رواية حارة تايسون للكاتبه زينب سمير
انت في الصفحة 1 من 30 صفحات
بظلمات الليل شارع نائي بشوارع مدينة القاهرة به عدة مباني غير مسكونة يعمه الهدوء والسکينة سکينة مرعبة ليست بالتي تدفئ القلب بالاطمئنان بل ترهبه اكثر يجعلك عندما تدخل اوله تهرول لتغادره ..
باحدي جانبي الطريق وقفت سيارة تضم ثلاثة رجال طوال القامة اقوياء الجسد تبدو علي ملامحهم علامات الاجرام يمتلكك شعور بعدم الراحة منهم والخۏف عند النظر إليهم نظر اولهم ل باقيتهم وهو يردف بقلق غريب علي واحد مثله يملك تلك القامة وهذا الجسد !
اردف الثاني وهو يمشط الشارع بعينيه
_نستني في الشارع دا شوية لو لقينا حد معدي يبقي دا قدره ملقناش يبقي نروحله فاضيين وامرنا لله
صاح ثلاثهم بزعر
_عايزين تروحوا فاضيين روحوا لكن انا مهرجعش غير بطلبه ياما مش هتشوفوا وشي تاني
نظر له الاول بسخرية وكاد يتحدث لكن توقفت الكلمات بحلقه وهو يري فتاة تأتي من بعيد راكبة دراجة ڼارية تقودها ببطء شديد يدل علي خۏفها وقلقها الواضح من المكان ابتسم ب شړ وعينيه مرتكزة عليهم قائلا لهم
نظرا لحيث ينظر فتوسعت عيونهم وهي تتقدم بالدراجة منهم حيث وضحت الرؤية ورأوا فتاة جميلة بملابس جريئة تتقدم منهم لم يسمحا لنظرهم ان يتفحصها بكل تعمق بل فقط راوا ما ارادوا وهو انها ضعيفة الجسد وهذا المطلوب .. ليسهل مهمتهم !
كان ما يفصل بينهم مترا قطعوه هما عندما توجوا نحوها بخطوات قوية لمحتها فتوقفت بدراجتها بقلق ارعبها مظهرهم ولم تعرف ماذا عليها ان تفعل
نظرت لثلاثتهم بړعب ناطقة
_انتوا مين وعاوزين مني اية
قال واحد منهم بصرامة يأمرها
_تمشي معانا
صړخت بوجل وهي تستعد لترك دراجتها
_امشي معاكوا فين انتوا مجانين ولا اية
لم تكمل عبارتها ووجدت واحد منهم ترك مكانه ووقف خلفها مباشرتا صړخت بړعب وهي تنظر له لم تعرف ماذا تفعل كل ما جاء علي افكارها انها تركض ولكن قبل ان تفعل كبل وثائق يدها الرجل وجاءا الاثنين الاخرين وساعدوه بتحكيم تكبيله حولها ظلت تتحرك بين ايديهم في محاولة منها ل الهرب .. لكن لم تستطيع هتفت بضعف
لكن واحد منهم رد بأسف
_للاسف البية مش عايز فلوس البية عايز واحدة نسوان وحظك وقعك في ايدينا
لم تفهم عبارته حاولت ان تتحدث لتفهم ان تصرخ لعل احدا يسمعها لكنه اغلق فمها بلاصق اخرجه من جيب بنطاله بلحظة سريعة وهو يردد
_شكلها فارعة وصوتها فيه الروح وانا معنديش خلق ل كهن البنات دا
حملوها الثلاثة من داخل السيارة واخرجوها منها بعدما وصلوا ل المكان المنشود منزل عبارة عن طابقين مساحته ليست بهينة له طلة حجرية تعطيك اشارة عن كونه منزل ذات اثاث قديم اثري فخم !
ترك احدهم جسدها بيد الاثنان الاخرين وتوجه ل الباب طارقا عليه لحظات وطلت الخادمة ام السعد لم تكاد تتحدث ولمحت الفتاة رمقتها بعدم فهم وقلق ونظرت ل الطارق الذي ما كان سوي جعفر بنظرات مستفهمة الا انه تلاشاها وكأنه لم يفهمها هاتفا
ردت مختصرة
_مستنيك من زمان في اوضة المكتب
اشار ل الاثنين الاخرين ان يتبعوه وهي نائمة بين ايديهم هتف واحدا منهم وهو يرمق الفتاة التي بين ذراعيه
_الباشا هيفرح اوي بالعروسة
نظر لها الاخر بعيون وقحة مرددا
_البت الحقيقة وتكة اوي
طرق جعفر علي باب غرفة المكتب ثم دخل بعدما اذن له سيده بذلك قبل ان يدخل اشار لهم ان يقفا امام الباب ولا يدخلا الا اذا نداهم قطع الخطوات الفاصلة بين الباب ومكتب السيد حتي وقف امامه
نظر لسيده فوجده يطالعه بنظراته التي تشعرك بالتعرية امامه يشعرك كأنه يقرأ دواخلك
جعفر وقد رجفت جفونه
_تايسون بية ....
