الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية وعد نزار للكاتبه زينب سمير

انت في الصفحة 3 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

عليه.. نزار الرشيد!
يقف في شرفة الغرفة يعطيها ظهره ويستند بمرفقيه علي السور يتطلع الي الخارج بشرود..
تذكرت انه هو اخر ما رأته بعدما تذكرت كل ما حدث قبلا ومحاولتها ل قتل رشوان هتفت بصوت مضطرب قليلا
_هو ماټ!
انتبه لها اخيرا ترك الشرفة واقترب منها اؤما ب لا و
_لا.. السکينة يادوب اصابت كتفه..
راقب تغيرات ملامحها من الاسترخاء الي الضيق والخۏف.. واكمل بنبرة لا تعلم هيئتها.. سوي كانت معاتبة أو شامتة
_اصابة خفيفة..
سقطت بوجهها علي الوسادة تبكي پعنف وتشنج بينما تهتف بتقطع
_يعني مماتش هرجعله تاني.. مش هيرحمني.. مش هيرحمني
وبدأت في الدخول في حالة من الهيسترية تنهد مطولا قبل ان يسحبها من يدها بقوة ويجعلها تنظر له محي دموعها بيده رادفا بنبرة حادة
_اهدي كدا وبطلي حركات الجنون دي علشان نحط النقط علي الحروف
همست بأرتعاش
_انت هترجعني لية
اجابها بجدية
_لا..
ارتسمت السعادة علي ملامحها وبعض الراحة وسألته بحماس
_يعني هتساعدني اتخلص منه ونموته!
نزار بنفي
_برضوا لا..
أصاب الزعر روحها وطفق علي ذلك ارتعاشها بين يديه الذي شعر به هو فتنهد بضيق قبل أن يخبرها
_مش هرجعك ومش هموته.. من انهاردة هتبقي في حمايتي ومش هسمحله يقرب منك ودا وعدد مني
وعد نزار.. ولا تعلم نزار حينما يوعد فهو علي أتم الأستعداد ل المۏت ليفي بوعده فقط..
نظرت له بعيون حائرة.. تائهة لم تعرف ماذا تقول بينما تابع هو بنبرة عڼيفة قليلا
_من انهاردة لو فكر يقربلك معناها انه بيعاديني انا وهيقابلني انا
وياويله من يتجرأ علي معاديه هذا الرجل فهو خاسر.. بلا شك سألت بأرتياب
_طيب هتساعدني لية اية المقابل!
نظر لها مطولا ثم نهض ليتركها بينما يردف ساخرا
_متخافيش.. من غير مقابل مش كل الناس بتاخد مقابل تمن مساعدتها ومش نزار اللي يسيب واحدة محتاجه ليه
وغادر قبل ان تتمعن في كلماته وتدرك إنه ربما ېكذب او يخفي اسرارا واسبابا اخري.. لا تعلم هي عنها شيئا بالأخير.. زفرت بأرتياح فالبقاء بين قبضة أمنة ك قبضة نزار.. يعني انها لن تعود الي عرين ذلك الرشوان ابدا..
ولكن.. من يدري ربما يفلح رشوان بفعل المستحيل ويستطيع مواجهة نزار وأعادتها له من جديد.. ل الچحيم!
دقائق.. وسمعت صوت طرقات علي الباب ثم دخوله وهو يمسك حامل طعام خشبي عليه كوب لبن دافي وعدة سندويتشات فتحت عيناها بتوسع وفمها دون قصد وهي تري نزار رشيد بتلك الهئئة يحمل طعام ول من لأنثي!
تجاهل نظراتها واقترب منها وضع الحامل علي الفراش بجوارها بينما يهتف بنبرة جادة
_الأكل دا يخلص بأسرع وقت
أجابته سريعا
_بس انا مش جعانة!
هتف بټهديد
_هرجعك لرشوان وهو اعتقد هيكون اكتر من مرحب بالفكرة!
لم تنتظر لتسمع باقي الټهديد حيث اخذت الحامل وبدأت تأكل السندويتشات وتشرب الذي لا تهواه بسرعة وتلهف بينما هو بصعوبة نجح في كبت ضحكاته التي كادت تنفلت وهو يراقبها تأكل بتعجل ك طفلة خائڤة من العقاپ

