الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 81 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


الراجل اللي هالة الوقار بتحاوطه
واطرقت عينيها تتذكر تلك اللقطات التي مرت
مصدقتش نفسي إنهم اهلي نفسي بقت تصعب عليا أوي يا فتون مافيش أهل تسندي ضهرك عليهم ولا حتى شريك حياة يشتريك بالغالي
ومسحت دموعها تلتقط أنفاسها تنظر نحو فتون التي علقت عينيها بها بحزن
استنيت يوم الأجتماع اللي هيتحط في بنود الشراكة و جودة النعماني هيكون موجود ابن عم أبويا يعني عمي يا فتون روحتله اسلم عليه قدام عربيته عارفه قالي إيه 

وعادت دموعها تنحدر فوق خديها
عمل نفسه إنه مش عارفني ولا حتى عارف أبويا
وارتسم الحقد فوق ملامحها وقد عاد حقدها نحوه
حلفت إني هاخد حقي منه سامحيني يا فتون بس سليم النجار بيحبك ده اللي بقيت متأكده منه خلاص ومطمنه عليك معاه
انتظرت جنات أي ردة فعل منها ولكنها ظلت ساكنه مكانها متعاطفة
اسعد ابن عمتي رجع يظهر في حياتي من تاني عايز يفضحني وسط الناس وبيبتزني عشان ياخد مني فلوس
وتعالت شهقاتها پقهر 
عايز يفضحني في شرفي يا فتون
تحولت ملامح فتون للصدمة وسرعان ما اقتربت منها تضمها إليها بقوة
اهدي يا جنات مش هيقدر يعملك حاجه
كاظم النعماني حطني في دماغه هو اللي ورا ظهور أسعد من تاني في حياتي
واردفت پخوف
اسعد ده إنسان حقېر ممكن يعمل اي حاجة عشان ياخد فلوس
ابتعدت عنها فتون تنظر إليها تسألها بتوجس
مش كان اتفاقك مع سليم إنه هيساعدك مقابل ما هتساعديه
صمتت جنات فحدقت فتون بها تنتظر جوابها
جوزك بقى بعيد عن مجال المحاماه دلوقتي مؤسسته بيديرها صديقه
وعادت لصمتها تتذكر حديث سليم معها
مافيش أوراق تثبت ملكية والدك الله يرحمه للأرض كل أوراق الطرف التاني صحيحة الجواب اللي معاكي ميثبتش حاجة قدام المحكمة والقضية هتطول في المحاكم
وتعلقت عينيها بزجاجة المياة الموضوعة فوق الطاولة فاقتربت من الطاولة والتقطتها ترتشف منها تستطرد بحديثها
جوزك بيزنس مان دلوقتى مش هيخسر صفقته عشاني
وهمست تتبع حديثها بحړقة
بيقولي عرض الاتنين مليون جنية قيمة نصيبي في الأرض لأن القضية هتطول في
المحاكم عشان مملكش أثبات تعترف به المحكمة بس أنا مش عايزة الفلوس أنا عايزة أرضى يا فتون 
طالت نظرات فتون إليها فاقتربت منها جنات تمسك يديها برجاء متمتمة
فتون أرجوك متخليهوش يتخلى عني زي ما وعدني
وفتون صامتة تستمع إليها وقلبها يزداد ڠضب نحو سليم 

وضعت الخادمة الطعام أمامهم كان ينظر لها من حينا إلى أخر وهو يطعم طفلته والصغيرة كانت سعيدة بدلال والدها لها 
نهضت عن الطاولة بعدما مسحت فمها متمتمة وهي تنظر نحو الصغيرة التي علقت عينيها بها
تصبحي على خير يا ديدا
ابتسمت الصغيرة وقد رفعت لها خدها كي تقبله فانحنت فتون نحوها تلثم خدها
بكرة هنعمل الكيكة اللي قولتيلي عليها وهتحكيلي حدوته
تسألت الصغيرة فابتسمت وانحنت مجددا تلثم خديها
أنا وعدتك يا ديدا بس بكرة عندي أمتحان مهم ولازم اقوم أذاكر
رمقها سليم وقد ترك معلقته فهو وكأنه غير مرئي أمامها
عندك أمتحان وراجعه متأخر من المطعم
وبكلمات مقتضبة كانت تجيبه دون أن تطالعه
المطعم كان في زباين وأنا بعرف أنظم وقتي كويس متوعدة زي ما تقول يا سليم بيه
غادرت المكان فعلقت عينين صغيره به وبصوت حاول أن لا يكون جهوري كان يهتف باسم السيدة ألفت
مدام ألفت خليكي جانب خديجة لحد ما تخلص أكلها
أماءت السيدة ألفت له برأسها وجلست جوار الصغيرة تلقي بنظرة خاطفة نحوه وهو يصعد الدرج بخطوات سريعة 

انفلتت منها شهقتها وهي تراه يدلف الغرفة يغلق الباب
خلفه بقوة ضمت كتبها إليها تتحاشي النظر إليه مما جعل حنقه يزداد
ممكن أفهم سبب تصرفاتك ديه
تسألت بخفوت وهي ترى اقترابه منها
تصرفات إيه
هحاول أصدق إن تصرفاتك من غير قصد يا فتون
ومع اقتراب خطواته منها كانت أنفاسها تتسارع
أسألك اخبار يومك في المطعم إيه مترديش احط أقدامك الطبق تبعديه عنك وفي الأخر ردك عليا بمنتهى الاستفزاز مش معقول تكوني في عمر خديجة يا فتون
ازداد صوته حدة فنهضت من فوق الفراش تقف أمامه
وعدت جنات تساعدها للآخر أتخليت عنها في بداية الطريق طبعا بعد ما وصلت للي عايزه خلاص المهم صفقاتك
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتيه وهو يراها تتحدث معه هكذا وسرعان ما تلاشت ابتسامته يطرح سؤاله بمكر
وصلت لأية يا فتون بالظبط أنا مش شايف إني وصلت لحاجة
وبخبرة يجيدها كان يعبث ويتلاعب معها امتدت يديه نحوها يجذبها إليه في سرعة خاطفة جعلتها تشهق من فعلته
فتون جنات واخده الموضوع تحدي وعناد أنا متخلتش عنها جنات مكنتش هتاخد حاجة من عيلة النعماني لا فلوس ولا أرض
حاولت دفع ذراعيه عنها ولكنه احكم حصارها حولها
جنات أه بتحبك بس بتدور على مصلحتها يا فتون القضية خسرانه وأنت بتدرسي دلوقتى القانون وعارفه ده كويس
مدام القضية خسرانه وعدتها ليه من الأول 
وبسلاسة كان يجذب ذراعها يجلسها فوق الفراش ويجلس جوارها
كانت قايلالي عندها الأوراق اللي تثبت ده والأوراق مكنتش غير مجرد جواب مكتوب من جودة النعماني لوالدها حتى تاريخه قبل تاريخ المبايعة لو زي ما بتقول جنات إن المبايعة تمت عن طريق التوكيل 
توقف عن حديثه ثم طالع نظرتها إليه فمسح فوق خدها بعدما اتخذت وضع الأنصات كطفلة صغيرة
جودة النعماني مكنش بقى رجل أعمال وليه اسم لو مكنش ذكي في كل خطوة بيعملها
يعني مش هتقف مع جنات عشان متخسرش شريكك
أنت عايزة إيه يا فتون 
ومال نحوها وهو يسألها فابتعدت بجسدها عنه ولسوء حظها كانت تميل فوق الفراش فتعطيه فرصه لمحاصرتها
جنات ساعدتني كتير زمان جنات ملهاش حد هما المفروض أهلها يدوها حقها مش ياكلوه
هتفاهم مع كاظم النعماني في الموضوع
واقترب منها اكثر وهو يعطيها جوابه ابتلعت لعابها وهي ترى اقترابه يزداد
كاظم النعماني راجل خسيس دفع فلوس لابن عمتها عشان ېفضحها لو مقبلتش بعرضه واخدت الفلوس وبعدت عن عيلته
مش هخلي حد يأذيها يافتون مدام تحت حمايتي
وعند اخر كلماته كان ينال منها ما طمح وأراده قلبه قاومته بضعف ولكن مع خبرته كان يجعلها مرحبة بين ذراعيه مستسلمة 
وأسفل المياة الرطبة كانت ترثي حالها لقد عادت شخصية
سليم النجار تسيطر عليها لقد عادت الخادمة لجحر سيدها مرحبة 
خرجت إليه بعدما استجمعت شتاتها وكفت عن البكاء ولكن الصدمة كانت من نصيبها 
طبق به بضعة أرغفة معدة وكوبان من القهوة والكتاب الذي
لا بد أن تذاكر صفحاته الليلة موضوع فوق الطاوله وهو ينتظرها وقد استرخي فوق الأريكة 
اعملي حسابك مش هتنامي غير لما نخلص كل اللي متذكرش اومال مين هيمسك بعد كدة مكاني في المؤسسة
ظلت على وقفتها فنهض من مكانه واقترب منها يجذب يدها
فتون نصحصح كده عشان المذاكرة عايز أشوفك محامية كبيرة 
فطال صمتها إليه ولكنه كان يعلم السبب
فتون اللي حصل بينا شئ عادي مش ديه بنود العقد برضوه وأنت بتنفذيه
أسرعت في اماءت رأسها له فابتسم وهو يفتح لها أول صفحات الكتاب
نسيب بنود العقد بتاعنا على جانب دلوقتى ونبدء
 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 298 صفحات