الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 77 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


يقف أمام طليقته يحادثها بتحضر متذكرا الرابط القوي الذي يربطهما
تحرك من أمامها حتى يغادر ولكنه عاد إليها 
عايزة تعرفي ليه الراجل بيتنازل وبيقبل كل اللي قولتي عليه يا شهيرة 
ابتسمت بعدما جلست خلف مكتبها تعطيه الإجابة 
لأنكم بتحبوا ترمرموا شوية يا حبيبي 
وابتسامة ساخرة علت فوق شفتيه انبسطت ملامحها وهي تراه يميل نحو مكتبها 

الحب يا شهيرة الحب اللى خلاكي زمان تنسى العداوة اللي بيني وبين اخوكي ونتجوز في السر 
غادر مكتبها فنهضت عن مقعدها تطيح بكل شئ صاړخة والتقطت هاتفها تلتقط أنفاسها تدق ذلك الرقم الذي تنتظر صاحبته إتصالها
نفذي في أقرب فرصة اللي اتفقنا عليه! 

طالع رسلان ملامح وجهه المكفرة وهو جالس خلف مكتبه يستند على سطحه بكوعه
وأنا اللي جاي ازف ليك الخبر السعيد الاقيك بالشكل ده
ابتسم سليم وهو ينهض عن مقعده واقترب منه يصافحه 
قولي الخبر السعيد يا دكتور يمكن اتبسط 
مالك يا سليم 
أشار إليه نحو الأريكة ليجلس عليها وعاد نحو مكتبه يرفع سماعة الهاتف ويهاتف مديرة مكتبه بطلب فنجانين من القهوة 
قولي الخبر السعيد وفرحني 
حدق به رسلان وهو يراه يرمي بثقل جسده فوق الأريكة جواره 
أنا وملك عقدنا عقد الزواج 
اتسعت ابتسامة سليم غير مصدقا 
ازاي وده حصل امتى 
امبارح حاولت اتصل بيك قبلها بس تليفونك كان مقفول 
تنهد سليم أسفا 
لسا راجع من هولندا امبارح بليل مبرووك يا رسلان حقيقي كان نفسي اكون معاك في يوم زي ده 
ابتسم رسلان وارخي جسده وهو يتذكر ما أتى من أجله 
عايز اعوض ملك يا سليم واعملها كل حاجة حلمت بيها عشان كده جتلك النهاردة احجز الفندق بتاعك اعمل إيه صديقي من أعيان البلد جدوده من صفوة المجتمع 
صدحت ضحكات سليم يربت فوق كتفه 
يااا يا رسلان حمدلله على السلامه اخيرا 
ابتسم رسلان وهو يحاول أن يهندم قميصه 
كفايه اللي ضاع مننا عايز ارجع رسلان بتاع زمان خلينا نيجي لموضوعنا بتاع الفندق لان الوضع مش هيكون عادي 
انتظر سليم سماعه إلى انتهى رسلان من سرد له تفاصيل الزيجة التي أتت على غفلة وفي صالحه 
اممم وملك طبعا واخده الموضوع تحدي عشان تشوف رسلان ابن سيادة الوزير وكاميليا هانم سيدة المجتمع هيقبلوا إن أهل الحارة اللي بقوا شايفينه ابنهم هيعزمهم على الفرح زي ما وعدهم ولا هيشوفهم قليلين
بالظبط ملك بتتلكك في كل حاجة بس اتجوزها بس 
والتمعت عينيه فطالعه سليم يغمز له 
ملك بالذات لو سيبتلها القرار في أي حاجة هتفضل مستني كتير من زمان وهي كده قرارتها مش بتتاخد غير وهي مجبوره 
صمت عن حديثه وهو يري العامل يقدم لهم القهوة ثم غادر كما دلف في صمت 
تناول سليم قهوته متنهدا
هبلغهم في الفندق وكل حاجة انت عايزاها اعملها يا رسلان اعتبره ملكك 
ابتسم رسلان بمحبه فمهما اخذتهم الايام والظروف إلا أن صداقتهم لم تتأثر يوما 
في طلب تاني وهتكون كملت جميلك يا سليم بيت المزرعة محتاجه أنت عارف ملك كانت بتحب المكان ده أد إيه 

