رواية عقاپ ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
مصرا
متقلقش لو جرالي حاجه انا وأمه هو هيرجع في الميعاد المحدد وهيرجع وهو عارف كل حاجه وعارف اللي ليه.. واللي ليه برضوا.
هب يحيى واقفا
وهو يستشيط ڠضبا فها هي جميع مساعيه تفشل ويعود لتخبطه فاليوم إكتمل الأسبوع وهو لا يعلم عن غريمه الصغير شيئا!
اغلق محمود دفاتره اخيرا ونهض متوجها لتلك التي أوجعت قلبه فوق
دلف اليها وإقترب منها وهمس لها وهو يتفحصها من راسها لاخمص قدمها
مش هتقوميلي ياناديه وتقفي جنبي انا محتاجلك اوي الفتره دي أوعى تفتكري اني قوي للدرجه اللي تخليني اتحمل حالك ده.. انا اضعف من كده ياناديه والله.
طمني عنه يا محمود عرفت تطمن عليه قدرت تعرف أخباره ولا خلاص كده إبني اتنفى واتقطعت أخباره
تبسم محمود وهو يخبرها بأنه بالفعل إطمأن عليه وعلى أحواله وكإثبات لذلك قام بإخراج مظروف من جيبه وفتحه وأخرج لها منه صورا لآدم وهو يحلب الماعز وصور أخرى وهو جالس وسط الأطفال يأكل وملامحه ضاحكة
ثم أبعدتهم وأخذت تتاملهم وتتلمس طفلها الغائب
والذي إنتفض قلبها برؤيته بعد كل هذة الايام التي تعادل لديها سنوات فراق طويلة.. وشعرت بوخذات في قلبها وهي ترى الإختلاف الذي طرأ عليه
وسخطت من كل قلبها على من كان سببا في فراقها عن صغارها فهذا الأمر لا يرضى ربا ولا عبدا إلا من كان جبارا مريدا.
ترك لها محمود الصور حتى إرتوت من النظر إليهم ثم انتزعهم منها وقام بإحراقهم على الفور أمامها ولم تعترض هي فهذا إجراء للحماية قد إتفقا عليه سابقا.
حل الليل وكان قصير يجلس مع الشيخ منصور يقررون من اين سيدبرون ما طلب منهم هذه المرة فالعدد كبير والمخاطرة أكبر وفي هذه الأثناء اتت معزوزه إبنة قصير البكر تركض وأقتحمت مجلسهم وقالت من وسط انفاسها المتلاحقة
هب قصير واقفا وقد تهللت اساريره وسألها بلهفة
ابشري يابنيه ويش جابت
معزوزه
بنت كيف البدر يابوي سمحه شدديد.
جلس قصير مرة أخرى وقد إنطفأت فرحته وإمتعضت ملامحه وأغمض عينيه ألما فقد شعر بإن زوجته خذلته للمرة الرابعة حيت انجبت له البنت الرابعة وقد حذرها من ذلك.
فنظر للشيخ منصور وهم أن يكمل حديثه معه ولكن قاطعه الشيخ منصور قائلا
روح شوف حرمتك بلاول وتحمدلها عالسلامه وشوف بنيتك وبعدها عاود نكمل حديتنا.
قصير
لا مارايح ولا بدي شوف وجهها ريتها ماټت هي وماجابت ولا كملتهم اربع رزايا فوق قليبي.
منصور
وحد الله ياقصير عطايا ربك هاي.
قصير
لا إله إلا الله خلي نكمل حكينا ياشيخ وانتي يامعزوزه روحي لأمك وقوليلها بوي يقولك مبارك عليكي لبنيه الرابعه وبوي راح يجيب ولادة الصبيان خلي بناتك تنفعك.
معزوزه
خاف الله يابوي
امي ايش سوت
ولا كان بيدها تخلف بنت هاذا امر ربي
قصير
وانا ايش سويت لابتلي بأربع بنات
منصور
روحي يابنيه وقولي لأمك بوي مشغول وبس يفضى بيجيلك.
غادرت معزوزة وهي تحمل عبئ إخبار أمها بهذا فهي حتما ستفهم ان ابيها لا يريد رؤيتها وأنه غاضب مما أنجبت
وحتى أمها حزينة فقد تمنت ان تنجب هذه المرة صبي يلجم فاه قصير ويؤجل أمرا محتوما لبعض الوقت.
