الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 80 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


هي هتفضل فترة مشوشة والصداع ملازمها غير كسر دراعها
طمأنه الطبيب وانسحب مشيرا له بأن يتبعه
جسار بيه المدام محتاجة راحه نفسيه متنساش حالتها
عاد جسار إليها فوجدها تحاول الإعتدال من رقدتها فاسرع نحوها
أنت بتعملي إية
تسألت بتشوش وهي تتحسس جبهتها
هو أنا بقالي أد إيه هنا
هتف عبارته وهو يلتقط هاتفه يغلق رنينه
أسبوع

طالعت نظرات عينيه نحوها وتلك الكلمات المقتضبة التي يحادثها بها وعادت تفاصيل الحاډثة وما قبلها يقتحم عقلها
أنت هطلقني مش كده يا جسار
اغمض عينيه ثم عاد يفتحهما ويزفر أنفاسه
مش وقته الكلام ده يا جيهان أنت محتاجة راحة فحاولي ترتاحي
عدل لها من وضع وسادتها بيده السليمة وها هو يوم أخر يمر لها بالمشفى وهو يأتي لها فور أن ينتهي من أعماله المتراكمة 
الدكتور كتبلك على خروج هحضرلك الشنطة وهيعاين حالتك ونمشي
فهتفت متسائلة وهي تبلل شفتيها بلسانها ثم تبتلع لعابها 
هنرجع شقتنا مش كدة
عاونها على النهوض وسرعان ما دفعت ذراعه عنها صاړخة
رد يا جسار هنرجع شقتنا ولا هتسبني
جيهان إحنا من قبل الحاډثه متفقين كل واحد هيروح لحاله والطفل اللي كان ممكن يربطنا مبقاش موجود ولا حياتنا هتنفع ترجع تاني
تهاوت بجسدها فوق الفراش تحدق به إسترد أنفاسه وعاد يطالعها بهدوء
الشقة ملكك يا جيهان أنا كتبتها ليك وحقك هتاخديه كامل لكن طرقنا أفترقت خلاص
همست بضعف تخاطبه
بس أنت بتحبني ياجسار
تنهد بزفزات طويلة فلم يعد يعرف هل أحبها بالفعل أم كان يضحك على حاله ويشبع رجولته
امرأة حسناء تعطيه ما يرغب بسهوله تشعره وكأنه لا مثيل له تقدم
له ما يرغب دون أن يطلب وقد اجادت التعامل معه ومع طباعه فجعلته يريد المزيد منها وهو حقا قد أرتوى ولكن هل بالفعل نرتوي من الحب
أم نظل كالظمأ !
وعندما استنتجت من صمته إنه بالفعل تخطاها ولم تجعله مدمن بها صړخت بل ونهضت من فوق الفراش تدفعه فوق صدره 
ارتكزت عينين عليهما وقد التقط هو تلك العينين ولكن صاحبتهم كانت جائعة متعطشه بأن تكسب أول حدث لها في مهنتها في إحدى المجلات الداعمة للنساء 
التقطت صورتهما ومن بضعة كلمات كانت جيهان تتحدث بهما أثناء صړاخها لم يحتاج الأمر لفهم المزيد 