وصلت سيارتها الحمراء ل بداية المزرعة المكتوب عليها بخط عريض مزرعة عدي المنشاوي اطلقت عدة انزارات من بوق السيارة فسرعان ما أن انفتح الباب واكملت هي طريقها صفتها في اول مكان فارغ وجدته وهبطت منها.. نزعت نظارتها الشمسية عن عيناها والتفتت نحو الخطوات المقتربة منها التي ما كانت خاصة سوي ب عدي الذي ابتسم عندما وجدها تنظر له بسعادة وفتح يداه لها.. التي سارعت هي والقت نفسها بينهم وهي تردف بأشتياق
_وحشتني.. وحشتني.. وخشتني
دار بها عدة مرات وهو يقول بضحك
_انتي وحشتني اكتر يانغم
وقف عن الدوران واهبطها الي الارض من جديد واختفت السعادة المؤقتة التي كانت مرتسمة علي ملامحه وطل بدلا منها الحزن والتعب ربتت علي كتفه وهي تردف بحزن عليه
_متقلقش انا جيت ومش همشي غير لما اصلح الوضع
هتف بتمني
_ياريت تقدري.. خليها بس تصفي من ناحيتي وانا هخليها تحبني بعدين
قالت برفعة حاجب وهي تنظر بطريقة غير مباشرة لشرفة خلفه
_هي مبتحبكش!
قال بصراحة.. مضحكة.. مريرة
_تطيق العمي ولا تطيقني
عادت تحتضنه من جديد معلقة
_اللي باينلي غير كدا خالص المهم.. علشان أبدأ صح هي متعرفش انا ابقالك اية صح
اؤما بنعم و
_اها لسة هعرفك عليها و...
قاطعته بجدية
_تعرفني عليها اني دكتورتها الجديدة وصاحبتك وبس
نظر لها بعدم فهم لكنه بالنهاية اؤما بنعم
فهو علي أدراك.. ان النساء لا يفهمها سوي النساء
والاعيبهم ومخططاتهم لا يتغلب عليها احد سواهم ايضا..
و.. كل أمله الان ان تفلح نغم في اذابة بعض الجليد المتراكم بين قلبيهما ويمنع من تواصلهم سويا هذا جل ما يتمني حقا..

طرق علي باب غرفتها عدة مرات ثم دخل وجدها كالعادة منذ أن أتت.. نائمة تنهد ب زفر فشخص مثله نشيط.. لا يحب التأخير عن المواعيد ومنضبط بالتأكيد لن يحبذ ويتحمل تصرفاتها الطائشة تلك اقترب منها نزع الغطاء الخفيف المتغطاه به رغم عدم حاجتها لذلك ف هم في فصل الصيف واردف بنبرة مغتاظة
_غيبوبة هانم ممكن تصحي وتخرجي من البيات الشتوي اللي انتي قاعدة فيه دا
تمتمت ب كلمات غير مفهومة بضيق وهي تلف رأسها ل الناحية الأخري وتتابع نومها ناداها عدة مرات وهو ينكز كتفها بأصبعه
_نازلي.. نازلي..
_عايزة انام
قالتها بنعاس شديد فهي منذ ان سكنت بمنزله منذ اسبوع تقريبا وهي لا تشبع من النوم.. نوم هنيئ فهي وبعد زمن تحصل علي نوم مرتاح في منزل امان اخيرا مع اشخاص تطمن علي ذاتها بين جدارنهم وان كانوا عنها غرباء ولا تجمعهم صلة..
كالمعتاد سحبها بقوة من يدها لتعتدل في جلستها وتنظر له رمقته بضيق وتأفف
_نعم عايز اية يانزار
نزار وهو يتجه ل الرفة ويباعد الستائر عن الشرفة ويفتحها ليدخل الضوء ل الغرفة
_عايزك تصحي انتي بقالك اسبوع نايمة تقريبا يابنتي!
قالها بتعجب واضح فحقا هي تنام كثيرا!
_انتي صحيتني اهو ومش هلاقي حاجة اعملها طول ما انا ممنوعة اطلع من البيت
قال بدهشة واضحة
_واية اللي منعك!
قالت برفعة حاجب
_مش احنا مش عايزين رشوان يعرف مكاني!
اقترب منها.. وقف امامها ومال نحوها حتي اصطدمت نظراته الحادة بنظراتها المتسائلة و
_مين قالك اني مش عايز! انتي مفكراني خاېف من رشوان!.. ضحكتيني والله
قالها وهو يضحك.. ب بلا مرح!
وتابع بجدية مفاجئة و حدة
_انا مبخفش من حد غير ربك غير كدا لولا اني شايف قلقك منه كنت اخدتك بأيدي لعنده وقولتله هي اهي معايا لو راجل قرب وخدها مني وعلي فكرة اللي عرفته ان تقريبا رجالته مورهمش حاجة غير انهم بيدوروا عليكي يعني مهما نختفي ونداري هيلاقيكي
قالت وهي تنظر لعيناه بنظرات ذات معني لم يفقه هو بعد
_انت مستهون برشوان اوي في القوة كفتك تفوز لكن في حاجات تانية كتيرة هو يترفع عنك بمراحل واهمهم القذارة
ابتسم وهو يقول لها بغرور
_مش معني اني بعاملك بأحترام وترفع اني بعامل الكل كدا.. وان دي طريقتي الوحيدة
ابتعد عنها ونظر ل مرآة خلفه بعيناه التي تغيرت فجأة واستوحشت وقال وقد باتت ملامح وجهه مرعبة
_انا بعامل كل واحد باللي يستحقه ولو أتكلمنا عن الجانب الۏحش اللي فيا وقارنتيه برشوان فصدقيني هتتفاجئ بيا
شعرت بالخۏف وهي تسمع كلماته تلك وتراقب تغير ملامحه اصابها الزعر وهي تفكر ل لحظة بأن امامها نسخة اخري من رشوان لكن.. ملامحه التي عادت الي هدوئها مرة اخري افاقتها من ذلك الزعر وهو يقول لها

انت في الصفحة 3 من 37 صفحات