قال اسمه وتوقفت الكلمات بحلقه فهو اتي بالمطلوب ولكنه ليس واثقا اذا كان محققا لشروط السيد تايسون ام لا !
_امم
هكذا كان رده وتابع
_جبت اللي عايزه
جعفر بيمأه براسه
_ايوة ياباشا
ودون ان يترك مجالا ل القلق ليراوده نادي الرجلين الواقفين امام الباب بالخارج ليدخلا لهم لحظات وكانا يدخلا وهي بيدهم تعلقت عيون تايسون بها وهي بين ذراعيهم اشار لهم ان يضعاها علي الاريكة الموجودة بغرفة المكتب وضعاها .. فأشار لهم بالمغادرة
نطق جعفر
_امشي انا كمان
اشار له بنعم فغادر مع الاخرين وهو يتنفس الصعداء اخيرا ..
وعاد هو بنظراته نحوها جال ببصره عليها من اول خصلات شعرها البنية الحريرية القصيرة التي تصل بالكاد لمنتصف عنقها لحتي عنقها المرمري الابيض لكنزتها القصيرة ذات الاكتاف المعراه مرتديه عليه بنطال قصير شورت يصل لقبل الرقبة بقليل وحذاء رياضي كانت طلة جريئة رياضية اعجبته الطلة وبالتالي صاحبتها اعجبته حيث عاد بنظره لوجهها مرة اخري يتفحصه تلك المرة بكل تركيز ..
عيونها واسعة ظهر هذا رغم جفونها المغمضة رموشها كثيرة وكثيفة انفها رفيعة منحوتة شفتيها ... اها من شفتيها لم يستطيع ان يمررها مرور الكرام بلونها الاحمر الطبيعي وصغرها .. كانت صغيرة لكنها مكتنزة
لم يفكر كثيرا بل هبط بوجهه نحوها عارفا ما سيفعله سيقبلها .. سيقبلها
كادت ان تصل شفتيه ل خاصتها لكنها فتحت عيونها فجأة بتلك اللحظة
فأبتعد وانتفضت هي جالسة في مكانها خائڤة نظرت ل المكان حوله وله بعيون مړتعبة صائحة
_انا فين وانتوا عايزين مني اية
كانت خائڤة ولها الحق فهي غابت فجاة عن جنة الحياة لتستيقظ في جهنمها !
لم يرد كان يراقبها بعيون لا تحتوي علي اي تعابير ووجهه جامد كذلك حاولت ان تنهض عن مكانها لكن يده منعتها نظرت له پغضب صائحة
_انت مين وعاوز مني اية ومين جابني هنا
اجابها ب برود بعد صمت دام ل لحظات
_مين جابك رجالتي انا مين تايسون عايز منك اية ولد مني صلبي ..
هي هنا ل امرا ما هل ستستطيع تنفيذه هل ستوافق عليه من الاساس
ام ستفعل المستحيل لتهرب من براثنه !
. . .
نقلت ابصارها من علي باب المنزل لزوجها الجالس بقلق يحاول اخفاءه .. عيونها كانت دامعة وهي تنطق بحزن
_نصري
نظر لها مستفهما فتابعت بقلب ام تشعر بخطړ علي فتاتها
_حاسه انها مش بخير
نفس احساسه بل تفكيره كان يتخيل الاعظم وما يوجعه فكرة انه من الممكن ان يكون السبب عمله ك ضابط ربي له كثيرا من الاعداء فهل من الممكن ان يكون احدهم ينتقم منه في ابنته !
كأنه كان ينتظر كلماتها حيث نهض وهو يردف
_انا استنيت بما فيه الكفاية لكن فعلا دلوقتي معدش عندي صبر الساعة عدت اتنين الفجر والبنت لسة مفيش عنها خبر ..
كان مازال مرتديا ملابس الشرطة فعندما جاء اخبرته زوجته بتاخير ابنته فجلس من وقتها ينتظرها توجه لباب المنزل وقبل ان يغادر اوقفه صوت زوجته نشوي الباكي
_نصري متجيش من غير بنتي
نظر لها بعيون حانية محاولا ان يطمنها بنظراته و
_متخفيش ان شاء الله هرجع بيها
وهل سيفعل هل سيعود بها
هل سيجدها من الاساس
. . .
عودة ل حارة تايسون