روايه بقلم علياء عبد الصبور
تديهالي وبعديلها اي حاجة وحشة تعملها في حقي.. بس كان احساسي أيقن انها ما بتحبنيش.. حياتي أتحولت لچحيم.. نفسي ألاقي عندها اللي أي راجل بيحتاجه من مراته.. حب.. حنان.. تقدير.. ما لقيتش اي حاجة منهم.. ومع ذلك فضلت أحبها.. كانت عايشة حياتها علشان ابننا وأنا درجة تانية.. كنت بقول لنفسي عادي.. اكيد انت بتعمل حاجة غلط في تعاملك معاها ويجيب الغلط عندي.. سألتها كتير بتعملي كدة ليه.. انتي ما بتحبنيش.. وكأن ردها انت أبو أبني.. أنا بس طبيعتي كدة.
صدقتها لحد ما شوفت اللي فسرلي أية السبب في كل اللي بيحصل.
وهنا شرد وسكت لحد ما افتكروا إن ما بقيش عنده استعداد يكمل كلام.. ولسة مروان هيقوله.. خلاص يا مجدي نكمل في وقت تاني.. ظهر صوته تاني وكمل بصوت كله ۏجع _
_ راحت تزور مامتها في يوم ونسيت موبايلها.. مش عارف اية اللى خلاني امسك الموبايل.. كان معمول ببسوورد.. وبالصدفة دخلت تاريخ ميلاد ابننا.. فالموبايل فتح.. طبعا ما هي عمرها ما هتشك اني هفتح موبايلها فعادي تعمل باسوورد سهل.
كنت بتسلى مش أكتر.. ما كنش قصدي أفتش وراها.. ولا كان في نيتي أفتح الرسايل.. بس لسوء حظي أو يمكن لحسنه.. لقيت رسالة جت من واحد.. كنت اول مرة أشوف اسمه أو اسمعه.. رسالة كان لازم بعدها.. افتح باقي الرسايل اللي جايه منه.. رسالة بيسألها فيها.. انتي فين يا قلبي.
كل اللي قاعدين كانوا مشدودين لحكايته.. ومنهم اللي توقع بقيت الحكاية.. بس القواعد بتقول إنه لازم يكمل لحد ما هو اللي ينهي.
كمل كلام وكأنه مش شايفهم _
_ كذبت نفسي.. أكيد واحدة صاحبتها عاملة اكونت باسم ابنها جوزها اخوها ابوها.. أي حاجة.. بس في الاخر بنت.. فتحت الرسايل ولقيت جواها اللي عمري ما كنت أتوقعه.
حرمي المصون كانت متجوزاني علشان أهلها غصبوا عليها انها تتجوز لأن سنها كبر.. وأنا الوحيد اللي شافت فيا طيبة أو يمكن هبل تخليني ما ركزش معاها علشان تفضل علاقتها بالراجل اللي كانت بتحبه قبل ما اتجوزها.. الراجل اللي رفض يتجوزها لأن أهله مش هيوافقوا أنه يتجوزها علشان مستواها.
نزلت دموعه جدا وايده بقيت بتترعش وصمم يكمل _
_ سبع سنين مراتي كانت على علاقة بحد تاني.. اللي فهمته إن علاقتهم ما كنتش بتتخطي الكلام.. ومقابلات بسيطة في أماكن عامة.. لكن اللي شوفته دبحني.. طعني في رجولتي وفي قبلي.. ليه عملتي كدة.. ده انا حبيتك حب عمرك ما كنتي هتلاقيه.. ده انا كان عندي استعداد اموت بس انتي ترضي.. ده أنا استحملت منك بعد وجفا ورفض يخلوا اي راجل غيري يرميكي ويذلك.
ليه عملتي كدة كان غلط اني حبيتك ولا غلط اني ما افترضتش فيكي سوء النيه إلى أن يثبت العكس.. ولا كان غلط اني ضيعت بنت خالتي وبعت الغالي بالرخيص.
بص للموجودين وكمل _
_ لما واجهتها.. ما انكرتش.. وبررت اللي حصل بأنها ما عرفتش تنساه.. كانت كل ما بتحاول تبعد.. بيشدها بكل الطرق ناحيته.. وكانت كل ما بتحاول تكون معايا بقلبها .. كلامه المعسول بيخليها مش شايفة غيره.
مت مېت مرة وانا بسمعها.. اعتذرت كتير.. كأنها مثلا داست على رجلي بالغلط فشايفة إن الاعتذار كفاية.
مسكتها من شعرها وقولتلها.. لو قتلتك دلوقتي يمكن أشفي غليلي بس انا مش ھقتلك انا هسييك تعيشي كل يوم وانتي مېتة.. غوري روحي للراجل اللي يشبهك.. وطلقتها.
سنة عدت على اللي حصل ده وانا مش عارف انسى.. موجوع وفاقد ثقتي في الناس كلهم.. كان المفروض اقټلها.. بس فكرت في ابني.. أنا أخدته منها بالمناسبة في مقابل إني ما فضحهاش أودام أهلها.
بص لمروان وبصوت مبحوح قال _
_ اية الغلط اللي ارتكبته علشان الوحيدة اللي حبيتها تعمل فيا كدة
أنا مش راجل صح انا اول مرة اتكلم في اللي حصل مع حد.. شايل كل الۏجع جوايا وماشي بيه.. ماشي بسکينه في ضهري اتغرست فيه بأيد أكتر واحدة حبيتها.. هو انا غلطت علشان حبيتها.. ولا غلطت علشان كنت زي ما هي قالت.. طيب.
كلامه لمس مروان لدرجة خلته مش عارف يرد.. للحظة افتكر انه مش هيقدر يناقشه.. بس استجمع قواه ورد _
_ مبدئيا كونك اتكلمت بعد كل الكتمان ده.. في دي خطوة مهمة جدا علشان تعدي التجربة اللي انت مريت بيها دي.. لأن ده اول خطوة في تحرير المشاعر.. مبسوط من شجاعتك جدا يا مجدي.. ومقدر الألم اللي مريت بيه.. الخېانة شئ قاسې طبعا.. بس لو بصينالها من منظور عقلاني بعيدا عن العاطفة هنلاقي إن اللي حصل ده ما لوش علاقة بيك خالص.. اللي بيخون هو اللي عنده مشاكل نفسية وقبل المشاكل النفسيه عنده خلل في قيمه الدينية وعلاقته بربنا.. اللي بيخون قبل ما بيخون الشخص بيخون ربنا.. خاصة في العلاقات الزوجية.. لأن عقد الزواج بيكون ميثاق على سنة الله ورسوله.. مراتك لما خانتك كانت مقررة تعمل ده من قبل ما تعرفك اصلا.. بس هو نصيبك اللي وقعك في سكتها.
سكت لثانية وكمل _
_ جاير كان فيه جزء من الخطأ عليك.. وهو انك ما استوثقتش بشكل كافي عن البنت اللي رايح تخبطها.. وركزت على المظهر اكتر من تركيزك على الجوهر.. بس ده وارد.. كلنا بنغلظ ونتعلم.. تنكح المرأة لأربع.. ومنهم الجمال... بس الحديث أكد أظفر بذات الدين تربت يداك.
حقك انك تهتم تتجوز واحدة راضي عن شكلها بس مش حقك إنك تخلي الشكل هو الفيصل.. بتقول انك شايف نفسك مش جميل فكنت بتعوض نقصك انك تتجوز واحدة جميلة.. طيب هو جمال حد غيرنا هيعوض نقصنا .. أنت بدل ما تبص للحاجات الكويسة اللي فيك ولطيبة قلبك اللي ما بقيتش موجودة كتير فتركز عليهم وتعلي ثقتك بنفسك دورت على عامل خارجي يزود ثقتك بنفسك.. احساسك إنك مرغوب من واحدة حلوة كان مغمي عينك عن كل حاجة.. وده كان السبب الأساسي اللي خلاها تشوفك صيد سهل.
_ عندك حق يا دكتور.. الغلطة غلطتي.
من أهم خطوات التعافي من أي مشكلة أو أي ألم.. إننا نتحمل مسئولية أفعالنا وما نعيش دور الضحېة.
انت أخطأت في اختيارك.. وهي عملت اللي عملته علشان هي طبيعتها كدة.. وانت كنت شايفها من برة ومش شايفها من جوة.
سكت لثانية وكمل _
لازم تتعامل على إن اللي حصل مجرد تجربة ألمها هياخد وقته ويعدي.. لا تبكي على اللبن المسكوب.
_ الكلام سهل يا دكتور
اللي بقوله مش مجرد كلام.. قرر انك هتخف وانت هتخف.. كلم نفسك بالمنطق وحلل اللي حصل هتلاقي إنه تجربة زي اي تجربة بنمر بيها.. تجربة مريت بيها علشان تعلمك وتقويك.. مش علشان تقتلك.
احنا معاك لحد ما تتخطى الألم ده.
وبعدها هتلاقي الإنسانة اللي تستاهلك واللي هتعوضك عن التجربة دي.. ربنا ما بيظلمش حد يا مجدي .. جايز اللي حصل تكفير ذنب بنت علقتها بيك ومشيت وجايز ابتلاء يرفع قدرك عند ربنا.. أيا كان اية السبب فكل تجربة بنمر بيها بنمر بيها