الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عقاپ ابن الباديه بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 5 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

بأكمله ينقط له في فمه ترياق 
ويرغمه على إبتلاعه ومن ثم يأخذ خرقة من خيش منقعة بالماء ويضعها على قدميه وأخرى على جبهته 
وطوال هذة المدة لم يتذوق احد من رجال البادية كسرة من خبز 
وهم يرون حالة شيخهم وعم القلق والخۏف علي كامل البادية
حتى ان الاطفال اخذوا نفس الموقف وجلس الجميع خارج خيمة آدم ينصتون لأي صوت منه يدل على أنه عاد من صراعه مع المۏت للحياة مرة أخرى
systemcode ad autoadsأو حتى يتفوه قصير بخبر عن أنه بدأ فى التحسن.
أما قصير فبدأ هسيس من الخۏف يتسرب إلى قلبه 
فقد إستغرق الصبي وقت أكثر من اللازم 
وبدأ يتسائل هل بالفعل أخطأ حين بدأ معه بنوع السم هذا أم هل ذادت منه الجرعة حتى بعد ان تلقى اغلبها في جسده أولا 
وماذا سيفعل إن كان هذا خطأه الأول والأكبر والأعظم الذي سيمحي كل أفعاله الصالحة مع عمه وشيخ قبيلته ويحل هو مكانها
ضم يديه وأسند جبهته عليهم وأخذ يدعوا الله ألا يحدث هذا وأن ينعم عليه الله بتوفيق آخر كما يحدث طوال الوقت وألا تكن هذه نكبته الأولى. 
فإنفرجت ملامحه وتهللت أساريره على الفور وهو يرفع رأسه على أنة من الغلام ردت إليه هو الروح من قبله واردف ضاحكا
الحمد لله يااارب.. جمدت الډم بعروقي ياولد. والله نظير الخۏف هاد لأعلمك شغلك. 
ثم نهض مسرعا وازاح ستار الخيمة لينظر إلي الشيخ منصور ويردف بذهوا الإنتصار 
قلتلك ماتخاف ياشيخ الوليد بخير وتوه تحدت. 
أسرع منصور الي الخيمة مهرولا وهو يحمد الله وجلس بجانب الصبي الذي كان يتلفت حوله بعيون يكسوها اللون الاحمر وأردف بتعب
بابا.. انا عايز بابا وودوني لماما.. هما مش بيجوا ياخدوني من هنا ليه وليه الراجل دا خلى التعبان قرصني ليه عايز يموتني 
نظر اليه منصور وتلمس وجنته في حنو وأردف 
ماتخاف ياولد مافي حدا بدو يموتك ولا شي هاد عمك قصير وهو اكتر حدا هون راح ېخاف عليك ويهمه انك تكون بخير من بعدي.
اغمض آدم عينيه وعاود للأنين والتألم واخذ يهزي بإسم أبيه وأمه حتى غلبه التعب وأسبل عينيه مستسلما للنعاس.
منصور 
شربو دهن وايد ياقصير ولا تغفل عنو لسه الوليد مازال عنو الخطړ.
قصير 
لا تخاف ياشيخ بس بالله عليك قول لحرمتي تجيبلي
أي شي آكلو مصاريني تتعارك من الجوع وراح تاكل بعضها. 
منصور 
ومين سمعك ياقصير والله الباديه كلها اليوم صابها الجوع والړعب وماحد داق الزاد.. يلا بنبهلك ع الوكل واشيعهولك مع معزوزه بتك أو مع رابح.
خرج الشيخ منصور من الخيمة وطمئن الجميع فأنفض الجمع فرحا بنجاة الصبي
ودخل الأولاد الى الخيمة يطمئنون عليه ونظر رابح إلي قصير وأردف معاتبا 
خاطرت بعملتك كتير ياعمي بس الله نجاك منها ونجى الوليد ماتعيدها مره تانيه ماسمعنا عن حدا اتحوى بالصل الأسود بأول مره ليه طول عمرنا نعرف أن الصل آخر شي ينلدغ منو المحوى وهو سم الختام ليش انت بدأت بيه ويش هدفك
قصير 
شوف يارابح ياطويل اللسان انا ماحد يستجرى يحاسبني على أفعالي ويسألني ليش وماليش
بس راح جاوبك لأني بعرفك ماراح تسكت الا تفهم. 
الوليد بحياته الجايه راح يتعرض لأقوى انواع السم اخوه ماټ بنوع سم الاطبا ماعرفوه وعشان هالشي لازم بدايته مع السم تكون غير وقوية لازم يبتدي بالخطړ والصعيب وينتهي باللي مافي بني آدم يتحملوا.
هز رابح رأسه لعمه قصير بتفهم ثم أردف وهو ينظر لآدم بتفحص 
لكنها مخاطره كبيره وجايز كان ماټ فيها الوليد فلا تعيدها. 
وهو ليش الناس ټسمم وليد صغير لا حول ليه ولاقوة ومابيعرف يأذي نمله ومين اللي بدهم يأذوه وأذوا اخوه قبل منه!
قصير 
أقرب الناس ليه ياوليدي.. هو دايما الاذي مايجي غير من القرايب.
يلا روح جيبلي وكل الجوع موتني بس تاكد أن الوكل انحط للشيخ منصور بالأول وماتجيبلي اي شي إلا يبدأ هو بالأكل.
رابح 
تأمر ياعمي انعم توا.
خرج رابح وقطع نصف المسافة وإذ بمعزوزة إبنة عمه قصير الكبيرة لاحت من بعيد وميزها رغم الظلام وهي تحمل الطعام لابيها فأسرع رابح والتقطه منها وأخذ هو على عاتقه مهمة توصيله لعمه بعد ان تاكد منها أن الطعام وصل للشيخ منصور أولا 
وطلب منها العودة لمساعدة باقي الفتيات والنساء في تجهيز طعام العشاء لباقي اهل البادية وامتثلت معزوزة لأمره.
أوصل رابح الطعام لخيمة عمه ووضعه له وخرج بعدها ينتظر مع الصبية الطعام الذي سيسد جوعهم بعد يومهم العصيب هذا..
والذي علم الجميع من بعده أن هذا الصبي ذات شأن عظيم لدى الشيخ منصور وأنه خط أحمر من لا يريد عداوة الشيخ منصور لا يتجاوزه.
أكل الشيخ منصور واتم طعامه ورفع ناظريه وهو يسمع صوت سيارات قريب 
وأستقام في جلسته وهو يرى قافلة من ثلاث سيارات مصفحة آتية من بعيد تحت ستار الليل فأمر كل من معه بأن يخلوا المجلس 
ولم يبقى الا هو وهذا مايحدث عادة حين تأتي هذة السيارات الثلاث مجهولي الهوية ومجهولي أسباب القدوم لكل أهل البادية الا للشيخ منصور وقصير فليست كل الأمور متاح معرفتها للجميع.
خرج قصير أيضا مسرعا بمجرد أن أرسل اليه الشيخ منصور خبرا بأن القافلة السوداء قد حضرت.. وجلس الاثنان في إجتماع مغلق في الخلاء هم و٦ من رجال ملثمين يجرون المباحثات السرية.
أما آدم ففتح عيناه اخيرا على صوت كركبة بجانبه فوجد صبي ممن يتشاركون معه المبيت في الخيمة يبحث في زاوية الخيمة عن شيء ما وحين الټفت ورأي آدم ينظر اليه تبسم له واقترب منه واردف له
الحمد لله على سلامتك كيف حالك توا 
نظر اليه آدم طويلا دون ان يجب فتفهم الصبي انه لا يفهم حديثه فحاول تغيير الجملة 
كيفك الحين بخير 
أومأ له آدم برأسه ولم يتحدث فاكمل الصبي تساؤلاته 
انت ليش اهلك سيبوك هنا ومشو وانت الباين فيك ولد عز وترف
فهم آدم هذه المرة ولكنه ايضا لم يجب فهذا السؤال هو نفسه لا يملك الإجابة عليه واكتفى بالتنهيد فجلس الصبي بجواره وقال له 
انا أسمي سالم ولد زيد وقصير بيكون عمي فينا نصير رفقه قالها ومد يده اليه مصافحا
فتردد آدم لثوان وبعدها رفع يده بوهن يصافح سالم فهو تعلم أن من غير اللائق أن تمتد يدا لنا بالسلام ولا نصافح.
تبسم سالم حين صافحه آدم واردف
من اليوم راح تصير رفيقي المقرب وراح اعلمك كل شي بعرفو.
مر يومان تحسن فيهم آدم كثيرا عن زي قبل وأستطاع
الخروج من الخيمة والمشي مع الاولاد حتى وصلوا لبئر الماء 
وهناك آدم أخذ يتلفت حوله
وهو يتسائل الى متى سيمكث في هذا المكان المقفهر متي سيتمكن من العودة الي بيته وفراشه الوثير الى العابه ومدرسته وأصدقائه متي سيعود الى حياته الطبيعية وإلى حضڼ أمه الذى إشتاق إليه حد الجنون متي سيعود ليغفوا على صوت أبيه الحنون وهو يقص له قصة عن الصحابة وعن الانبياء
قطع تفكيره هذا صوت الشيخ منصور وهو يحدثه 
بيش صفنان ياوليدي بيش تفكر 
نظر اليه آدم وسأله بلهفة ممزوجة ببعض اليأس 
ماما وبابا هيجوا ياخدوني إمتا 
اجابه منصور وهو يجلس بجانبه
بوك وامك راحلين ورحلتهم طويله.
آدم 
يعني إيه راحلين 
منصور 
يعني مسافرين وسفرتهم بتطول وهملوك هون لحين يعاودوا.. وبوك طلب مني ادير بالي عليك واعلمك كل شي عن حياة الباديه.
آدم 
لأ انا

انت في الصفحة 5 من 18 صفحات