام تلك الصغيرة اللطيفة هي من جعلت مطعمها يشع بهجة
وضع أحمس الفطائر مع كوبين من الشاي على الطاولة وعينيه عالقة نحو فتون والصغيرة الجميلة تركض خلفها
اقترب منهما مبتسما يلتقط من فتون الطلب الذي دونته للتو من أحد الزبائن
وداعب رأس الصغيرة مشعث لها خصلاتها فتذمرت الصغيرة عابسة
اسمك وحش يا أحمس
رفع أحمس عينيه نحوها يزجرها بنظرات غاضبة مصطنعة يضع بيده فوق قلبه
اسمي وحش طب تعالي هنا
تعالت ضحكات الصغيرة كما تعالت ضحكات فتون فتحولت نظرات الزبائن القلائل نحوهم
هوووس
والصغيرة كانت تجيب عليه بمشاغبة
هوووس
لا أنا بقول اروح قدم أنا الطلب بدل ما الزباين تطفش
اتجهت فتون تعد الوجبة المطلوبه وعينيها تلمع بالسعادة
المطعم أصبح خالي في وقت بعد الظهيرة تنهدت فتون بإرهاق تضع الطعام فوق الطاولة وأحمس جلس وأجلس خديجة أمامه يقص لها عما يدرسه
يعني أنت شاطر يا أحمس وبابا بتاعك أنت هيجبلك حاجة حلوه
ضحك أحمس على عبارتها مداعب وجنتيها الشهيتين يريد قضمهما
لا أنا بابا بتاعي مش بيجبلي حاجه حلوه تحسي إني مش أبنه
لوت الصغيرة شفتيه تحاول أن تستوعب حديثه وصاحت بحماس
بابي بتاعي أنا احلى من بابي بتاعك بيجبلي كل حاجة حلوه عايزاها
فلطم أحمس صدره ينظر نحو الصغيرة التي تعلقت عينيها بفعلته تستمع لصياحه
ابويا الحاج بقى بابي بابي ده بتاعك أنتي يا ليدي خديجة
نكزته الصغيرة فوق صدره تصيح باسم فتون التي تقدمت نحوهما بأكواب العصير
فتون أحمس مش بيحب بابا بتاعه
اتسعت عينين أحمس ينظر نحو فتون التي انفرجت شفتيها في ضحكة صاخبة
البت ديه هتوديني في الداهية خدي تعالي هنا
حملها فوق كتفيه يلاعبها بطريقته تعالت ضحكات الصغيرة تهتف اسمه
أحمس وحش
اتجهت فتون إليها تخلصها منه ومازالت تضحك على أفعالهم
كفاية يا أحمس خديجة مش متعودة على الهزار ده ديه مش زي ولاد اختك العفاريت
أنتوا بتعملوا إيه في بنتي
بهتت ملامحهم يلتفون نحو ذلك الصوت طرقت شهيرة بكعب حذائها تنظر للمكان بمقت ثم عادت تنظر إليهم الټفت للخلف تشير نحو سائقها الذي أتبعها كما أمرته وبإشارة واحدة كان يفهم ما تريده سيدته
حمل الصغيره بين ذراعيه فتعالا صړاخها
فتون فتون
تحركت فتون خلفها وكاد أحمس أن يسبقها ولكن تجمدت عينيهم نحو ثلاثة رجال أصبحوا يقفون خلف شهيرة
أنتم بتعمل إيه هنا أنا هتصل بالشرطة
ولكمة قوية كان يتلقاها أحمس فوق خده الأيسر ترنح بجسده وكاد أن يسقط ولكن يد أحدهم قبضت فوق ذراعيه ثم كتم فمه ليخرسه
أحمس
صړخت فتون باسمه وقبل ان تندفع إليه كان الرجل الأخر يكبلها
اتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى هيئتها الضعيفة
أهلك معلمكيش إن دخولك مكان مش ادك وأكبر من حجمك غلط عليكي
رمقتها فتون بنظرة جامدة فصدحت ضحكات شهيرة وهي تراها كيف تتلوي بين ذراعين رجلها تحاول الصړاخ ولكنها تفشل
بنتي أنا واحده زيك تاخدها تربيها بنت شهيرة الأسيوطي خدامة تربيها
حاولت دفع الرجل عنها ولكنه كان يزيد من محاوطتها وكتم فمها
لو كنت سكت على جوازه منك ف بنتي لاء
وابتسمت بإنتشاء وهي تراها كيف تتلوي هي وصديقه بين ذراعين رجالها
أنا سيبهولك بس يتسلى بيكي شويه ويدوق طعم الرمرمة وبعدها هو بنفسه هيرميكي
واقتربت منها تلطم خدها برفق بعدما عادت محاولتها في الخلاص مهمهمة بأنفاس متقطعة
اندفع الرجل الاخر الذي كان ينتظر إشارة من سيدته ينفذ الأمر اتسعت حدقتيها وهي تشاهد حطام مطعهما أمام عينيها
حاول أحمس الخلاص من الرجل الذي يكبله وعندما نجح في محاولته أخيرا كان كل شئ قد تم هدمه وانسحب الرجال بعدما اتخذوا اسلحتهم دفاع وهم يحاوطون سيدتهم
فتون فتون
صړخ أحمس باسمها بعدما عاد إليه ولم يستطيع اللحاق بهؤلاء الرجال
فتون ردي عليا
وهي لم تكن سوي في عالم آخر جاحظة العينين تطالع حطام مطعمها بأنفاس مسلوبة
ليلا وفي نفس الليلة والچرح لم يندمل بعد الشقة مظلمة ساكنه ولكن ذلك الضوء الاتي من غرفتها يخبره بوجودها
السيدة ألفت غادرت المنزل بعدما أمرها أن تعود للمنزل الأخر وتكون جوار صغيرته بعد فعلت شهيرة وقد أجل الحساب بينهم لغد
دلف للغرفة بأنفاس لاهثة ينظر نحو جسدها المكوم فوق الفراش
مبترديش على التليفون ليه يافتون أنتي عارفه انا عملت إيه من قلقي عشان ارجع مصر
رفعت عينيها نحوه وقد انتفخت جفونها من شدة البكاء فاقترب منها يجذبها إليه وقد إزداد وعيده لشهيرة وهي يراها هكذا ساهمة تنظر إليه وكأنها لا تراه
فتون ردي عليا
المطعم
هتفت كلمتها بحړقة فمسح فوق خديها يقسم بصدق
هعمله ليكي من تاني كل حاجه في المطعم هترجع احسن من الاول وشهيرة أنا هعرف اتعامل معاها كويس
طالعته بنظرة لم يفهمها وفي لحظة خاطفة كانت تجذبه إليها اتسعت عيناه ذهولا وهو يراها كيف تدعوه صراحة في نيلها بل وتبادر هي
فتون أنتي بتعملي إيه
ولكنها كانت في عالم