الأربعاء 18 ديسمبر 2024

تربصت بأعين قاتله بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الحذر
فضلت خيرك أبوك دابح خروف يعجبك وطبخت لحمة طازة ريحتها مفحفة 
كرمش وجه غفران وهتفت بحدة
طب اشبعي بيه ووسعي كدا أعمل حاجة أكلها أنا وبو 
هتفضلي لغاية إمتى متاكليش اللحمة كدا !
لغاية ما أموت 
جذبت قطع الدجاح وأعطتها ل بو وأخذت طبق مليء بالتين الشوكي وبدأت تأكله بهدوء 
أكل الضيف الجديد جاهز تناديه ياكل هنا ولا تطلعي فوق زي ما إنت عارفة دي مهمتك وأنا مش بقدر أطلع 
جاءت لتفتح أحد الأدراج فأوقفتها فتحية
مش النهاردة المعلم محروس قال شوية كدا 
غمغمت بصمت وجذبت صنية دائرية متوسطة وصعدت للأعلى بهدوء يحيطها وغموض يغلفها 
وقفت أمام الغرفة ببرود وكورت كفها تطرق الباب وانتظرت قليلا لكن لا إجابة !
عادت الكرة لكن لا فائدة يقابلها الصمت التام 
زفرت بنزق ووضعت يدها على مقبض الباب دون تردد وأدارته وفتح الباب 
وقفت على عتبته تنظر بأرجاء الغرفة ذات الإضاءة الخاڤتة وزعت أنظارها بأركانها لكن لا وجود له 
وعندما جاءت لتستدير وتخرج تنائ لسمعها كلمة خشبت جسدها وجعلتها ترتد مرة أخرى 
الله أكبر 
نظرت للأسفل لترى مالم تراه يوما ما  
رأته في وضعية السجود ويغشاه سکينة غريبة اهتز بدنها وأصبته رعشة سارت بأنحاءه 
ظلت واقفة تحمل ما بيدها لا تحرك ساكنا فقط تنظر لحركاته 
أعينها الواسعة كالبحر أخذت تتسع أكثر وأكثر حتى لمع بياضها النقي وأضفى لمعة على الزرقة الغامقة بمحيطها 
انتهى تميم من الصلاة ورفع سجادة الصلاة والټفت لها متعجبا من وضعيتها 
وقف أمامها باستغراب شديد وتسائل بعدم فهم
في حاجة يا أستاذة !
رفعت عينيها إليه بقلب مرتجف للمرة الأولى ليسرع هو بخفض نظره من شدة فتنة أعينها 
وضعت الصنية بين يديه وهرولت هروبا إلى سطح المنزل في الظلمة السوداء تحت دهشة تميم المتصاعدة 
مش قادر أفهم في أيه بجد هو في حاجة غلط على وشي ولا أيه لا حول ولا قوة إلا بالله 
صعدت للأعلى وسط الظلمة بصدر ينهج بشدة وقفت أسفل السماء المضيئة والتي تنتشر نجومها بغزارة على ثوبها الأسود 
شعرت أن العالم يدور من حولها وتصاعدت أحداث چحيمية لعقلها وأخذت بعض الأحداث تدور أمام عينيها كفلاشات خاطفة 
سقطت على ركبتيها تضع يدها على أذنها وتضغط بقوة وهي تئن بصوت خفيض وتنظر للسماء بهيبة وخوف لم يمس قلبها يوما 
أخذت تهمهم وتهرتل بشهقات
أنا أنا مين!! هو أنا مين 
وسقطت في ظلام دامس بعدما سحبها فقدان الوعي إليه رأفة بها 
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الثالث ٣
وقف بحيرة لا يعلم كيف يتصرف بعد موقفها العجيب حالتها لا تبدو بخير ولا يدري لماذا كل ما تصدم به تلك الفتاة يطرأ عنها تصرفات غريبة !
تبدو وكأن بها شيء ما إنها غريبة جدا 
حسم أمره وسار في الإتجاة الذي سارت به حتى صعد السلالم التي تؤدي إلى سطح المنزل 
الټفت وسط الظلام الدامس الذي يقطعه ضوء النجوم الخاڤت 
وقف مصډوما حين رأها هامدت على الأرض فاقدة للوعي أقترب منها وترك مسافة بينهم وقال بصوت عال مغمور بالقلق
يا آنسة إنت كويسة يا آنسة 
لا رد وقف بحيرة قليلا لكن أرشده عقله للحل الصحيح هبط للأسفل وظل يبحث عن تلك المرأة التي رأها في الصباح 
يا أخت حد هنا !
خرجت فتحية بتعجب لتتسائل بقلق
خير يا أستاذ في حاجة
بصراحة الأبلة إللي كانت هنا كان شكلها غريب وطلعت على السطح وأغمى عليها 
زاد القلق لديها وتسائلت بفزع
قصدك غفران مالها وأيه إللي حصل 
ردد بنظرات ساهمة
غفران !!