دلفت معزوزه إلي الخيمه ووقفت أمام امها وقبل أن تنطق بالكلمات التي ترتب فيهم طوال الطريق اردفت أمها تجنبها عناء محاولة الكذب الفاشلة
كنت اعرف انو ماراح يجي ولا يريد يشوف وجهي والحق معو انا جبتلو اربع رزايا ويش يسوي فيهم
صمتت معزوزه وهي ترى امها ملمة بطبع ابيها وموقفه اكثر منها واقتربت من اختها الصغيرة حملتها واخذت تنظر إليها وتبسمت وهي تقول لأمها
يمه ويش راح تسميها بدها اسم سمح يليق ع وجهها السمح هاد.
مكاسب
ماراح اسمي
ولا شي سموها رزيه سموها بلوه ويش ماتنادولها قولو انا ماعايزاها.
معزوزه
استغفري الله يومه وقولي لحمد لله انتي صرتي متل ابوي تكفري بنعمة الله قولي الحمد لله علي تمام الخلقة.
مرت ساعات الليل الأولى وذهب قصير إلى البئر جلس عنده واخذ
يراقب النجوم ويحاول المفاضلة بين فتيات البادية ويختار من بينهم الأنسب له ممن أنجبت أمهاتهم اكبر عدد من الذكور لترث منها هذه الميزة
وأثناء شروده سمع صوتا شتت جميع حساباته وأعاده الى الواقع
ايش بيك ياقصير ماتبي تلمح بنيتك بعينك ولا تحملها انظر قد ايش بيها سماحة
انظرها ورهان ان ما كان سړقت قلبك وعقلك.
قصير
لا ماابي وبعدين وانا ايش اسوي بسماحتها وايش اسوي بالبنت
كنت اريد صبي لكن هالبنت ارمحي بيها لحالك مالي بيها شان..
واعملي حسابك انا ابي اتزوج باقرب وقت راح اتزوج ولادة ذكور
مكاسب
لا تبيع العشرة ياإبن العم وتحاسبني علي اللي مابيدي لا تفرط بمكاسب اللي تتمنالك الرضى ودايره بالها عليك وحطاك بعيونها من يوم اللي الله نشأها وعرفت حالها اتسمت ع إسمك.
قصير
مامنو فايده كتر الحكي يامكاسب خدي بتك وعاودي لخيمتك انتي نفسه والهوا واعر أعليكي وعلى بتك.
غادرت مكاسب بقلب مفطور فهاهي باتت متأكدة من ان أسواء مخاوفها على وشك التحقق
وأن إمرأة أخرى تلوح فى افق حياة زوجها وأن ۏجع الضرة يقترب.
وقف امام المرحاض ينتظر خروجها وهو يشعر بالقلق عليها فهاهي تفرغ مابمعدتها للمرة الثالثة اليوم!
خرجت أخيرا وسألها يحيى بقلق
فريال مالك إنتي حالتك ميتسكتش عليها ولازم اخدك للدكتور دلوقتي حالا ومش هسمحلك ترفضي ابدا.
فريال
مفيش داعي يايحيى.. انا حامل.
يتبع ..
رواية عقاپ إبن الباديه الفصل الثالث بقلم ريناد يوسف
جحظت عينا يحيى وهي تخبره بأنها حامل مرة ثالثة قالتها بمنتهى البساطة! وكأن هذا الخبر عادي بالنسبة لها ولا يحمل في طياته ټهديدا لحياتها بالإنتهاء..
فهي منذ أن أنجبت ياسين ومدحت اكتفت بهما نظرا لتعب قلبها الذي كاد يفتك بها في الحمل الأخير.
اردف لها وهو غير مصدق
انتي اكيد بتهزي صح!
أجابته فريال وهي تخرج من الحمام لتتجه الى الفراش بوهن
وهي دي حاجه فيها هزار يايحيى
فريال إنت عارفه دا معناه ايه انتي نسيتي تعب قلبك ولا ايه
أجابته بعصبيه
لا منستش يايحيي بس اهو حصل هعمل ايه يعني ماانا باخد وسيله وكنت فاكره ان عمر الحمل مايحصل لكن عشان حظي الزفت اهو حصل.
طيب قومي بينا نروح لدكتور ينزله فورا انا مش هخاطر بحياتك.
فريال
للأسف مش هينفع لاني تقريبا خلصت الشهر التالت وكل دا كنت فاكره إني تعبانه تعب عادي ومكنش فبالي ابدا انه ممكن يكون حمل.
جلس يحيى بجانبها ونظر اليها مليا وأردف بقلق حقيقي
فريال انتي ممكن..
اموت عارفه وكمان ممكن أموت لو حاولت انزله يعنى سواء كده او كده انا معرضه للمۏت فخليني اأجله لغاية ميعاد ولادتي بدال مااروحله برجليا دلوقتي.
صمت يحيى وصمتت هي ايضا وكل منهم يحاول استيعاب الکاړثة وماسيترتب عليها وعجز