ولأنه أصبح يعرف تماما أن مدخله معها هي تلك الجارة اللطيفة فكانت بسمة هي حلقة الوصل بينهم في تفاصيل تلك الزيجة التي رضخت لها وخاصة وهو يخبر أهل الحارة بتاريخ الزيجة الذي سيوافق موعده بعد اسبوعين من الآن وذلك بعدما استأذن بسمة في إتمامها مراعاة لها لحزنها على والدها 
بقيتي تتفقي معاه يا بسمة
تعلقت عينين بسمة بثوب الزفاف الذي إرتدته ملك و عينيها تترصدها بتفرس 
لا قلبي هيقع مني إيه ده
واسرعت في وضع كفوفها فوق عينيها
الفستان يالهووي على الفستان
قطبت ملك حاجبيها وهي ترى تصرفها العجيب اقتربت من المرآة لتشاهد حالها فاتسعت عيناها إنبهارا بحالها
الفستان جميل اوي يا بسمة
جميل بس ده يهبل يا ملك 
تعرفي كنت ديما بتمنى البس الفستان لرسلان ونعيش في سعادة ونخلف ولد وبنت
وابتسمت بمرارة تبتلع غصتها
احلام مراهقة بقى 
ما الحلم بقى حقيقة بس انتي اللي مصممه ترفضيه يا ملك 
رمقتها ملك بحسرة وهي تتذكر الماضي 
رسلان كان متجوز مها اختي يا بسمه مها مكنتش شايفه راجل غيره العيلة الكريمة اللي قبلت بيا دلوقتي زمان رفضوني عزالدين بيه الراجل الوقور اللي كنتي مبهورة بي من يومين كان السبب أني اتجوز جسار عشان اظهر لابنه قد إيه أنا مكنتش أستحق حبه ويرضى بعيشته مع أختي 
دمعت عينين بسمة تأثرا 
شوفي على اد ما نهاية الحكاية حلوة على قد ما حكايتكم توجع لا خلاص أنا مش عايزه الحب لو هيكون بالشكل ده 
ضحكت وهي ترى ملامح بسمة الممتقعه 
لا إن شاء الله حظك هيكون احسن من حظي 
يارب ارفعي ايدك وادعي معايا
والټفت حولها تهتف بدعابة وهي تتأمل أثواب الزفاف 
اصل الفساتين فتحت نفسي أوي 

تحسس ذراعه المصابه بآلم ينظر إليها وهي راقدة فوق فراش المشفى يتذكر حديث الطبيب له عن حالتها 
تنهد بإرهاق وهو يجلس فوق المقعد
ثلاثة أيام وهي هكذا لم تستيقظ غيبوبة مؤقته هكذا اخبره الطبيب
اوعي تعيشيني بذنبك يا جيهان اوعي تعملي زيها
والآلم والذكريات وحدهم كانوا ينهشوا فؤاده
دلف الطبيب فنهض عن مقعده يراقبه وهو يعاين حالتها ومؤشراتها
مجرد وقت والمدام هتفوق متقلقش
هتطول فيها يا دكتور
تنهد الطبيب وهو يعدل من هندام معطفه الطبي ينظر نحو مساعدته التي وقفت تنفذ اوامرة كما أمرها نحو الحاله
مجرد وقت
انصرف الطبيب فاتبعته مساعدته فعاد لجلوسه فوق مقعده متنهدا يغمض عينيه 

الحسناء الجميلة كما يلقبونها خديجة النجار المرأة العزباء التي كلما طالعها الرجال تعجبوا من عدم زواجها حتى الآن
دلفت للمطعم بخطوات واثقة تستمع لكلمات مساعدها
هي ديه خديجة النجار 
تسأل الجالس قبل أن ينهض عن مقعده ويستعد لمصافحتها
ايوة هي يا أمير بيه خديجه النجار الصفقة ديه مهما اوي يا بيه جودة باشا حاطط كل أمله على إتمام الصفقه
عدل من وضع بذلته الأنيقة يمد يده لمصافحة تلك الحسناء وقد صمت مساعد والده عن حديثه 
اهلا خديجة هانم 
صافحته خديجة بعملية تجيدها متمتمه وهي تتمنى الشفاء العاجل لوالده 
الف سلامه على جودة باشا 
اماء لها برأسه وقد بدء الحديث يأخذهم نحو تلك الصفقة وبنودها انقضى عشاء العمل وانصرفت خديجة مع مساعدها 
فاخرج أمير صفيرا خاڤتا من بين شفتيه 
معقول في ست بالجمال والذكاء ده 
رمقه ساعد والده الأيمن متمتما بشك 
أمير بلاش تلعب مع خديجة النجار ديه مش أي ست وكمان خديجة النجار في عمر مهيار أختك 
قطب أمير حاجبيه يحسب عمر شقيقته ويقارنه مع تلك الحسناء التي لا يظهر عليها العمر 
معقول في منتصف الأربعين ده أنا اللي في المنتصف مش هي 
وانقلبت الجلسه لضحكات صاخبة مما جعل البعض يرمقونهم دون فهم 
ولكن
 

76  77  78 

انت في الصفحة 77 من 298 صفحات