الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عقاپ ابن الباديه بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

مش عايز اتعلم حاجه ومش عايز أفضل في الصحرا هنا رجعني بيتنا هستنى هناك مع عمي وعمتي لغاية مابابا وماما يرجعوا من السفر.
تبسم الشيخ منصور وأردف ساخرا
أي ويبقى عطينا العطيه للحرامي يحرسها هو بالاساس كل البلا من العم والعمه. 
لم يفهم آدم مايرمي إليه الشيخ منصور فهو رغم كل شيئ طفل لم يكتمل نضج عقله فأكمل سلسلة تساؤلاته 
وبعدين هما ازاي يسافروا ويسيبوني دول عمرهم ماعملوها قبل كدا عمرهم ماسابوني. 
فرد عليه منصور 
لكل شي مره اولى..ثم أخذت ملامحه وضع الجدية وهو ينظر لآدم ويخبره بنبرة تنم عن قرار لا رجعة فيه 
إسمعني ياولد زين.. من اليوم لحين يعود ابوك ياخدك مابدي تعصالي أمر ولا اطلب منك شي إلا وتلبيه. 
وكلمة نعم وتوا ماتفارق لسانك. بدي منك الطاعه عشان ماتشوف مني قساوة. 
ومن بعدي عمك قصير ايش مايقولك تطيعه وما تخالفله أمر. 
آدم 
انا مش هسمع كلام حد انا عايز ارجع بيتنا انا مش حابب اعيش هنا. 
الشيخ منصور 
ما انا توي اقولك ماهو بقولك ولا باللي تعوزه الكلمه هيني كلمتي انا ومن بعدي قصير. 
وانت حالك حال باقي الوليدات تسمع وتطيع 
والحين قوم امسك دلوك متلهم وعبي مي وودي حدر الحريمات خليهم يعملولك الوكل اللي تاكله.. هون مافي حد مايشتغل بأيده ويتعب عالخبزه اللي ياكلها
وانت من هالحين لازم تتعب لتاكل
ودير بالك اللي يخالف للشيخ منصور أمر بيشوف اللي مايسره إن كان غلام ولا رجال شنبه يحط عليه الصقر واسأل الوليدات لو مامصدق.
إستمع آدم لتعليمات الشيخ منصور الأخيرة بفم مطبق فهو التمس الجدية الكاملة في تهديداته 
وهو هنا وحيد لن يجد من يحتمي فيه من بطشه إن قرر البطش به.
انهى منصور حديثه مع الغلام ووقف مغادرا المكان بعد أن تأكد بأن حديثه معه قد اسفر عن النتيجة التى يرجوها وأوصل له رسالته التي يقصدها وتركه يتقبل فكرة انه بات محاصرا هنا وسط الصحراء وإما الطاعة العمياء او مصير لن يتحمله.
بعد أن غادر منصور إقترب سالم من آدم وسأله عما دار بينه وبين الشيخ فقص عليه آدم كل الحديث عله يجد عنده مخرجا لمأزقه
فما كان من سالم إلا أن بث الړعب في نفسه اكثر وحذره من قساوة الشيخ منصور وبطشه وخاصة مع الأولاد الصغار.
فهم لا يعرفون شيئا إسمه دلال أو رفاهية وجل ما يحصلون عليه من كلمات الثناء هي 
أحسنت وليدي وهذه الجملة تعادل الف جملة دلال بعد اجتيازهم لأعتى الإختبارات. 
إستسلم آدم وسلم أمره لله فما عاد يمتلك إلا الصبر والإنتظار الى ان يعود إليه أبواه ووقتها سيقتص منهما على كل ما عاناه وما سيعانيه بسبب تخليهم عنه وتركهم له فى هذا العالم الموحش.
في اليوم التالي إستيقظ آدم في الصباح الباكر مع إختلاط الخيط الأبيض والأسود في كبد السماء علي صوت راجح الذى اصر اليوم أن ينضم اليهم في سعيهم الصباحي وان يغتنم ساعات الصبح المباركة فإستجاب آدم وخرج مع بقية الأطفال للخلاء
فوجد قصير في إنتظاره وكأنه يعلم أنه اليوم سينضم للأولاد أو ان هذا القرار كان قراره هو 
فأشار إليه بيده ليقترب فلبى آدم وإقترب منه فأعطاه إناء صغير وأشار له على إحدى العنزات وأردف له آمرا
إجلس وإحلب العنز هادي وجيب فطورك.
آدم 
بس أنا مش
بعرف أحلب!
قصير 
تعلم. مافي شي اسماه ماتعرف فرض عليك تعرف كل شي. 
سالم 
تعا ياآدم وشوفني ويش اسوي وسوي متلي.