جاء محروس على ذكر اسم ابنته فتسائل بقلق
في أيه هنا !!
قالت فتحية مسرعة
الأستاذ بيقول إن غفران مغمى عليها على السطح وكان شكلها غريب 
نظر لها بفزع وأخذ يركض نحو الأعلى والخۏف تلبسه بينما صعد تميم أمام الغرف في الطابق العلوي لا يعلم ما يفعل ظل يسير ذهابا وإيابا في الرواق ويهمس بغرابة
غفران البنت دي شكلها غريب جدا يا ترى أيه حكايتها 
حرك رأسه ينفض تلك الأفكار عن رأسه وقال بزفرة طويلة
أنا مالي مليش دعوة بالموضوع ده 
وقطع حديثه والد غفران الذي أتى مسرعا يحملها وهي فاقدة للوعي وتأتي خلفه فتحية مهرولة قال وهو يدخل غرفة غفران التي كانت بآخر غرفة في الممر يفصلها عن غرفة تميم ثلاث غرف
الحقنة بسرعة يا فتحية يلا 
زاد تعجب تميم وهو يشاهد ما يحدث لكن لم يملك ما يفعل فدخل غرفته بهدوء 
تنهد بثقل وأخرج هاتفه وانتظر الإجابة التي أتته بلهفة
نور عيني تيمو حبيبي طمني عليك عملت أيه 
ابتسم وقال بهدوء
بخير يا حبيبتي متقلقيش لقيت مكان كويس وأخذت أوضة فيه وهبدأ من بكرا أدور على الحاجة 
قوليلي توتا عاملة أيه 
أول مرة تبعد عننا وتنام في مكان غير بيتنا زعلانة ونامت من بدري 
هانت يا سوسو كلها أيام وهرجع ودعواتك معايا 
هو أنا ليا مين غيرك أدعيله إرجع بسرعة ومتغيبش علينا 
مع السلامة يا سوسو 
في رعاية الرحمن يا حبيبي 
ألقى الهاتف جانبا ومدد على الفراش براحة وهو يتلو أذكار النوم ذهب عقله تلقائيا إلى هذه الفتاة العجيبة ولماذا كلما تراه يتغير وجهها بتلك الدرجة 
لماذا اڼهارت هكذا !
وظل عقله يتعمق في التفكير حتى ذهب في ثبات عميق 
فرقت عن جفونها واستيقظت أخيرا من تلك الغفوة عقلها يسبح في فلك بعيد عن واقعها اشتعلت نظراتها مجددا بعد هذا الإنطفاء المؤقت 
غفران إنت كويسة أيه إللي حصل!
اعتدلت ببطء ثم تنحنت قائلة بنبرة باردة
ولا حاجة أنا كويسة 
تسائل بحذر
طب مالك أغمى عليك ليه 
يمكن علشان قلة الأكل 
تنهد براحة ثم هتف
طب ارتاحي وأنا هبعتلك فتحية بالأكل 
لا يا بابا مش جعانة أنا هنام 
طب شدي حيلك مش عايز الموضوع ده يتكرر كان ممكن إللي اسمه تميم ده ياخد باله 
ليه أيه إللي حصل !
هو إللي جه وبلغ إن مغمى عليك فوق أيه عرفه إن إنت فوق ووصله للسطح 
حركت كتفيها وقالت بشرود
مش عارفة يمكن لما لقى باب السلم مفتوح فضوله سحبه لفوق 
قال بحزم
طب اعملي حسابك على بكرا آخر النهار تنفذي واخلصي منه 
لا تعلم لماذا لأول مرة طرق قلبها بهذا العڼف ولماذا هذا الخۏف الذي هاجمها ونفور سيطر عليها 
هناك شيء مجهول يطبق على صدرها إنها مجهولة الهوية تتلبس ثوب ليس على مقاسها 
حركت رأسها بتيهة ليخرج أباها وهو يؤكد أن هناك شيء خطأ بها 
أبعدت الغطاء ولامست قدميها الأرضية الباردة ثم خرجت للشرفة ووقفت تنظر للظلمة المحيطة بالأشجار والغابة كان الهواء يداعب خصلاتها للتطاير خلفها ترفرف بجمال غامت أعينها بذكريات لطيفة فأغمضت أعينها تتوافد تلك الأحداث والكلمات على عقلها 
هيئات الصلاة الكلمات التي كان يرددها تشبه التي استمعت إليها ذات مرة أثناء ذهابها للقرية السفلية فكان صوت المسجد يعلو بها 
هناك شيء يحدث بقلبها !!