استندت بجسدها خلف الباب الذي أسرعت في إغلاقه للتو تنظر نحو ملامح صديقتها بأنفاس لاهثة وبجسد يرتجف من الخۏف 
لو اتطردت من المستشفى هيكون بسببك هتعملي إيه يا حورية في المصېبة ديه
ندبت حورية سوء حظها فضحكت الأخرى وهي تلتقط ذراعها تدور بجسدها أمامها صائحة بسعادة وكأنها حصلت على اليانصيب 
ده هيكون سبق صحفي في المجلة محصلش
وتنهدت حالمة وقد عادت تستقر بجسدها تنظر نحو ملامح صديقتها القاتمة
حورية مټخافيش الراجل ملحقش ياخد باله من شكلي
وابتسمت وهي تسرد لها مغامرتها التي ترها حظا قد اتي إليها قبل أن تطرد من المجلة
هو يدوب لقطني لما لقطت المشهد بينهم وهوب أختفيت من قدام عينيه
يا فرحتي بيك هوب اختفيتي أنت عارفه ده مين ده
ارتفع حاجبيها متسائلة فاردفت حورية وهي تنفث أنفاسها بضيق
رجل أعمال يعني راجل معاه فلوس يقدر يوصل ليك وليا واتطرد من شغلي
عادت حورية تندب حظها تنظر نحو الهاتف القابع بين يدين
عزة صديقتها وأسرعت نحوها تلتقطه منها لترى المشهد الذي سجلته صديقتها 
الفيديو ميعديش الدقيقتين بس في نجاح صاحبتك ياحورية
واستطردت برجاء تحاول كالعادة نيل دعمها
صاحبتك قدامها فرصه واحده بس في المجلة وحلمي يضيع
تابعت حورية المقطع المسجل وصوت صړاخ المرأة المكلولة على حالها تترجى الواقف أمامها أن لا يتركها ويطلقها وكم هي تحبه 
توقف المقطع فهتفت عزة تحاول إستدراج عاطفتها كأنثي
راجل طاووس متغطرس زي باقية الرجالة زي مكرم خطيبك اللي سابك قبل فرحكم بأسبوع 
احتدت ملامح حورية وهي تتذكر ما حدث لها ممن كانت تطير به هياما و عزة كصحفية مبتدئه سيكون لها مستقبل كانت تدوس وتضغط حتى تحصل على ما تريد 
صړخت حورية بها تدفع الهاتف إليها وابتعدت عنها تقضم أظافرها
ضغطي على أوجاعي عشان تظهر روح المرأة الداعمه عندي مش كده
طالعتها عزة بعينين سعيدتين فقد نجح الأمر ثم دلكت عزة رأسها وانفرجت شفتيها في ضحكة قصيرة خاڤتة 
شايفة مستقبل صاحبتك المشرق فمتضيعهوش بقي
رمقتها حورية حانقة واقتربت منها تدفعها فوق صدرها
مستغلة وهتوديني في داهية
ولكن كالعادة كانوا يتعانقان في حب يتواعدان أنهما دوما سيكونوا بجانب بعضهم مهما عصفت بهم الحياة
مكرم ده كان نص راجل ده لو اعتبرناه راجل يعني ده أنا رقصت يوم ما عرفت إن الجوازة اتفركشت
وحورية تعود لدفعها فوق كتفها هاتفة 
أه قاعدت جانبك وبقينا زي الخيار المخلل جانب بعض
فابتعدت عنها عزة تهندم من ثيابها وانحنت تربط رباط حذائها
فشړ إحنا مخللناش إحنا بس في عصر السرعة
وبعدما كانت حورية تستعد لما هو قادم كانت تنسى ما حدث وأصبح الأمر وكأنه لم يكن
تعالي أما اشوفلك الطريق وأخرجك من المستشفى 

طرق طاولة مكتبه بطرقات متتالية يحاول جاهدا أن يخرج طاقة غضبه بشئ ولكن غضبه لم يقل وهو يستمع لحديث محاميه ومديرة التسويق التي تخبره كم تراجعت أسهم شركة مستحضرات التجميل خاصته
جسار بيه حضرتك لازم تطلع توضح صحة الفيديو بأي طريقه
اغمض جسار عينيه يحاول استجماع شتات نفسه متسائلا
مين البنت ديه
ومحاميه كان يعطيه الإجابة قبل أن ينسحب من أمامه
كل المعلومات هتكون عندك يا فندم خلال ساعة
ترك المحامي الغرفة مسرعا فتنهدت الواقفة وقبل أن تفتح فمها للحديث كان هاتفه يدق وأصبح يومه إتصال وراء اخر والكل يحاول أن يستفهم الأمر ويصلح الأمور بينه وبين زوجته 

والأمر كان مختلفا لدي جيهان التي أخذت السعادة ترقص في عينيها لا تستوعب أن الحظ لم ېخونها وقد جاءت الفرصه دون أن تسعي وتخطط 
زفرت أنفاسها براحة ومتعة وهي تستمع لمقطع الفيديو عبر وسائل التواصل الإجتماعي والجميع متعاطف معها والمنشط الصحفي أصبح تريند يتداوله الجميع خاصة النساء داعمين لها 
تعالا رنين هاتفها فالتقطته تنظر نحو الرقم الغير مدون في سجل هاتفها
مدام جيهان إحنا مجلة INW محتاجين نعمل مع حضرتك ريبورتاج صحفي 

تركت ما تحمله من بين يديها واقتربت من جنات القادمة نحوها تحمل لها بعض من كتبها
لقيتك عمرك ما هتفكري تيجي عندي تاخديهم قولت أجيبهم أنا
التقطت فتون منها الكتب تشيح عنها عينيها فسقطت دموع جنات وهي ترى علاقتهما كيف أصبحت
مكنتش عايزة أتأمر عليك معاه كنت عايزة اديلك فرصه
احتدت عينين فتون وهي تسمع تبريرها وسؤال أرادت سؤاله لها منذ وقت 
عشاني ولا عشانك يا جنات
و جنات ولم تكن إلا إنسانة صريحة
عشانا إحنا الأتنين أنت عشان تعرفي حكايتك مع سليم النجار هتكون نهايتها إيه وأنا عشان أخد حقي من الدنيا أخد حقي من ناس إستعرت تعرفني ويمدوا أيديهم يسلموا عليا
ارتخت ملامح فتون وهي تسمعها وجنات كانت تصرح لها بدواخلها
لما شوفت كاظم النعماني في الشركة انبهرت بي فضولي اخدني إني اعرف مين
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 298 صفحات