وبدأ سالم يعلم آدم
الحلب وأمسك بيده وأخذ يعلمه كيف يحبس اللبن في ضرع المعزة ثم يضغض عليه بحرفية ليخرجه منها وبعد عدة محاولات نجح آدم في إنزال بعض الحليب فتبسم فرحا ثم نظر إلى قصير منتظرا لعبارة ثناء
ولكنه وجد ملامح قصير جامدة ولم يتأثر وكأن مافعله شيئ عادي لا يدعوا للفخر 
ثم عاد يكمل مابدأة غير مهتم باي ثناء من أحد فهذا شيئ عادي بالنسبة لهم هم أما هو فيعتبر مايفعله أكبر إنجاز قام به يوما ويكفيه فخره بنفسه.
انهوا حلب الماعز وانتقلوا بالحليب الى النساء ليعدوا لهم طعام الإفطار ثم أمر قصير بعضا من الصبية للذهاب إلى البئر لنقل الماء ومن ضمنهم آدم الذى ذهب معهم وهو يشعر ببعضا من الإعياء فمازال أثر سم الثعبان فى جسده. 
التف الصبية حول البئر وأمسك كل منهم دلوا واخذ يغترف الماء من البئر ويملأ دلوه ويأخذه ويغادر
وحين إتي الدور على آدم تقدم وحاول سحب الماء من البئر وبعد محاولة مضنية نجح في إخراج الماء وقام بسكبه في دلوه وهم يحمله فاردف له له قصير 
هم بالدلو زين ورينا قد ايش حيلك ياولد الحضر.
هم آدم برفع الدلو فلم يستطع رغم أن الدلو لم يكن يحوي إلا القليل من الماء
فضحك الصبية عليه وهو ينزل الدلو سريعا ولا يقوى علي رفعه فحدجهم قصير بنظرة ڠضب وقال لهم محذرا 
ماحد يتهزاء بيه
هاذا بأمر ربي هيكون خير منكم.
انتهى من جملته ونظر إلى آدم محفزا.. إحمل ياولد ماتضحك عليك الولاد. 
فإستجمع آدم كل قوته وحمل الدلو وسار به حتى أوصله عند النساء وجلس بعدها يلتقط انفاسه تحت أنظار الشيخ منصور الذي أشار لقصير بمعنى هذا يكفيه لليوم.
أما في قصر محمود الدلال.
جالس في مكتبه بالقصر وسمع عدة طرقات على الباب فعرف منهم من وراء الباب فدعاه للدخول قائلا 
ادخل يايحيى. 
فدخل اخيه يحيى وإقترب من محمود وبنبرة تحمل أداب حديث مزيفه 
ممكن اتكلم معاك كلمتين بهدوء يامحمود وبعد اذنك تسمعني للآخر. 
أومأ له محمود بالموافقة ودعاه بيده للجلوس وعقد اصابعه وأسند ذقنه على يديه في تأهب لما سيقوله اخيه والذي يعلمه جيدا فتحمحم يحيى وأردف 
يامحمود يااخويا اللي بتعمله دا غلط وخۏفك على ابنك مننا دا قمة الظلم لينا لأنك بكده اثبتلنا إنك لسه مفترض فينا السوء ولسه محملنا ډم إبنك اللي ماټ ومش قادر افهم لغاية النهارده انت بنيت اتهامك على أي اساس!
إستمع إليه محمود ورد عليه بجمود
يحيى إنت عايز إيه دلوقتي أنا إبني مش هرجعه هنا تاني وقراري وأخدته ولو سمحت متتكلمش معايا تاني في الموضوع دا 
وأظن سبق وقلتلك ان الموضوع دا بالذات ميخصكش ولا يخص حد لان ببساطه لو اخدت نفس القرار مع حد من أولادك انا مش هتدخل بالمره من بعيد أو من قريب. 
يحيى 
يامحمود إنت كده بتقطع كل روابط الأخوة مابينا وبتحط حدود مش المفروض تكون موجوده من الأساس. 
محمود 
يحيى لو انتهيت وخلصت اللي عندك إتفضل اخرج وسيبني لأني ورايا شغل كتير مينفعش يتأجل. 
يحيى 
لحد إمتا يامحمود
لو تقصد علي آدم فا لغاية مايكبر ويبقى راجل يقدر يحمى نفسه وسبق وقولتلك الكلام ده 
ولو صحيح بتحبه زي مابتقول وخاېف على مصلحته توافقني على قراري مش تعترض وعايز ترجعه هنا بأي طريقه عشان يحصل أخوه وانحرم منه. 
يحيى 
يامحمود مروان الله يرحمه كان حاډثه قضاء وقدر. 
محمود 
وأنا بعدت ابني عشان اتحدى القدر.
تفوه بها وهو ينظر لعيني اخاه بإصرار وكانه يخبره إنك أنت القدر السيئ الذي اخاڤ منه على إبني ولست اتحدى غيرك.
فإبتلع يحيى مرارة الهزيمة مجددا واردف في محاولة بائسة أخيرة 
طيب قولنا عالأقل وديت الولد فين الدنيا منضمنتش ولاقدر الله جايز تحصل اي حاجه يبقى الولد كده ضاع ولا ايه 
أجابه محمود

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات