الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 78 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


اللقاء لم يكن له نهاية بعد 

في تلك الزنزانة الضيقة كان يجلس فتحي جوار أحدهم يستمع لذلك العرض الذي يخبره به غير مصدقا إنه سيجني الكثير من المال من وراء شقيقته 
هي الشغلانه ديه بتجيب فلوس حلوه اوي كده 
رمقه الرجل بعدما داعب شاربه 
طبعا أنت مش عارف الكباري بتاعنا بيجيله زباين تقيلة أزاي 

طالعه فتحي بجشع يخبره وهو يخشى ضياع ذلك العرض من بين يديه 
بس البت بسمة أختي مش حلوة وشها عكر
الصراحه 
تجلجلت ضحكات الرجال حولهم 
وهي الشغلانه ديه بيهتموا فيها بالجمال المهم الجسم يا فتحي والايام ديه الحاجات اللي بيحطوها على وشهم بقت مخليا الستات كلها شبه بعضهم 
خلاص يا معلم وجدي اخرج بس من المخروبة ديه اللي مش عارف دخلتها بتهمه إيه وانا اجيبها ليك لحد عندك

طالعته وهو يقود السيارة في صمت دون جواب تحصل عليه منه 
أنت موديني على فين
رمقها ثم عاد يركز عيناه نحو الطريق فتنهدت بسأم تعقد ساعديها أمامها 
ابتسم وهو يسمع زفراتها الحانقة فعاد يطالعها بعينيه 
رايحين الفيلا عندي وجودنا في الشقه ديه خلاص مش هينفع 
امتقع وجهها وهي تتذكر أن هذا المكان كان يجمعه بطليقته 
لاا أنا عايزه ارجع الشقة أو هشوف مكان تاني اعيش فيه 
عبرت السيارة البوابة الضخمه فطالعت المدخل المؤدي للبيت العصري 
انزلي يا فتون 
ظلت مكانها ينتظر ترجلها من السيارة فعاد إليها يجذبها 
اظن إن في بينا إتفاق السنه ديه هتعيشي معايا زي ما أنا عايز في أي مكان احدده ولا هنخلف العقود من دلوقتي 
طالعته ثم طالعت المكان حولها وسارت أمامه حانقة ممتقعة الوجه طالعها بابتسامه واسعه ثم حاول ضبط ملامح وجهه 
دلفت أمامه المنزل تنظر لضخامة المكان وفخامته 
ركضت الصغيرة نحو والدها ثم اتجهت إليها تعانقها 
أحمس مجاش معاكي ليه عايزة اروح المطعم عشان العب مع أحمس 
ازدادت ملامح سليم قتامة وهو يستمع لحديث صغيرته وحديثها 
أحمس موصيني اول ما أشوفك اديكي بوسه كبيرة 
مدام ألفت مدام ألفت 
صاح بصړاخ افزع صغيرته فاقتربت تعانقه من ساقيه انحني ليحملها متمتما 
خديجة اتعشت 
أماءت السيدة ألفت برأسها تطالع فتون التي وقفت تفرك كفيها بتوتر بعدما ابتعدت عنها الصغيرة 
وصلي فتون أوضتنا 
طالعته ثم غادرت خلف السيدة ألفت التي اقتربت منها هامسه حتى تطمئنها 
على فكرة كل فرش البيت اتغير حتى الديكورات ومكان الأوضة 
رغم إنها لم تسأل ولكن حديث السيدة ألفت اراحها
دلفت للغرفة وقد تولت السيدة ألفت المبادرة في تعرفيها تفاصيل الغرفة ثم غادرت وهي مازالت تقف مكانها مذهولة من كمية الأثواب النسائية والاحذية والحقائب اقتربت تلامس الأشياء بيديها فتعالي صوته خلفها يسألها 
عجبتك الأوضة 
انتفضت مڤزوعة بعدما اشاحت عينيها بعيدا عنه 
الحاجات ديه لمين 
اقترب منها بخطوات متمهله ينظر إليها 
ليكي وبعد السنة ما هتخلص لو عايزاهم خديهم أنا برضوه راجل كريم يا فتون
اتسعت عينيها من وقاحته فتخطاها قبل أن تهتف بشئ ومد يده يختار لها أحد الأثواب بعناية 
ألبسي ده لونه عجبني 
طالعت ما وضعه بين يديها وعادت تطالعه فرفع حاجبه متسائلا 
مش عجبك أختار قميص تاني طيب 
وعاد ينتقي لها ثوب اخر فوقفت مكانها مبهوتة مما يحدث إنه يمارس الدور ببراعة 
لاا متحاوليش تهربي من بنود العقد إحنا إتفاقنا السنه ديه هتشبعي رغبة راجل حيوان زي عايزك مجرد زوجة في الفراش واردف بعدما تحسس الثوب الأخر بين يديه قبل أن يعطيه لها 
مش هما برضوه بيقولوا كده ولا أنا غلط يلا يا فتون ابسطيني مش يمكن ازهق بسهوله وقبل ما السنه تخلص اطلقك 
تركها شاحبة الوجه لا تصدق ما تسمعه تنظر نحو الثوب ونحو خطواته 
والسؤال كان هنا لمن القرار بل لمن الدور ولمن ستكون اللعبة 

طالت وقفتها أمام المرآة تنظر إلى هيئتها وتفاصيل ملامحها الصغيرة ارتفعت يديها نحو جانبيها وببطء كانت تسير بهما فوق قماش المنامة الحريرية الرائعة نعم لقد اختارت ثوب يناسبها والقت بالثوب الذي اختاره مكانه لم تخضع لقراره ولو للحظة كانت تفكر من منهم خضع لقرار الأخر لوجدت إنها هي من أختارت هذا القرار بل وتخضع دون أن تشعر 
تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيها وهي تلتف حولها لعلها تجده قد عاد إليها لينال حقه ثم يتركها فهي عاشت تلك الحياة مع حسن ولا بأس أن تعيشها ثانية ف العام سيمر كما مر ويمر كل شئ وهكذا كانت تقنع حالها 
ضجرت من وقفتها هذه فالوقت يطول وقلبها يزداد دقاته تحركت من أمام المرآة تجلس على الفراش الواسع تزفر أنفاسها دفعات متتالية ثم تتحسس جبهتها وقد اشتدت حرارة جسدها
مالك يا فتون مش ده كان قرارك أنت أعتبري حياتك معاه زي ما كانت مع حسن
واغمضت عينيها تتذكر صڤعات حسن وذلك العڼف الذي كان يمارسه معها فترفع ذراعيها تتحسس جسدها وسرعان ما كانت صورة حسن تتلاشى من ذاكرتها ليحتل هو مكانه وليلة أمس ټقتحم عقلها 
لمساته همساته تلك الحرارة التي كانت تشعر بها بين ذراعيه ولكن أين تلك الليلة التي دمر فيها كل شئ
تلك الليلة التي جعلها تركض في الظلام حافية هاربة من بطشه 
ارتجف جسدها فالذكريات المرسخة داخل عقلها لا ترحم ولقد رسخ الزمن كل شئ وحدث ما حدث 
شعرت بخطواته داخل الغرفة واقترابه منها ولكنها لم تفتح عينيها تضم كفوفها بطريقة جعلته يقف محدقا في فعلتها همس اسمها بخفوت
فتون أفتحي عينك وبلاش تسيبي نفسك للذكريات 
ولكنها لم تستجيب لنداءه تنهد وهو يتذكر حديثه مع جنات هذا الصباح
فتون بعد كل اللى حصل ليها مردتش تروح لدكتور نفسي أهلها شافوا إنها كده هتكون مجنونه فتون ضحېة ظروف ونشأة غلط فتون افتكرت إنها لما وصلت لحلمها ودخلت الجامعه إنها تجاوزت كل حاجة لكن للأسف فتون زي ما هي
ساعدها لو بتحبها أنا كان نفسي أقدر اساعدها لكن إظاهر حتى أنا محتاجه اللى يساعدني 
استمعت لصوت أنفاسه فادركت أنه حان اللقاء الذي سيجمعهما أجساد ستتعانق و رغبة ستتحرك والأمر يمضي بسهولة 
اوصدت جفنيها بقوة تشعر بكفه فوق خدها ثم ينحدر ببطء فوق عنقها كانت على أهب إستعداد للمنح وهو يدرك ذلك تماما
حلوة البيجامة يا فتون بس مش ده اللى اختارته عشان تلبسي
فتحت عينيها تطالعه فهل للتو تذكر أمر الثوب وقبل أن تخبره أن أمر الثوب لا يعنيه مدام سيحصل عليها في النهاية كان يباغتها بسؤاله
مدام سحر مديرية الجميعة دكتورة نفسية ليه مكنتيش بتتكلمي معاها عن كل اللى مريتي بي 
الجمعية والسيدة سحر تردد الاسمين في عقلها ولكن سرعان ما كانت تمنحه الإجابة
أنا مش مريضة نفسية أنا قدرت أقف وأقوم من تاني ووصلت لكل حلم كان نفسي فيه
وانتفضت من جواره وقد عبست ملامحها
وفهمت
 

77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 298 صفحات