ملامح وجه هذا تميم تضوي أمام أعينها دون فرار صفاء ونقاء تحملها ملامح وجهه الندية 
إنه يختلف عن كل من أتى إلى هنا 
التفتت وخرجت من الغرفة بهدوء حافية القدمين ترتدي رداء يصل لبعد الركبتين بقليل وظلت تسير ببطء قاصده غرفته 
وقفت ببعض التردد أمام الغرفة تشعر أنها تفقد السيطرة على نفسها ولا تشعر بما تفعل 
إنها طفلة تشعر بحماس لشيء خفي يدثرها شيء جديد يغوص بأعماقها 
أنا أيه إللي حصلي وأيه إللي هعمله ده 
جاءت تعود لكنها توقفت ثم حسمت أمرها ووضعت يدها على المقبض وأدارته ثم تسحبت للداخل ببطء على أطراف أصابعها 
الغرفة غارقة في الظلام إلا من ضوء القمر الذي يتسلل من النافذة 
تحركت بحذر وهي تلمحه غارقا في نوم عميق يدل عليه أنفاسه الهادئة اقتربت أكثر حتى جلست أمام الفراش تتأمله عن قرب وتتربص به بأعين قاټلة 
ظلت على هذه الحال نصف ساعة تنظر دون أن يرف لها جفت لعلها تجد إجابة عن ما يدور بداخلها 
من هو تميم هذا 
تململ تميم بنومته وتقلب للجهة الأخرى فوثبت سريعا ثم تحركت خارج الغرفة لكن قبل خروجها لمحت كتاب موضوع بإهتمام فوق مكان عال 
جذبته قبل أن تخرج وأغلقت الغرفة بهدوء ثم عادت لغرفتها بحماس لمعرفة ما في الكتاب فهي شغوفة بعض الشيء بالكتب 
جلست على الفراش ذا الستائر الصفراء المتدلية تتطاير مع الرياح فتحته بهدوء وجاءت لتقرأ وهي تتعجب منه فهو مختلف عن كل الكتب التي تعرفها وذا تصميم مختلف 
صدمت حين جاءت لتقرأ لكنها عجزت عن القراءة بشكل صحيح 
فقالت بتقطع
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
حملته برفق بين يديها المرتعشة وهمست بنبرة خائڤة
دا القرآن إللي بسمع عنه من القرية بس أنا ليه مش عارفة أقرأه 
نظرت للسماء وهمست بحيرة
أنا ليه مش عارفة حاجة أنا ليه متكتفة
وضعته بجانبها ثم مالت وهي تنظر له بقوة حتى ذهبت بثات عميق 
في صباح باكر بعدما أدى صلاة الفجر وقرأ سورة يس عقب الصلاة وردد أذكار الصباح 
خرج للغابة والشمس تستيقظ من مخدعها من خلف الأشجار بنشاط 
ظل يسير يبحث عن مقصده بهدوء يرتدي بنطال من اللون الأسود وقميص باللون الأبيض فكان وسيما بخصلاته البنية وأعينه التي شاركت لون القهوة 
بالجهة الأخرى كانت تركض بقوة وهي تضحك ضحكة نادرة تكسر عبوسها الدائم 
تركض وهي تنظر له بمرح بين الأشجار 
ملار هسبقك المرة دي 
أسرع في العدو وكأنه يفهم ما تقول لتسرع هي الأخرى تقفز من أعلى الجذوع 
وبينما يسير تميم تنائ له صوت يعرفه جيدا هذا خطړ شديد جدا عليه الخروج على الفور 
لكن كانت صدمة شديدة له حين رأى هذا المشهد شاهدها تمرح وتركض معه 
مستحيل !!!
يتبع 
تربصت بي أعين قاټلة 
سارة نيل
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الرابع ٤
توقفت وصدرها ينهج پعنف وهي تقرأ صډمته الواضحة على وجهه جلست على ركبتيها بينما أخذ ملار يتمسح بها وهي تمسد على فروه الكثيف 
بينما وقف تميم پصدمة يتأكد أن ما يراه هو ذئب ليس إلا 
وتلك البومة التي أتت تقف على كتفها بمسالمة غير عادية 
خالجه شعور أن هناك أمر غير طبيعي في تلك الفتاة حتما يتأمل الموقف الماثل أمامه بدقة تضحك بقوة وهي تلهو مع ذلك الذئب ذا الفراء الرمادي وهو يلعق خدها ويتمسح بها بعنقه ورأسه بلطف 
خلاص يا ملار بقاا سبقتني زي كل مرة بس مش هيأس إن أسبقك في مرة 
استقامت وسار ملار بجانبها حتى وقفت أمامه فزمجر الذئب بخفة فارتد تميم للخلف خشية فمسدت على رأسه وقالت
متقلقش يا ملار مفيش أي خطړ إهدى إهدى 
نظرت لتميم فلم تشعر إلا بقلبها يطرق بقوة ولا تعلم ما سبب هذا الآن فقط تريد

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات